نجح مجلس الأمن أمس في اقناع القيادة السودانية بنشر قوات مختلطة من الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور تحت قيادة وسيطرة دولية، في خطوة تُجنّب البلاد عقوبات دولية. ووعدت الرئاسة السودانية ب"مفاجآت سارة"تطوي ملف الحرب في الإقليم، لكنها تمسكت برفض تسليم المحكمة الجنائية الدولية وزير دولة وأحد قادة ميليشيا"الدفاع الشعبي"اتهمتهما المحكمة في وقت سابق بارتكاب جرائم في دارفور. وأجرى أعضاء مجلس الأمن محادثات في الخرطوم أمس مع الرئيس عمر البشير ووزير الخارجية لام أكول وقيادات سياسية وأمنية ركزت على تطورات أزمة دارفور وفرص التسوية السياسية في الإقليم والتعاون بين الحكومة السودانية والمحكمة الجنائية الدولية لتسليم وزير الدولة للشؤون الإنسانية أحمد هارون والقيادي في قوات"الدفاع الشعبي"علي كوشيب المتهمين بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في الإقليم، والقضايا العالقة في اتفاق سلام جنوب البلاد. راجع ص 6 وعلم أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون اجرى اتصالاً هاتفياً مع البشير قبل ساعات من وصول وفد مجلس الأمن إلى الخرطوم، وأبلغه الأخير أن هناك"مفاجآت سارة"قريباً في شأن تسوية أزمة دارفور من خلال اتصالات تقودها الحكومة الاريترية مع المتمردين. وأثار بان القضايا الخلافية بين حزب المؤتمر الوطني الحاكم وشركائه في"الحركة الشعبية لتحرير السودان"التي تبطئ تطبيق اتفاق سلام الجنوب، خصوصاً عدم حسم منطقة أبيي الغنية بالنفط المتنازع عليها، ونزع سلاح الميليشيات وترسيم الحدود بين شمال البلاد وجنوبها. وقال سفير جنوب أفريقيا دوميساني كومالو، في مؤتمر صحافي، إن وزير الخارجية السوداني أكد للوفد أن قيادة القوات المختلطة في دارفور عملية خاصة بالأممالمتحدة، وأعلن أن الصين والهند وباكستان من بين الدول التي تفكر حالياً في المساهمة في"القوات الهجين"المشتركة المقرر نشرها في دارفور. وقال سفير بريطانيا في الأممالمتحدة أيمير جونز باري إن أكول أكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الاتفاق الذي طرحه الاتحاد الأفريقي والأممالمتحدة"مقبول من دون شروط، وإن الاولوية الآن لتنفيذه". أما زلماي خليل زاد، السفير الأميركي لدى الأممالمتحدة، فأوضح أن مسؤولين سودانيين سيعملون مع مسؤولين من الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي لوضع التفاصيل الخاصة بمن هي الدول التي ستساهم بقوات في القوة المشتركة ومتى سيجري نشرها وكيفية تمويلها. وقال أكول، من جانبه، إن البشير أبلغ مجلس الأمن بأن حكومته جادة في ايجاد تسوية سريعة لأزمة دارفور، موضحاً انه طلب تجميع كل جهود التسوية في مساعي مبعوثي الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي إلى دارفور يان الياسون وسالم أحمد سالم، كما طلب أن يسرع مجلس الأمن بإصدار قرار لتمويل القوة المختلطة. ونفى أن يكون الوفد الدولي طلب من حكومته تسليم هارون وكوشيب إلى المحكمة الجنائية الدولية، لافتاً إلى أن أحد أعضاء الوفد أثار هذه المسألة لكنه جدد رفض حكومته التعاون مع المحكمة لأنها لم تصادق على ميثاق تأسيسها.