نازك الملائكة عاشقة الليل وشاعرة الأجيال ومخططة مسار القصيدة الحديثة من القرن الماضي، بدءاً من قصيدتها "الكوليرا" 1947 ومقدمة ديوانها "شظايا ورماد" وپ"قرارة الوجه". كانت الشاعرة الراحلة تمثل الخط الأول للدفاع عن الشعر الحر، إذ جعلته قضيتها فقد كتبت الدراسات والمقالات الكثيرة منظرة ومدافعة عن التوجه الجديد للشعر العربي في الخمسينات من القرن الماضي، فكانت تمثل المرأة العاكسة للحدث الشعري الذي مثل منعطفاً مهماً في الفن الشعري، عندما كونت الكثير من المعلومات عن الشعر الجديد ورصدتها ووثقتها في كتابها الشهير"قضايا الشعر المعاصر"، الذي كان النواة الأولى في الدراسات حول الشعر الجديد"الحر"من الناحية الفنية والرؤيوية، وجسدت فيه ما يشبه العرف الذي ساد عند الشعراء والناقدين مدة طويلة. فقد رجع وما زال يرجع إلى كتابها هذا عدد من الباحثين والناقدين من الدارسين للشعر الجديد، والى اليوم تذكر نازك الملائكة في كل وربما معظم الدراسات عن الشعر العربي في تقنياته الجديدة وتوجيهاته الحديثة. قادت الشاعرة العراقية نازك في شعرها حملات تنويرية حول الشعر الجديد وفتحت بابا للدراسات التي توالت وما زالت عن التحولات الحديثة في الشعر العربي، وهى دراسة واعية تملك ثقافة عريضة مصممة بالمعارف كما تدل على ذلك مؤلفاتها عن الشعر والحياة مع دواوينها الشعرية، التي كانت مواكبة للمتطلبات الحياتية لشاعرة مهمومة بالحياة والناس. غابت الملائكة ولكنها تركت الكثير من الإعمال المهمة في الشأن الثقافي والإبداعي، ومهما كانت المحاولات لطمس منجزاتها التي تركزت على تطوير الشعر العربي، فإنها بإعمالها بقيت وستبقى متجددة على مر الزمن وهكذا شأن المبدع الصادق.