منذ نهاية التسعينات أعلنت خريطة النجوم في مصر التمرد على ثباتها لسنوات حول أسماء معينة باتت محفوظة لدى الجميع: عادل إمام وأحمد زكي ومحمود عبدالعزيز ونور الشريف. وبعد ذلك جاء"المهرجون الجدد"بقيادة محمد هنيدي ومن بعده الراحل علاء ولي الدين، ليعلنوا بدء التغيير في صعودهم غير المتوقع وانتزاعهم لشباك التذاكر بعد احتكار الكبار له لأكثر من عشرين سنة. جاء نجاحهم ليعيد تشكيل خريطة النجوم راسماً مفهومها الجديد، ولا سيما بدء التغيير وعدم استقرار نجم معين لسنوات طويلة في مكانة أولى، وثانياً جعل الأولوية للكوميديا فقط ولنجومها الذين لا يملكون مقومات شكل فتى الشاشة الأول ليصبحوا أصحاب الكلمة العليا دائماً في هذه الخريطة. ومن هنا جاء عام 2006 السينمائي ليؤكد من جديد أن احتكار نجم معيّن لشباك التذاكر لسنوات أصبح أمراً غير وارد. فمنذ التغيير الذي أحدثه"المهرجون الجدد"والذي لم يتجاوز عشر سنوات تعاقب على قمة الخريطة ثلاثة نجوم هم: محمد هنيدي وعلاء ولي الدين وأخيراً محمد سعد. ومن هنا راح القلق يسيطر على الجميع من ظهور نجم ما وصعوده فجأة لأن كل شيء أصبح وارداً حدوثه في السينما المصرية الآن. عودة الكبار ولكن الذي لم يكن متوقعاً هو ما ساد هذا العام ملامح خريطة نجوم السينما المصرية وفي مقدمه عودة النجم عادل إمام الى قمة بعد فترة من إزاحته عنها من قِبَل نجوم الكوميديا الجدد وهو الذي حقق رقماً قياسياً في احتكارها لأكثر من عشرين سنة. والغريب أن إمام أحد نجوم الكوميديا القدامى استرد شباك التذاكر بفيلم غير كوميدي وهو"عمارة يعقوبيان". ولكن هذا لا يعني تغيّر المزاج الكوميدي المفضل لدى المشاهد المصري ولكن يعود نجاح الفيلم الاستثنائي لكونه مأخوذاً عن رواية علاء الأسواني والتي حملت الاسم نفسه وحققت نجاحاً ومبيعات كبيرة منذ نشرها قبل أربع سنوات. ومع هذا يحسب لعادل إمام مبادرته بالحماسة الى العمل على هذه الرواية بعد أن قرأها وحث وحيد حامد على شرائها وإصراره كذلك على إشراك نجوم جيله في الفيلم مثل نور الشريف ويسرا. وهكذا احتل الفيلم"عمارة يعقوبيان"الذي جسد أوضاعاً اجتماعية وسياسية مصرية معاصرة قمة الإيرادات. وبذلك يعود عادل إمام الى مكانه القديم بعد أن تراجع في السنوات الماضية. والمفاجأة الأخرى كانت في تراجع محمد سعد الى المركز الثاني بعد احتكاره للصدارة للسنوات الأربع الماضية محققاً أعلى إيرادات السينما المصرية في تاريخها. وهو ما كان متوقعاً على أية حال بعد أن بدأ تكراره لنفسه والاعتماد على إبداعه الفني المحدود في كل ما يخص العمل! وهو السبب نفسه الذي أطاح بمنافسه اللدود محمد هنيدي والذي أصبح خارج المنافسة منذ العام الماضي بعد أن تقدمه أكثر من نجم وهو ما قد يحدث لسعد قريباً جداً. نأتي بعد ذلك للمرشح الأول للصعود الى قمة شباك التذاكر وهو أحمد حلمي الوحيد الذي عرض له فيلمان في عام 2006 هما:"ظرف طارق"وپ"جعلتني مجرماً"، وحققا إيرادات تخطت 30 مليون جنيه وبذلك نراه يتخطى الجميع في ما حققوه من إيرادات في عام 2006، وجاء ثالثاً بعد"الزعيم"وسعد. ونصل لكريم عبدالعزيز الذي تقدم هو الآخر ليثبت مكانه رابعاً في خريطة نجوم السينما المصرية في آخر طبعة لها، والتي لم يستطع أحمد السقا ومحمد هنيدي العودة فيها الى الصدارة ولو حتى إشعار آخر. ويستمر عدم ظهور نجمات للصدارة أو المنافسة ولو من بعيد على إيرادات شباك تذاكر السينما المصرية الذي كان يشهد منافسة منهن خصوصاً في فترة الثمانينات وأبرزهن نبيلة عبيد ونادية الجندي وليلى علوي. ولكن يبدو أن النجمات الآن ارتضين وسعدن بلعب دور"سنّيدات"البطل الحالي في السينما المصرية على رغم محاولات منى زكي وحنان ترك وعبلة كامل في البطولة المطلقة قبل أن يفشلن. وفي انتظار نجمة شباك جديدة في السينما المصرية... يستمر التنافس رجالياً!