كانت التوقعات أن يكون موسم سينما 2015 في مصر استثنائياً وذلك بتحقيق إيرادات لن تقل عن ربع بليون جنيه. لكن مع انتهاء الموسم، تبين أن إيرادات 24 فيلماً لم تتجاوز 160 مليون جنيه أي بنقص يقدر ب 37 مليون جنيه عن العام الماضي، أي نصف الإيرادات التي كانت متوقعة لهذا العام تقريباً. وفي المقابل يحسب لسينما 2015 أن أفلامها أتت متنوعة ترضي كل الأذواق بعضها جاد مثل «بتوقيت القاهرة»، «قط وفار»،»قدرات غير عادية»، وبعضها يدعي الجدية مثل «من ضهر راجل» و»الليلة الكبيرة»، وأخرى تنتمي إلى السينما التجارية التي تعتمد على الرقص والغناء الشعبي مثل «زنقة ستات» و»عيال حريفة». ويعتبر عام 2015 هو عام شركتي إنتاج السبكي (أحمد السبكي وأخيه محمد السبكي)، حيث قدما 8 أفلام هي: «ريجاتا»، «أهواك»، «زنقة ستات»، «شد أجزاء»، «حياتي مبهدلة»، «عيال حريفة»، «الليلة الكبيرة» و«من ضهر راجل»، والفيلمان الأخيران شاركا في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي في دورته رقم 37، من دون الحصول على جوائز. بدأ الموسم السينمائي في عام 2015 بعرض الفيلم الكوميدي «يوم ملوش لازمة» بطولة محمد هنيدي، وإخراج أحمد الجندي، فحقق إيرادات وصلت الى 12 مليون جنيه. فيما بلغت إيرادات فيلم «ريجاتا» من بطولة عمرو سعد ومحمود حميدة وإلهام شاهين وفتحي عبدالوهاب وإخراج محمد سامي، 5 ملايين جنيه، بينما وصلت إيرادات فيلم «قط وفار» للكاتب وحيد حامد والنجم محمود حميدة، إخراج تامر محسن، الى 900 ألف جنيه. أما فيلم «بتوقيت القاهرة» آخر أعمال النجم الراحل نور الشريف والذي شاركه بطولته ميرفت أمين وسمير صبري، إخراج أمير رمسيس فقد حقق إيرادات بلغت مليون جنيه. الفيلم السينمائي «أسوار القمر» لمنى زكي وآسر ياسين، إخراج طارق العريان، حقق إيرادات تصل ل 4 ملايين جنيه، وحقق فيلم «هز وسط البلد» بطولة إلهام شاهين وفتحي عبدالوهاب وحورية فرغلي، إخراج محمد أبو سيف، نحو 600 ألف جنيه. واستقبلت دور العرض السينمائية في أعياد الربيع 5 أفلام، هي «زنقة ستات» بطولة حسن الرداد وإيمي سمير غانم، إخراج خالد الحلفاوي، وحقق العمل إيرادات 16 مليون جنيه، وفيلم «كابتن مصر» بطولة محمد عادل إمام وأحمد فتحي، إخراج معتز التوني، والذي وصلت إيراداته ل 19 مليون جنيه. أما فيلم «9» إخراج إيهاب راضي فبلغت إيراداته 150 ألفاً، وفيلم «فزاع» بطولة هشام إسماعيل، سهر الصايغ، إخراج ياسر زايد، حقق إيرادات قدرها 300 ألف جنيه، وفيلم «جمهورية إمبابة» بطولة باسم سمرة وعلا غانم إخراج أحمد البدري، وبلغت إيراداته 900 ألف جنيه. وشهد موسم عيد الفطر تنافس 6 أفلام هي «شد أجزاء» لمحمد رمضان وياسر جلال ودنيا سمير غانم إخراج حسين المنباوي، وحقق 22 مليون جنيه، وفيلم «ولاد رزق» لأحمد عز وأحمد الفيشاوي وعمرو يوسف ونسرين أمين، إخراج طارق العريان، حقق 23 مليون جنيه في شباك التذاكر، وفيلم «حياتي مبهدلة» لمحمد سعد ونيكول سابا، إخراج شادي علي، وبلغت إيرادته 8 ملايين جنيه. وفي الموسم ذاته طرح فيلم «سكر مر» للمخرج هاني خليفة والنجوم هيثم أحمد زكي وآيتن عامر وأمينة خليل وأحمد الفيشاوي، وبلغت إيراداته 3 ملايين جنيه، وفيلم «نوم التلات» لهاني رمزي، إخراج إيهاب لمعي، وحقق مليوني جنيه، وبلغت إيرادات فيلم «الخلبوص» بطولة محمد رجب وميرهان حسين ورانيا ملاح إخراج إسماعيل فاروق 4 ملايين جنيه. وفي موسم عيد الأضحى تنافست 4 أفلام على أرقام شباك التذاكر، هي «أهواك» للنجم تامر حسني إخراج محمد سامي وإنتاج رنا السبكي، وحقق إيرادات بلغت 21 مليوناً ونصف المليون، و»عيال حريفة» لسعد الصغير وبوسي ومحمود الليثي، إخراج محمود سليم وبلغت إيراداته 11 مليون جنيه، و»الجيل الرابع» بطولة