لم يكن من المعتاد ان تصل أسعار النجوم في السينما المصرية إلى رقم المليون جنيه حتى وقت قريب كانت الأسعار لا تزيد عن بضع مئات من الألوف، ربما باستثناء عادل إمام الذي وصل الى رقم المليون منذ سنوات وحيداً بل انه خلال ذروة نجوميته في الثمانينات قبل ظهور منافسين له، نال أجره بالدولار بحسب تأكيد أحد زملاء جيله من النجوم. لذا، باستثناء الأخير، استمرت أجور النجوم على ثبات فترة طويلة حتى حدث انقلاب الإيرادات مع النجوم الجدد مطلع القرن الحالى، وبدأ التمرد على خانة مئات الألوف لتتحول إلى فوق المليون. وكان محمد هنيدي صاحب ضربة البداية للأجور الجديدة يتبعه الراحل علاء ولي الدين. وبقي رقم المليون جنيه يرضي اي نجم، ويشعر السعادة لو وصل إلى المليون والنصف، ومع صعود محمد سعد صاحب الانقلاب الثاني في إيرادات السينما المصرية، والذي وصل أجره مع ثالث أفلامه إلى 3 ملايين جنيه دفعة واحدة، اندفع محمد هنيدي ومن بعده النجوم الشباب، إلى محاولة اللحاق بأجر سعد لأنه اعتبر جزءاً أساساً في المنافسة المحتدمة بين النجوم. اذ بات المعنيون يقيسون النجومية بحسب الإيرادات والأجر أيضاً، وصار من الطبيعي أن يتعدى اجر أي نجم يقوم بالبطولة المليون جنيه كل بحسب إيرادات أفلامه التي تكون الحكم في تحديد الأجر. كل ذلك والنجمات من الفنانات خارج حسابات المنتجين في زيادة أجورهن التي لم تتعد حتى الموسم الماضي نصف مليون جنيه لمنى زكي ومعها حنان ترك وبعدهما هند صبري. تصنيف النجوم وبحسب نجاح افلام النجوم ظلت اجور بعضهم اقل من مليوني جنيه للفيلم الواحد كما حال أحمد السقا وهاني رمزي وأحمد عز، وكان معهم الى وقت قريب أحمد حلمي وكريم عبدالعزيز اللذان انتقلا الى الفئة الأولى الى جانب"الزعيم"عادل إمام ومحمد سعد ومحمد هنيدي خصوصاً بعد ان تعدت ايرادات افلام كل منهما 15 مليون جنيه وهو ما أعطى الحق لهما في المطالبة برفع الأجر الى 3 ملايين جنيه في أحدث افلامهما. لكن الحال لم يبق كما هو، فمع بداية تعاقدات الموسم الحالي للسينما المصرية حدثت زيادة جديدة على اسعار النجوم وصلت الى ما فوق 6 ملايين جنيه لعادل امام ومحمد سعد في أحدث افلامهما للصيف المقبل. وبذلك ستصل تكلفة الافلام ايضاً الى ارقام لم تعهدها السينما المصرية من قبل، كفيلم"مرجان أحمد مرجان"لعادل امام الذي اعلنت شركة"غودنيوز"ان تكلفته ستكون 27 مليون جنيه وهو الرقم الاكبر لأفلام هذا الموسم، ما اثار تساؤلات كثيرة. لكن صناع الفيلم وجدوه طبيعياً اذ ان الفيلم يستغرق تصويره نحو 9 اسابيع، إضافه الى وجود عادل امام الذي تردد انه حصل على 7 ملايين جنيه! اما محمد سعد فلم يتم الإفصاح عن ميزانية فيلمه الجديد، الذي ينتجه السبكي، ولكنه سيحصل ايضاً على رقم مقارب لرقم عادل امام باعتبارهما كانا من اصحاب اعلى الإيرادات خلال الموسم الماضي. يأتي من بعدهما محمد هنيدي الذي كان منذ فترة يجد صعوبه في زيادة أجره بسبب تراجع ايراداته وبات يحل في المرتبه الخامسة منذ موسمين في الإيرادات بعد امام وسعد وحلمي وكريم، ولكنه وجد ضالته في"روتانا"منتجة احدث افلامه"عندليب الدقي"، وهي المعروفه بالبذخ الإنتاجي حتى في الطرب، ما جعل أجره قريباً من إمام وسعد محافظاً على تواجده بين"السوبر ستار"ولكن يبقى عليه الوصول بإيرادات فيلمه الجديد الى ما فوق 15 مليون جنيه على الأقل كي يظل في دائرة المنافسة. اذاً هل سيستمر حال صعود الأجور على ما هو عليه ام سيقرر المنتجون ثباتها فترة؟ الإجابة، ستكون بحسب المنتجين، بعد ايرادات الموسم المقبل التي ستحدد الثبات ام زيادة اخرى وهو موسم تشير احتمالاته الى منافسة شرسة بين كل النجوم الحاليين مثل الموسم الماضي، حيث بدأ حجز دور العرض من الآن لنيل اكبر نسبة من الايرادات، وسط خلافات بين شركات التوزيع وانقسامها ما يهدد بعض الأفلام بعدم تحقيق ايرادات كبيرة تأتي بالمكسب لصناعها بسبب قلة دور العرض المتوافرة لها. النجمات وحلم المليون وبالعودة الى أجور نجمات السينما المصرية، نجدهن بعيدات مسافة كبيرة عن أجور النجوم الرجال، والسبب انهن ارتضين لعب ادوار"السنيدات"للأبطال الجدد ولم يحاولن لعب البطولة امامهم. لذا ظلت اجورهن شبه ثابتة او تزيد بصورة ضعيفة منذ بداية ظهورهن مع النجوم الجدد. وكان رقم 250 ألف جنيه هو الأعلى الى فترة بين النجمات وحصلت عليه منى زكي وحنان ترك الأبرز بين الجيل الحالي وبعدهما بمسافة التونسية هند صبري واللبنانية نور قبل صعود منة شلبي وياسمين عبدالعزيز. وظلت الحال على ما هي عليه، لأن المنتجين بالطبع بات النجوم الرجال فقط بعد ان اختفت نجمات الجيل الماضي وصار ظهورهن مرة كل بضعة اعوام في أحسن الأحوال، مثل يسرا وليلى علوي اللتين تجدان صعوبة في المنافسة الحالية التي صارت"رجالية"بعد سيطرتهم على السوق السينمائية الحالية عكس ما كان يحدث في الماضي حيث كن يقفن نداً للرجال ومعهن نبيلة عبيد ونادية الجندي وإلهام شاهين، وكانت المنافسة طبيعية والإيرادات قريبة لإيرادات النجوم. لكن أخيراً انتبهت النجمات الحاليات الى ذلك، وصارت هناك محاولات لرفع اجورهن بالتوازي مع محاولات العب دور البطولة كند امام البطل ووضع اسمائهن مثله على الملصق ثم الوصول الى البطولة المطلقه والتي قادتها منذ فترة عبلة كامل في اطار الكوميديا ايضا بما انها المعيار. كما بدأت منى زكي تفكر هي الاخرى في تقديم ادوار بطولية تحقق لها ما تريده لكن الأمر يبدو صعباً الى الآن. والوحيدة التي يسعي وراءها المنتجون الآن لتقديم افلام من بطولتها هي ياسمين عبدالعزيز التي تجمع بين الجمال وخفة الظل واثبتت قدراتها في آخر اعمالها"حاحا وتفاحة"وپ"ثُمن دستة اشرار"وهو ما جعلها تفكر في ذلك قريباً ولكنها أجلت مشروعها بعد تجربتها مع محمد سعد. وفي ظل هدوء أجور النجمات جاء خبر تعاقد السبكي مع المغنية اللبنانية هيفاء وهبي مقابل 600 ألف جنيه لبطولة أول افلامها السينمائية المصرية بمثابة الصدمة لنجمات السينما المصرية، إذ أن ارقامهن لا تزال بعيدة جداً من رقم هيفاء المعلن والذي يصل الى خمسة أضعاف اجر اي نجمة، وهو ما جعلهن يطالبن بزيادة كبيرة وبالفعل حصلت ياسمين عبدالعزيز على 600 ألف جنيه عن فيلمها الجديد مع محمد سعد، ومنى زكي تقاضت الأجر نفسه عن فيلم"تيمور وشفيقة"ومي عز الدين طلبت الأجر نفسه لفيلمها بعد نجاحها في اول بطولة لها في فيلم أيظن وتحاول هند صبري ونور رفع اجرهما ايضاً بعد هذا الانفلات، وهو أجر مازالتا بعيدتين عنه، وكل هذا يجعل أجور النجمات مرشحة لأن تتضاعف قريباً ومعها حلمهن بالوصول الى رقم المليون، وهو بالفعل الرقم الذي تردد ان منة شلبي طلبته لفيلمها المقبل، خصوصاً بعد تجربتها مع يوسف شاهين التي انتهت منها أخيراً، في الوقت الذي خرجت فيه حنان ترك من السباق بعد حجابها واكتفائها بالدراما التلفزيونية.