دعا الرئيس محمود عباس اسرائيل الى التجاوب مع الخطة الامنية الاميركية التي وضعها المنسق الامني الاميركي بين السلطة الفلسطينية واسرائيل كيت دايتون، والتي رفضتها حركة"حماس"، ومن المرجح ان ترفضها الحكومة الفلسطينية ايضاً. واعتبر عباس الموجود حاليا في غزة خلال اجتماع عقده مع كوادر من حركة"فتح"من غزة ورام الله عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة"فيديو كونفرنس"، ان"الخطة تتضمن خطوات مهمة لتحقيق الأمن ورفع المعاناة عن الفلسطينيين". وقال مخاطباً كوادر"فتح"التي تحاول لملمة جراحها منذ ان الحقت"حماس"بها هزيمة ساحقة في الانتخابات التشريعية مطلع العام 2006 :"بعد الاطلاع على الخطة التي تسلمناها من المبعوث الاميركي دايتون، نرى ان فيها خطوات مهمة لاستتباب الامن ورفع المعاناة عن شعبنا الفلسطيني". ودعا اسرائيل الى التجاوب مع القيادة الفلسطينية من خلال الخطة التي تتضمن رفع عدد من الحواجز العسكرية الاسرائيلية في الضفة الغربية، وتسهيل تسيير قوافل باصات بين الضفة وغزة وتمديد مدة فتح المعابر في القطاع وفقا لمواعيد زمنية محددة، في مقابل وقف اطلاق الصواريخ محلية الصنع على أهداف اسرائيلية محاذية للقطاع. لكن"حماس"ومعظم الفصائل الفلسطينية باستثناء"فتح"رفضت الخطة، واعتبر الناطق باسم"حماس"فوزي برهوم ان الخطة تهدف الى"انقاذ"رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت بعد الفشل الذي مني به، فضلا عن"القضاء على المقاومة"، ووصفها بأنها"خطة دنيئة تقزم المقاومة". وقال ان"الخطة لا تتحدث عن حقوق الشعب الفلسطيني ومعاناته بل تتحدث عن تسهيلات في مقابل وقف المقاومة". وتساءل لماذا لم تطرح الولاياتالمتحدة"مبادرة اميركية لرفع الحصار عن شعبنا ورفع المنع عن تدفق الاموال، ووقف الاغتيالات والمعاناة اليومية من الاحتلال الاسرائيلي". وشدد على انه"يتوجب على عباس عقد لقاءات مع الفصائل، وألا يقر شيئا الا بالتوافق". وجاءت تصريحات عباس امس غداة لقائه رئيس الحكومة اسماعيل هنية ونائبه عزام الاحمد ووزير الداخلية هاني القواسمي لايجاد حلول لاول ازمة تعصف بحكومة الوحدة الوطنية التي أبصرت النور في 17 اذار مارس الماضي استناداً الى اتفاق مكة في الثامن من شباط فبراير الماضي. كما تأتي قبل ساعات قليلة من اجتماع ثان سيجمع عباس وهنية لبحث الخطة الامنية وعدد من القضايا السياسية والداخلية والحصار المالي وغيرها. ومن المرجح ان يبلغ هنية عباس رفضه الخطة الامنية، الامر نفسه الذي ستفعله"حماس"أثناء لقاء وفد منها برئاسة مسؤولها في القطاع جمال أبو هاشم مع وفد يمثل"فتح"برئاسة الممثل الشخصي للرئيس، عضو المجلس الثوري لحركة"فتح"روحي فتوح ليل الاثنين - الثلثاء. وتناولت الحكومة الفلسطينية في جلستها التي عقدتها امس الخطة الامنية الاميركية، مؤكدة في بيان لها انها"لم تتسلم الخطة". واعتبرت ان"حركة المواطنين والبضائع لا يمكن مقايضتها بالحقوق الوطنية"، داعية المجتمع الدولي الى رفع الحصار فوراً، والدول العربية الى التزام دفع المخصصات المالية المقرة. وكان اللقاء الأول بين عباس وهنية عقد ليل الاحد - الاثنين بعد ساعات قليلة على وصول الاول الى قطاع غزة. وانتهى اللقاء من دون بحث القضايا والملفات الجوهرية، لكن نقل عن عباس قوله للقواسمي اثناء اللقاء:"جئنا بك لتنجح في مهمتك وليس لتفشل". كما تعهد منح القواسمي كل صلاحياته التي ينص عليها القانون. وكان القواسمي اطلع عباس خلال لقاء منفرد امس على شكواه والاسباب التي ادت به الى تقديم استقالته في الثالث والعشرين من الشهر الماضي والتي رفضها هنية شكلا وقبلها مضموناً، ما يعني موافقته ومجلس الوزراء على الاسباب التي اوردها القواسمي في كتاب الاستقالة، ومنها ان المدير العام للامن الداخلي رشيد أبو شباك يعيق عمله ويمنعه من التواصل مع قادة اجهزة الامن التابعة للوزارة والضباط ويسلبه صلاحياته.