أفادت دراسة اقتصادية رسميّة مغربية بأن نمو القطاع السياحي المحلي سيستمر بوتيرة متصاعدة تقدّر ب 15 في المئة سنوياً، وبأن السياحة ستكون "أهم مصدر للعملة الصعبة في المغرب على مدى السنوات العشر المقبلة". وجاء في الدراسة التي عُرضت في اجتماع حكومي ترأسه رئيس الوزراء المغربي إدريس جطو، ان عائدات السياحة سترتفع إلى 23 بليون يورو 30 بليون دولار سنوياً في العقد المقبل، ما يجعلها"المصدر الأكبر لتغطية العجز في ميزان التجارة الخارجية". وتوقّعت الدراسة ان يعمل نحو 825 ألف شخص في مختلف مجالات الصناعة السياحية في المغرب، التي ستزيد حصتها في الناتج المحلي الإجمالي إلى 14 في المئة سنوياً، مقابل 9 في المئة حالياً، من خلال تحقيق 50 مليون ليلة فندقية سنوياً. ويُعدّ حالياً لمضاعفة القدرة الايوائية في الفنادق المغربية، وصولاً إلى نحو 400 ألف غرفة مصنّفة، أي العدد المقبول لاستقبال 10 ملايين سائح سنوياً بحلول مطلع العقد المقبل. وتستثمر الرباط منذ عام 2001 اكثر من 8 بلايين دولار، عبر شركات محلية عربية ودولية ضمن"المخطط الأزرق"، لإنجاز ست قرى سياحية جديدة تمتد على طول شواطئ البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي. وحقق المغرب في العام الماضي إيرادات من السياحة تجاوزت 5 بلايين يورو، من استقبال 6.6 مليون سائح جاءت غالبيتهم من فرنسا وإسبانيا وبريطانيا وإيطاليا وألمانيا والدول الاسكندنافية. ووقّعت الحكومة اتفاق تعاون مع مجموعة"تي يو أي"السياحية الألمانية لزيادة عدد السياح الألمان إلى 517 ألف زائر، ومضاعفة أعداد الرحلات التي تنفذها شركات النقل الجوي المنخفضة الكلفة. وتميل الدراسة إلى التركيز على الجوانب الإيجابية التي تتضمنها خطّة الرهان السياحي، بالاعتماد على تنامي السفر في منطقة البحر الأبيض المتوسط ورغبة شريحة واسعة من الأوربيين تملّك مساكن ثانوية في بعض المدن المغربية، كما يجري حالياً في مراكش وطنجة والصويرة وأغادير. وفي حين لا يرى المغرب تأثيراً كبيراً للعمليات الإرهابية على نشاط السياحة الدولية، يشير إلى ان القطاع يساهم في تحريك عجلة الاقتصاد المحلّي عبر بناء فنادق وتطوير الخدمات المرافقة للصناعة السياحية، مثل النقل والمواصلات والاتصالات والترفيه والصناعات الغذائية واليدوية، إضافة إلى توفير مئات آلاف فرص العمل للشباب. ويخطط المغرب حالياً لمواصلة برنامج التوسّع السياحي، من خلال تمديد الخطة الاستثمارية حتى 2020، وبناء قرى ومنتجعات سياحية جديدة والتحول إلى اكبر واجهة سياحية في منطقة جنوب البحر الأبيض المتوسط وشرقه. وفي موازاة الخطة التي تعتمد تشييد مئات الفنادق الجديدة، تراهن السياحة المغربية على ثورة التكنولوجيا وأنظمة الاتصالات عن بعد، التي تمكّن السياح من الحصول على خدمات السفر والتنقل والإقامة والتبضع بواسطة الإنترنت، التي ستضم نحو 500 فندق مصنّف فئة 4 و5 نجوم بدءاً من عام 2009 .