يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعا طارئا مساء اليوم بناء على طلب مصر للنظر في الأوضاع المتدهورة في قطاع غزةولبنان. وكان مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين عقد أمس اجتماعا تشاوريا طالب في ختامه الاطراف الفلسطينية المتناحرة بوقف الاقتتال الفلسطينى فورا كما طلب دعم مهمة الوفد الامني المصري في غزة مؤكدا أن نجاح هذه المهمة هي طلب جماعي عربي وفي صالح الفلسطينيين قبل غيرهم. وحذر من فشل مهمة هذا الوفد لأن الفشل - لا قدر الله - سيضر بالقضية الفلسطينية ضررا بليغا. وقال الامين العام للجامعة عمرو موسى في تصريحات للصحافيين عقب الاجتماع إن المجلس كلفه بالاجماع ان يطلب باسم كل العرب رسمياً من الفلسطينيين المتحاربين وقف الاقتتال فوراً، مؤكدا أن استمرار الوضع الحالي هو مسألة خطيرة للغاية. وقال إن الاجتماع التشاوري كان صريحاً ومباشراً للغاية. وأشار موسى إلى ان المجلس طالب بتكثيف تعاون الاطراف الفلسطينية بشكل كامل مع الوفد الامني المصري الذي قام بجهود مهمة للغاية، محذرا من أنه إذا لم يتم التعاون مع الجهود المصرية فإن النتيجة ستكون سلبية جداً. وطالب المجلس بدعم مهمة الوفد"الذي يقوم بمهمة جليلة باسم كل العرب، وإذا فشل هذا الوفد لا قدر الله، ستكون له عواقب وخيمة وغاية في السوء على القضية الفلسطينية". وأوضح موسى أن المندوبين ناقشوا عددا من الاقتراحات بالنسبة الى الوضع الفلسطيني لعرضها على اجتماع وزراء الخارجية العرب مساء اليوم الجمعة. وقال إن المندوبين طرحوا اقتراحات ليناقشها الوزراء تعبر عن الغضب العربي العارم إزاء هذا الاقتتال غير المقبول. وأشار موسى إلى ان المندوبين تطرقوا للشكوى اللبنانية إذ طلب لبنان رسميا عقد اجتماع استثنائي لوزراء الخارجية العرب لمناقشة التهديدات التي يتعرض لها. وأكد موسى ان الحضور الوزاري العربي سيكون مكثفا اليوم وان هذا يعكس القلق العربي مما يحدث في فلسطينولبنان. من جانبه وأكد وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط امس ان وزراء الخارجية العرب سيبحثون خلال اجتماعهم الطارئ اليوم كيفية"دعم الشرعية الفلسطينية"، مؤكدا ضرورة"احترام السلطة الوطنية الفلسطينية المنبثقة عن منظمة التحرير الفلسطينية ورئيسها محمود عباس". في غضون ذلك، اختتمت أمس الحوارات التي استضافتها مصر مع كل الفصائل الفلسطينية بهدف وقف الاقتتال الدائر بين حركتي"فتح"و"حماس"ووضع ضمانات لعدم تجدده مرة اخرى. وصرح الأمين العام لحزب"فدا"صالح رأفت عقب لقائه رئيس الاستخبارات عمر سليمان أن سليمان دعا إلى ضرورة حل الميليشيات المسلحة كافة وبناء قوات أمن وطنية من الشرطة وقوات الامن الوطني، مشددا على ضرورة أن تكون هذه القوات غير خاضعة لنظام المحاصصة وبعيدة عن الانتماء الفصيلي. وقال رأفت في تصريحات ل"الحياة"قبيل مغادرته القاهرة إن سليمان أكد لهم حرص مصر على سلامة الاوضاع في الساحة الفلسطينية، مشيرا إلى أن الجهود التي يبذلها الوفد الامني المصري ستتواصل، محذراً من مخاطر استمرار الفوضى وعدم الاستقرار في الساحة الفلسطينية، وموضحاً مدى انعكاس ذلك سلبيا على الامن القومي المصري والعربي. وأشار رأفت إلى أن الوزير سليمان"اكد لنا ضروة المحافظة على منظمة التحرير الفلسطينية كمرجعية شرعية"داعياً الى اجراء انتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني في الداخل والخارج على قاعدة التمثيل النسبي الكامل. وأضاف:"دعانا سليمان عقب التوصل إلى وقف الاقتتال الى ضرورة عقد تهدئة مع الجانب الاسرائيلي لأن ذلك مصلحة فلسطينية، رابطاً بين استمرار الاقتتال الفلسطيني - الفلسطيني وجمود العملية السياسية وغياب أفق حقيقي للحل السلمي". وتابع رأفت:"الوزير سليمان قال لنا: إن وقف الاقتتال هو الذي سيفتح الطريق مجدداً أمام التهدئة وأمام استئناف المسار السياسي مع الجانب الاسرائيلي فإن هذه التهدئة قطعا ستقود إسرائيل مجدداً إلى بحث المبادرة العربية وستجد نفسها أمام هذا الاستحقاق، مشيرا الى لجنة المتابعة العربية المكلفة من الجامعة العربية لتسويق المبادرة وذلك بالتنسيق مع الرباعية ومجلس الامن لممارسة ضغط على إسرائيل من أجل عقد مؤتمر دولي للسلام على قاعدة قرارات الشرعية الدولية وليس بفرض حلول موقتة انتقائية". وعن لقائه موسى قال: "موسى أبلغنا أن وزراء الخارجية العرب في الاجتماع الذي سيعقد اليوم سيوجهون رسالة حازمة الى الفريقين المتصارعين بضروة الوقف الفوري لإطلاق النار، محذراً الفريق الذي لن يلتزم فورا بذلك الإجراء بأن الجامعة العربية ستضطر لاتخاذ موقف سلبي تجاهه".