نجت المملكة المتحدة من "مشروع انفصالي" يقوده الحزب الوطني الاسكتلندي الذي فشل في تحقيق "النصر الكبير" على حزب العمال الحاكم والفوز بالغالبية المطلقة لمقاعد برلمان ادنبرة، ما كان سيُمهد لاجراء استفتاء على استقلال المقاطعة في السنة 2010 وانهاء الاتحاد مع انكلترا وويلز الذي تشكل قبل 300 عام. حزب العمال لم يُمن، في هذه الانتخابات ب"هزيمة قاسية"كما توقع المراقبون، لكنه خرج جريحاً من عمليات اقتراع"الخميس الكبير"لاختيار 129 عضواً في البرلمان الاسكتلندي و60 عضواً في برلمان ويلز ونحو 10500 عضو مجلس بلدي في كل من اسكتلندة وويلز وانكلترا ما عدا العاصمة. وعلى رغم خسارة"العمال"المركز الاول في اسكتلندا الا انه احتفظ ب46 مقعداً مقابل 47 مقعداً فاز بها"الوطني الاسكتلندي"، في نهاية الفرز، ما يعني ان"الاسكتلندي"لن يحقق غالبيته المنشودة ولن يستطع حسم القرار والحصول على"ائتلاف غالبية"في البرلمان لتشكيل حكومة المقاطعة، من دون ائتلاف مع الاحزب الاخرى التي ترفض كلها مبدأ"الانفصال". وكان حزب العمال يتمتع باكثرية 50 عضواً في برلمان اسكتلندة في مقابل 25 للحزب الوطني الاسكتلندي و17للمحافظين و17 لليبيراليين و7 لحزب الخضر و13 آخرين. واظهرت نتائج برلمان ويلز ان"العمال"خسر 3 مقاعد واحتفظ ب 26 مقعداً وفاز الحزب الويلزي"بليد كيمرو"ب15 مقعداً و"المحافظون"ب12 مقعداً و"الليبيراليون"بستة مقاعد. كما فاز مستقل واحد عادة ما يتحالف مع"العمال". وكان برلمان ويلز يضم 29 عمالياً و11 محافظاً و12 عضواً من حزب بليد كيمرو و6 ليبيراليين و2 من المستقلين. واصر رئيس الحكومة توني بلير، في تصريحات ادلى بها قبل اعلان النتائج النهاية في ساعة متقدمة من مساء امس، على"ان النتائج نقطة انطلاق جيدة للانتخابات العامة المقبلة التي سيفوز بها الحزب في ظل زعيمه المقبل". لكن ديفيد كاميرون زعيم حزب المحافظين المعارض وصف النتائج بانها"مذهلة"خصوصاً بعدما اعطى استطلاع لهيئة الاذاعة البريطانية بي. بي. سي للمحافظين نسبة 41 في المئة من الاصوات مقابل 27 في المئة للعمال و26 في المئة لليبيراليين في اي انتخابات عامة ستجري مستقبلاً. ودافع حزب المحافظين عن 4400 عضو مجلس بلدي في انكلترا والعمال عن 2379 عضواً والليبيراليون عن 2419 عضواً وآخرون عن 1277 عضواً. وكانت مشاعر الاستياء من حرب العراق والفضائح السياسية وتراجع اداء الخدمات العامة وراء الخسائر التي مني بها الحزب الحاكم الذي يُنتظر ان يقوده بعد استقالة بلير وزير الخزانة غوردون براون ليكون اول اسكتلندي يتسلم رئاسة وزراء بريطانيا منذ 70 عاماً.