أعلنت القوات الدولية للمساعدة في إرساء الأمن في أفغانستان ايساف والتابعة لحلف شمال الأطلسي الناتو أمس، أنها اعتقلت بالتعاون مع الجيش الأفغاني قياديين في حركة "طالبان" في غارات منفصلة نفذتها في إطار عملية"هجوم الربيع"الأكبر في تاريخ "ايساف" هذا الأسبوع. وكشفت "ايساف" اعتقال ثلاثة من "طالبان" تورطوا في اغتيال الزعيم القبلي الملا نجيب الله، مطلع الشهر الماضي، وذلك في غارة نفذت أول من أمس، مشيرة الى أن الموقوفين سلموا الى الاستخبارات الأفغانية لاستجوابهم. وأ شارت قوات الحلف الأطلسي الى أن جنودها صدوا هجوماً شنته مجموعة ضمت حوالى 25 مقاتلاً من"طالبان"في منطقة سار هوزيه بولاية باكتيا شرق، وقالت:"أرغمنا الحركة على التقهقر، ثم اعتقلنا قائداً لطالبان يدعى"المهندس ماجد"الذي جرح في القتال، وترك في عيادة محلية، فيما احتجز المتشددون شرطياً أفغانياً كرهينة". وايضاً، اكدت"ايساف"مقتل عدد من زعماء الحركة في قصف جوي لمبنى في منطفة كاجاكى بولاية هلمند جنوب الأربعاء الماضي استخدمت فيه أسلحة"دقيقة". واعترفت بسقوط خمس قتلى في صفوف قوات الأمن الأفغانية واحتجاز آخر كرهينة الخميس الماضي، قبل تنفيذ عملية لتحريره. وصرح قائد قوات"ايساف"في الجنوب اللواء تون فان لوون بأن القيادة المتطرفة ل"طالبان"فوجئت بعملية"هجوم الربيع"، مؤكداً انها في حال الدفاع عن النفس حالياً. وقال:"الحقنا اضراراً جسيمة ببنيتهم التحتية الخاصة بالقيادة والسيطرة، إضافة الى قدرتهم على إعادة التزود بإمدادات". على صعيد آخر، وجه المترجم أجمل نقشبندي الذي خطفته"طالبان"مع الصحافي الإيطالي دانيال ماستروجياكومو في ولاية هلمند جنوب مطلع الشهر الماضي قبل أن تفرج عن الأخير في مقابل إطلاق خمسة من عناصرها، نداءً شخصياً الى الرئيس حميد كارزاي للمساعدة في الإفراج عنه، متهماً اياه بالاهتمام بالأجانب فقط. ونقل الصحافي الباكستاني رحيم الله عن نقشبندي قوله:"أنت تقلق فقط من أجل الأجانب وليس الأفغان"، أعلن أن القائد العسكري ل"طالبان"الملا داد الله قال إنه سيفرج عنه في مقابل إفراج أفغانستان عن ثلاثة أعضاء من الحركة. في غضون ذلك، أكد بيان للتحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة، مقتل ثمانية من"طالبان"، وأحد رجال الشرطة الأفغانية، في معركة اندلعت في ولاية اروزجان جنوب واستغرقت اكثر من ست ساعات. وأشار التحالف إلى أن حوالى 80 مسلحاً من"طالبان"هاجموا إحدى نقاط تفتيش الشرطة في بلدة ساراو، ما أدى الى اشتباك"قاتلت فيه قوات الامن الأفغانية ببسالة". وفي اختتام زيارة وزير الدفاع البريطاني، ديس براون، إلى العاصمة كابول يرافقه وزير الخزانة غوردن براون المرشح لخلافة رئيس الوزراء توني بلير، اعلن الاول أنه سيطلب من الجنود البريطانيين أن يتنبهوا الى الأخطار المحدقة بهم، وأن يتحلوا بالقوة والشجاعة. وينتشر 6300 جندي بريطاني في ولاية"هلمند"، فيما تعتزم لندن إرسال 1400 جندي إضافي وتقديم عتاد وطائرات الى حكومة الرئيس كارزاي. وفقدت الحكومة الأفغانية، خلال شباط فبراير الماضي، السيطرة على بلدتين وسط البلاد، هما قلعة موسى في هلمند وبكوا في ولاية فرح. لكن قوات الأمن الأفغانية نجحت بدعم من"الناتو"من استعادة بكوا من دون ان تواجه مقاومة، فيما ما زالت قلعة موسى تخضع لسيطرة الحركة. وتتوقع"الناتو"مواجهة قواتها"القتال الأصعب"هذا الربيع في مناطق جنوبافغانستان وغربها، في ظل تصعيد حركة"طالبان"هجماتها وعملياتها الانتحارية التي اعلنت انها جندت اكثر من الفي شخص لتنفيذها، مهددة بإلحاق خسائر اكبر بالقوات الأجنبية"المحتلة".