من الجنوب الى الشمال مروراً بوسط العراق حصدت أعمال العنف والمواجهات الأهلية ما يزيد عن 55 قتيلاً، بينهم رئيس مجلس بلدية في كركوك ومساعده، فيما توقفت المواجهات بين "جيش المهدي" وقوات الأمن العراقية في الناصرية بعد يومين من الاشتباكات. وأعلنت مصادر أمنية وطبية عراقية مقتل 11 شخصا بينهم جنديان واصابة نحو مئة آخرين أمس في مواجهات بين قوات الأمن والميليشيا التابعة لرجل الدين الشيعي المتواري عن الانظار مقتدى الصدر. وقال هادي بدر، مدير دائرة الصحة في الناصرية ان"مستشفيات المدينة استقبلت 11 قتيلا بينهم جنديان و91 جريحا معظمهم من المدنيين اثر المواجهات التي اندلعت بعد منتصف ليل الثلثاء - الاربعاء". من جهته، قال مصدر امني ان"المواجهات اندلعت بعدما اعتقلت قوات الشرطة اثنين من عناصر"جيش المهدي"المتهمين بزرع عبوات ناسفة في شوارع المدينة". وأضاف ان"عناصر جيش المهدي حاولوا اطلاقهما لكن الشرطة رفضت ذلك وبدأت الاشتباكات"التي توقفت مساء أمس. وتابع المصدر ان الاشتباكات امتدت الى قضاء الشطرة 20 كلم شمال المدينة حيث هاجم عناصر"جيش المهدي"مركز شرطة المدينة، ما اسفر عن مقتل اثنين من المدنيين واصابة سبعة من عناصر الشرطة. وأضاف ان"قوات الشرطة والجيش طاردت عناصر"جيش المهدي"في احياء متفرقة في وسط وشمال المدينة". وأكد ان"الشرطة فرضت حظرا للتجول على المدينة واغلقت كل مداخلها أمام القادمين اليها خوفاً من التحاق عدد منهم ب"جيش المهدي"من المحافظات المجاورة". وأوضح شهود ان"مسلحين أحرقوا كل السيارات المتوقفة داخل مبنى المحافظة القديم الذي يضم عدداً من المكاتب الادارية وانسحبوا بعد ذلك". كما أشاروا الى ان المسلحين احرقوا عددا من السيارات المدنية في شوارع المدينة التي انتشروا فيها. وكانت اشتباكات مماثلة اندلعت في الديوانية 180 كلم جنوببغداد اوائل نيسان ابريل الماضي أسفرت عن قتل واعتقال عدد كبير من"جيش المهدي"بعد تدخل القوات الاميركية في المواجهات. وتسلمت القوات العراقية المسؤولية الامنية من القوات الايطالية في ايلول سبتمبر الماضي، بسبب الوضع الامني المستقر نسبيا في هذه المحافظة. من جهة أخرى، قال ناطق باسم السفارة الاميركية في بغداد ان ستة أشخاص اصيبوا بعد سقوط تسع قذائف هاون على مجمع المنطقة الخضراء المحصن وسط بغداد أمس. وكثف المسلحون أخيرا الهجمات بقذائف الهاون والصواريخ على المنطقة الخضراء التي تضم البرلمان العراقي وكثيرا من الوزارات والسفارة الاميركية وبعثات أجنبية اخرى. وأصيب خمسة موظفين متعاقدين مع السفارة الاميركية الثلثاء عندما سقطت قذيفة على الاقل في المنطقة الخضراء. وكان أربعة متعاقدين، جميعهم من آسيا قتلوا في هجوم صاروخي على المنطقة في وقت سابق هذا الشهر. ولم يدل الناطق باسم السفارة الاميركية بمزيد من التفاصيل عن هجوم أمس. وأعلن مسلحون يقاتلون القوات الاميركية في العراق مسؤوليتهم عن الهجمات. ولا تزال الخسائر البشرية نادرة في هذه المنطقة، على رغم تواتر الهجمات، بسبب وجود مساحات خالية واسعة داخل المنطقة. في بعقوبة، اعلنت مصادر أمنية عراقية أمس مقتل 32 شخصا على الاقل وجرح نحو 65 آخرين بانفجار شاحنة مفخخة يقودها انتحاري استهدفت سوقا شعبية في ناحية ابو صيدا 90 كلم شمال شرقي بغداد مساء الثلثاء. وقال النقيب صادق محمد ان"شاحنة مفخخة محملة بغاز الكلور انفجرت وسط سوق شعبية في ابو صيدا ما ادى الى مقتل 32 شخصا على الاقل واصابة نحو 65 آخرين". من جهته، اكد العميد عبدالكريم خلف، مدير مركز القيادة الوطنية في وزارة الداخلية ان"شاحنة مفخخة انفجرت وسط ناحية ابو صيدا تبعها سقوط قذيفتي هاون ما أدى الى وقوع ضحايا". وحمل احد اعضاء المجلس البلدي للناحية، قوات الأمن العراقية مسؤولية الهجوم. وقال ان"اهالي ابو صيدا كانوا على علم بأن البلدة مستهدفة فأبلغوا القوات الأمنية بالأمر لكنها لم تأخذه على محمل الجد". وكان الجيش الاميركي اعلن الاحد الماضي انه سينشر ثلاثة آلاف جندي اضافي في محافظة ديالى، لاستعادة السيطرة على هذه المنطقة التي تشهد اضطرابات امنية متزايدة وعدداً كبيراً من الهجمات ضد القوات العراقية والاميركية والمدنيين كان بينها مقتل ستة جنود اميركيين وصحافي روسي بانفجار عبوة استهدفت دوريتهم الاسبوع الماضي. وينشط تنظيم"القاعدة"بصورة كبيرة في محافظة ديالى وتبنى في بيانات نشرت على الانترنت مسؤوليته عن عدد من الهجمات. وشهدت المحافظة أيضاً اعمال تهجير كبيرة. واعلن الناطق باسم الهلال الاحمر العراقي عدي ابو رغيف في وقت سابق ان نحو 700 عائلة تضم نحو 3500 فرد، هجرت من منازلها في بعقوبة جراء اعمال عنف ما دفع منظمته الى فتح مخيمات شمال شرقي بغداد لاستيعاب هذه العائلات. في كركوك، اعلنت مصادر امنية مقتل سبعة اشخاص بينهم ابراهيم عبدالله رئيس المجلس البلدي لناحية الرياض غرب كركوك ومسؤول اداري في المجلس. وقال العقيد فتاح عبدالله ان"عبوة انفجرت لدى مرور موكب رئيس مجلس بلدية ناحية الرياض 45 كم غرب كركوك يرافقه انور حمود العبيدي وهو مسؤول اداري في المجلس، ما أدى الى مقتلهما فوراً". واضاف ان"الانفجار وقع صباح اليوم أمس على الطريق الرئيسي في الناحية لدى توجههم الى عملهم". كما اعلن النقيب هيوا عبدالله:"مقتل ثلاثة اشخاص وخطف اثنين آخرين في هجوم مسلح استهدف شاحنات تحمل حواجز كونكريتية على الطريق الرئيسي جنوبكركوك". وفي هجوم آخر اغتال مسلحون مجهولون احد العاملين في القطاع الصحي بقرية ينكيجة 85 كم جنوبكركوك. وفي الديوانية 180 كم جنوببغداد، اعلن مصدر في الشرطة"مقتل جندي عراقي واصابة ثلاثة آخرين باطلاق نار استهدف دوريتهم في الحي العسكري".