لم يأت موسم صيف 2010 السينمائي في مصر مخيباً للتوقعات السلبية، إذ جاء هزيلاً في إيراداته عكس المواسم الماضية والتي كان يحتل فيها الصيف لعبة المنافسة بين نجوم السينما المصرية وصناعها. باعتراف الجميع أسهم موسم الصيف في إعادة الروح الى صناعة السينما بما يتجاوز بليون جنيه خلال السنوات العشر الماضية والتي أحتل فيها موسم الصيف مشهد الصدارة السينمائية المصرية لجميع نجومها سواء القدامى أو الجدد والذين غاب غالبيتهم عن موسم 2010 على رأسهم عادل أمام ومحمد هنيدي وكريم عبدالعزيز من الذين فضلوا أن ينقلوا المنافسة إلى موسم عيد الأضحى المقبل. الموسم الجاري تصدره حتى الآن أحمد حلمي بإيرادات وصلت إلى عشرين مليون جنيه وهو رقم جيد في ظل هذا الموسم ويتبعه بإصرار المطرب والممثل تامر حسني بإيرادات وصلت إلى 17 مليون جنيه ويسعى وراءهما النجم الكوميدي الصاعد بقوة أحمد مكي بثالث بطولاته «لا تراجع ولا استسلام» بإيرادات تخطت 10 ملايين جنيه في ثلاثة أسابيع عرض فقط وهذه الأفلام ستظل في المنافسة حتى عيد الفطر لتحقيق أكبر ايرادات ممكنة. ويواصل محمد سعد نجم الشباك «القديم» حالة عدم الاستقرار مع جمهوره منذ ثلاث مواسم، إذ مازال سعد عاجزاً عن العثور على موضوع جديد، فعاد بعد ابتعاد الموسم الماضي إلى شخصيته الأثيرة الليمبي مضيفاً إليها «8 جيجا». حاول سعد ولكنه لم يحقق أكثر من 10 ملايين جنيه وهي تقريباً أقل من نصف ايراداته في عز مجده الجماهيري والخوف أن يكون فقد حضوره الى الأبد. أما مفاجأة الموسم فكانت تراجع نجم أفلام «الحركة» أحمد السقا إلى ذيل قائمة إيرادات النجوم بعد أن فشل فيلمه «الديلر» في تخطي مبلغ 10 ملايين جنيه في 7 أسابيع عرض. ويعتبر هذا من أقل الإيرادات في تاريخ بطولات أحمد السقا وصاحب عرض الفيلم تراشق إعلامي بين السقا من جهه ومخرجه وشريكه في البطولة خالد النبوي من جهة أخرى. وكان الفيلم تم تصويره على مدار عامين تخللهما توقفات عدة. ومثل السقا الفنانة الشابة ياسمين عبدالعزيز والتي تقود «ثورة» لإعادة البطولات النسائية الغائبة عن السينما المصرية منذ سنوات بدعم المخرج علي إدريس فلم تستطع ياسمين أن تحقق ايرادات فيلمها السابق «الداده دودي» (14 مليون جنيه) مع «الثلاثة يشتغلونها» للمؤلف يوسف معاطي والذي وصلت إيراداته إلى 6 ملايين فقط. ولكنها ستحافظ على وجودها كبطله سيواجهها صعوبة العثور على موضوع يناسبها في ظل سيطرة النجوم على عقول كتاب السينما الحاليين. وصاحب عرض أفلام نجوم الشباك تجارب أخرى غير جماهيرية ولكنها كانت مهمة فنياً، على رأسها فيلم المخرج الموهوب محمد أمين «بنتين من مصر» لزينه وصبا مبارك. وهو فيلم اجتماعي يناقش مشكلة العنوسة لدى الفتيات في مصر والتي تمتد إلى كل البلدان العربية. ونال الفيلم ترحيباً نقدياً كبيراً واعتبره الكثيرون فيه أهم أفلام الموسم ولكنه لم يحقق إيرادات كبيرة لطبيعة موضوعه وعدم وجود أبطال جماهيريين. ولم يحقق فيلم «الكبار» لعمرو سعد وخالد الصاوي إخراج محمد العدل في أولى تجاربه الإخراجية ايرادات تذكر تشاركه في هذا ثلاثة أفلام افتتح الموسم (المتعثر) بها «عصافير النيل» و «هليوبليس» و «تلك الأيام» والتي لم يشعر بها أحد. ويلاحظ بعامة تراجع ايرادات هذا الموسم بنحو 50 في المئة عن سابقيه وهو مرشح للتراجع أكثر خلال السنوات المقبلة لتقدم حلول شهر رمضان ومسلسلاته فيه. حكاية موسم إذاً هل أصبح موسم الصيف موسماً لهروب نجوم شباك السينما المصرية؟ ما حدث هذا الموسم يقودنا إلى الإجابة بنعم. فبالنظر إلى أفلام هذا الموسم يلاحظ أنها أفتقدت وجود أربعة من أهم نجوم شباك السينما المصرية كما أشرنا، على رأسهم عادل إمام ومعه ثلاثة: محمد هنيدي وكريم عبدالعزيز وأحمد عز، والأربعة تحقق أفلامهم مجتمعة إيرادات تقترب من 100 مليون جنيه عند عرضها. وطوال السنوات العشر الماضيه ازدهر موسم الصيف حتى وصل إلى قمته مع أفلام الكوميديين الجدد وجيلهم. وأصبح هو صاحب الإيرادات التاريخية التي اعادت الازدهار لصناعه السينما، حيث وصلت الإيرادات إلى أرقام غير مسبوقة تخطت 150 مليون جنيه في بعض مواسمه، ما جعله موسم السينما الرابح للمنتجين والنجوم وكان الصراع يصل إلى ذروته بين المنتجين والموزعين لفرض أفلام نجومهم. وبحسب رأي كثر من النجوم، فإن موسم الصيف سيصبح موسماً تلفزيونياً نظراً لتقدم شهر رمضان ليحتل شهور الصيف خلال السنوات المقبلة. والسؤال هو: «هل يتحول موسم الصيف إلى موسم تلفزيوني»؟ الإجابة تبدو نعم، بعدما تسابق نجوم شباك السينما المصرية عادل إمام ومحمد سعد ومحمد هنيدي وكريم عبدالعزيز ومحمود عبدالعزيز للتعاقد على مسلسلات تعرض في رمضان 2011 ليكون هو الأعلى إنتاجاً في تاريخ الدراما العربية وليغلق موسم الصيف أبوابه لسنوات عدة حتى يتقدم شهر رمضان إلى موسم الشتاء وتعود إلى موسمي عيد الفطر وعيد الأضحى مكانتهما القديمة في صدارة العرض.