أحمد مالك وخالد أنور وعلي إسماعيل، إخراج أحمد نادر جلال، وحقق 3 ملايين جنيه، و»4 كوتشينة» بطولة مطربي المهرجانات أوكا وأورتيجا وشحتة كاريكا تأليف حازم متولي وإخراج محمد جمال، وبلغت إيراداته 900 ألف جنيه. وفي نهاية العام تم طرح فيلمين، سيستمر عرضهما حتى بداية العام المقبل هما «الليلة الكبيرة» لزينة ووفاء عامر وعمرو عبدالجليل، تأليف أحمد عبدالله، إخراج سامح عبدالعزيز، وحقق إيرادات بمليون جنيه، و»قدرات غير عادية» لخالد أبو النجا ونجلاء بدر، إخراج داود عبدالسيد وحقق 500 ألف جنيه حتى الآن. عودة سينما المقاولات أفلام المقاولات التي قدمت في سبعينات وثمانينات القرن الماضي عادت مجدداً في سينما 2015 من خلال أفلام: «عمود فقري»، «شارع محمد علي»، «4 ورقات كوتشينة» و»جمهورية إمبابة» وغيرها، لكن هذه الأفلام لم تنجح مع الجمهور، وبالتالي فشلت في تحقيق إيرادات تغري جهات إنتاجها على إعادة المحاولة وتقديم أفلام جديدة من هذه النوعية. ظاهرة «أفلام المقاولات» ليست جديدة على السينما المصرية، حيث كان الغرض منها في الماضي، تعبئة شرائط الفيديو بما يرضي طموحات طبقة معينة من الجمهور التي تقبل على شراء هذا النوع من الأفلام. ومن اللافت ان بعض الفضائيات التي تعرض الأفلام السينمائية لا تزال تبحث حتى اليوم عن أفلام المقاولات لقلة كلفتها. ومن أفلام المقاولات إلى جهاز الرقابة على المصنفات الفنية الذي لم يصطدم بالأفلام التي عرضت في عام 2015، بل اكتفى بأن اعترض على بعض الجمل الحوارية فقط في أفلام «ريجاتا» و«ولاد رزق» و«سكر مر» و«قدرات غير عادية». وجاء قرار هيئة الرقابة على المصنفات الفنية برئاسة عبدالستار فتحي ببدء تنفيذ قرار تطبيق التصنيف العمري على الأفلام التي تعرض في السينما خلال عام 2015 ليثير حالة من التساؤلات حول قدرة الرقابة على تنفيذ القرار خلال الفترة المقبلة. العديد من النقاد أكدوا أنه من الصعب تطبيق التصنيف العمري داخل دور العرض لأن الثقافة المصرية ذاتها ترفض وضع قيود عليها. كما رأوا أن التصنيف العمري هو محاولة لخلق مساحة من الحرية بالنسبة إلى الأفلام والمسرحيات وخلافه، بحيث إنه عندما تقصر المشاهدة على فئة معينة يكون شيئاً مهماً، لكن المشكلة هي وجود عدد قليل من المفتشين على الرقابة في مصر تكون لديهم القدرة على التفتيش في كل دور العرض. صالات في خبر كان كما شهد عام 2015 إغلاق عدد من دور العرض في القاهرة والأقاليم، منها سينما «فاتن حمامة» في المنيل، بعد انتهاء مدة عقد إيجارها مع الشركة العربية للإنتاج والتوزيع السينمائي، وقام ملاك المبنى بعرضه للبيع، كذلك تم إغلاق مجمع سينما «رينسانس» في أسيوط وغيرها من دور العرض. ويبدو أن دور العرض في طريقها أكثر للاندثار في ظل تجاهل وزارة الثقافة المصرية للأزمة رغم نداءات المهتمين بصناعة السينما لإنقاذ ما تبقىي من دور العرض السينمائية والحفاظ على بقية دور العرض. ورغم لقاء الدكتورة فايزة أبو النجا مستشارة الأمن القومي المصري مع الفنانين والمثقفين في بداية عام 2015، بعد إعداد الرئاسة مشروعاً قومياً للنهوض بصناعة السينما في مصر، وناقشت مستشارة الرئيس وقتها وضع آليات هذا المشروع ومحاور تنفيذه والذي لم يتم شيء منه حتى الآن. وطرح المخرج خالد يوسف رؤية في عام 2015 لحل مشكلات السينما من خلال دراسة أعدها المخرج شريف مندور وغابي خوري ومسعد فودة نقيب السينمائيين وخالد عبدالجليل وتتضمن تلك الدراسة 19 نقطة تساهم في حل مشكلات الصناعة بكل وجوهها. خالد يوسف أكد أنه سيناقش في مجلس النواب المصري الذي أصبح عضواً فيه مشاكل تعترض صناعة السينما المصرية التي تمثل قوة سياسية ناعمة للدولة المصرية وتأثرها سيؤثر في شكل كبير في قوة مصر الخارجية.