في وقت بدأ أصحاب الشركات في مقديشو تسليم أسلحتهم إلى قوة حفظ السلام الأفريقية، أعلن مسؤول بحري أمس أن مسلحين خطفوا ثلاث سفن صيد قبالة سواحل الصومال، في واقعة تضاف إلى حوادث الخطف المتزايدة منذ أطاحت القوات الإثيوبية والحكومة الانتقالية الصومالية"المحاكم الإسلامية"التي كانت تسيطر على العاصمة مطلع العام الجاري. وقال مدير برنامج مساعدة الملاحين في شرق افريقيا اندرو موانغورا، من مقره في ميناء مومباسا الكيني، إن السفن خطفت قبالة إقليم"بلاد بنت"الذي يتمتع بما يشبه الحكم الذاتي في شمال شرقي الصومال. وأضاف أن السفن"خطفها أفراد قبائل مسلحون". وذكر موقع"شابيل"الإعلامي المحلي أن القوارب تابعة لشركات فنلندية، لكن موانغورا قال إنه لم تتسن معرفة الأعلام التي ترفعها تلك السفن ولا أعداد وجنسيات طواقمها. وشاعت القرصنة قبالة الصومال منذ انحدار البلاد إلى الفوضى بعد إطاحة زعماء الميليشيات نظام الرئيس محمد سياد بري العام 1991. ويقول معظم القراصنة إنهم"خفر سواحل"يحمون مياههم. وقال موانغورا:"زاد عدد حوادث الخطف منذ إطاحة الإسلاميين"، مشيراً إلى أن الشهور الثلاثة الأخيرة شهدت خطف ثلاث سفن على الأقل وأربع هجمات أخرى نجت فيها سفن من محاولات خطف. على صعيد آخر، بدأ أصحاب الشركات في مقديشو أمس تسليم الأسلحة التي يستخدمونها لحماية مؤسساتهم في حفل نظمته قيادة أركان الشرطة بعد انتهاء المعارك مع الميليشيات الإسلامية والعشائرية في المدينة. وسلم التجار أسلحتهم إلى قوة حفظ السلام الأفريقية المنتشرة طلائعها في البلاد، في إطار عملية نزع السلاح من العاصمة الصومالية حيث تنتشر الأسلحة بوفرة بعد 16 سنة من الحرب الأهلية. وقال مسؤول الوحدة الاوغندية في القوة الافريقية الكولونيل بيتر ارويرا:"نحن في حاجة إلى التخلص من هذه الأسلحة. تسليمها طوعاً خطوة مهمة للغاية". وكانت الشركتان الناشطتان في مجال تأمين خدمات الهاتف الخليوي"تلكوم صوماليا"و"حورمود"أولى الشركات التي سلمت أسلحتها في المدينة. وأنزلت آليات للشركتين في باحة قيادة أركان الشرطة الصومالية حمولتها من البنادق الهجومية والرشاشة وقاذفات الصواريخ وقاذفات القنابل، إضافة إلى الذخائر من مختلف الأنواع والعيارات، بما فيها قذائف مدافع المضادات الأرضية والصواريخ المضادة للدبابات، وجميعها كانت مخزنة في ترسانات خاصة للشركتين. وكدست نحو مئة قطعة من الأسلحة الثقيلة وصناديق الذخيرة من العيار الخفيف أمام الجنود الصوماليين قبل تحميلها في آليات تابعة لقوة حفظ السلام الأفريقية. وكانت الشركات الرئيسية في مقديشو أنشأت على مر السنين قواتها الأمنية الخاصة لحماية أنشطتها، وجندت عناصر ميليشيا وجهزتهم بأسلحة ثقيلة.