جرت معارك عنيفة الجمعة في مقديشو بين القوات الحكومية الصومالية مدعومة بقوات الاتحاد الافريقي وميليشيا مسؤول محلي كانت تسعى الى نزع اسلحتها، كما ذكر طرفا النزاع. وأكدت قوة الاتحاد الافريقي ان المعارك انتهت. وأفاد شهود ان المواجهات بدأت عندما شنت القوات الصومالية وقوات الاتحاد الافريقي هجوما على منزل احمد داعي، الزعيم السابق لدائرة واداجير في العاصمة الصومالية. وأسفرت عن ضحايا، كما ذكرت هذه المصادر وشهود، لكن لم تتوافر على الفور اي حصيلة محددة. وفي سياق متصل أعلن محمد بشير احد منتجي اذاعة شابيل لوكالة فرانس برس ان قوات الامن الصومالية اغلقت هذه المحطة الاذاعية المستقلة المهمة وصادرت معدات منها واعتقلت عشرين من موظفيها. وقال مسؤول في قوات الامن الصومالية طالبا عدم كشف هويته ان اغلاق الاذاعة جاء بعد تغطية سلبية حيال الحكومة لعملية شنتها قوات الامن صباح الجمعة على زعيم ميليشيا محلية. وقال المسؤول في القوات الصومالية محمد يوسف ان «القوات الحكومية والوحدات الافريقية تقومان بعمليات امنية في مقديشو تصدى لها عناصر الميليشيا صباح الجمعة في دائرة واداجير». وأكد ان القوات المسلحة «احكمت سيطرتها» على الوضع. من جهتها، كتبت القوة الافريقية على حسابها على تويتر ان «قوات الامن شنت في وقت مبكر من الجمعة وبدعم من القوة الافريقية عملية تمشيط في مقديشو (...) بعد معلومات عن مخبأ للاسلحة بالقرب من منزل الرئيس السابق للدائرة أحمد داعي. وأضافت ان الميليشيا التابعة له «اطلقت النار على القوة الافريقية وقوات الامن الصومالية بينما كانت تقترب من الموقع، وتلى ذلك تبادل لإطلاق النار». وتابع: «ان الميليشيا هزمت في العملية وتم توقيف عشرين شخصا ومصادرة 15 قطعة سلاح وذخائر». وقال محمد يوسف لوكالة فرانس برس: «ان الوضع تحت سيطرتنا بالكامل». وأضاف ان «هناك ضحايا لكن لا تفاصيل أخرى لدينا». ولم يتم توقيف احمد داعي ومكان وجوده غير معروف حاليا. وكان احمد داعي صرح لاذاعة محلية خلال المواجهات «ان القوة الافريقية والقوات الامنية الصومالية شنت هجوما على منزلي في وقت مبكر من هذا الصباح، لكننا دافعنا عن انفسنا»، مؤكدا ان المعارك اسفرت عن سقوط ضحايا. وأضاف: «يدعون ان هدف العملية هو نزع السلاح، لكني لا املك اي سلاح، باستثناء بعض قطع السلاح للدفاع عن النفس». وتحدث الشاهد عبدي ولي محمد عن «معارك كثيفة استمرت ساعات، وقد استخدم فيها الطرفان رشاشات ثقيلة وقاذفات صواريخ». وأضاف: «ان المعارك انتهت على ما يبدو، وإن قوة اميصوم تسيطر على المنطقة على ما يبدو». وأكد الشاهد الآخر علي لوغي ان ميليشيا احمد داعي «فرت من المنطقة» وتفتقر الصومال الى سلطة مركزية حقيقية منذ سقوط النظام الاستبدادي للرئيس سياد بري في 1991. ومنذ ذلك التاريخ، انزلقت الى الفوضى وتحكمت فيها الميليشيات وزعماء الحرب والمجموعات المسلحة والعصابات الاجرامية. ومقديشو التي كانت فترة طويلة ساحة حرب بين الميليشيات المتنافسة ثم بين قوة اميصوم وعناصر حركة الشباب الاسلامية الذين سيطروا فترة طويلة على قسم من العاصمة، استعادت نوعا من السلام منذ طرد حركة الشباب منها في اغسطس 2011. لكنهم ما زالوا يشنون فيها -بصورة منتظمة- هجمات كبيرة احيانا. وحركة الشباب التي طردت من العاصمة ثم من القسم الاكبر من معاقلها تدريجيا منذ اغسطس 2011، لا تزال تسيطر على مناطق ريفية كبرى وتشكل تهديدا خطيرا لاستقرار البلاد. من جهة اخرى تخضع عدة مناطق لحكم ذاتي ويسيطر عليها زعماء حرب.