تبدأ اليوم في بغداد المحادثات الأميركية - الإيرانية، بمشاركة وفد عراقي برئاسة وزير الخارجية هوشيار زيباري، وهي المحادثات الأكثر أهمية بينهما منذ 27 عاماً، فبناء على نتائجها ستحدد سلسة لقاءات أخرى للبحث في القضايا العالقة بين البلدين اللذين اعتبرا لقاء اليوم لجس النبض، وحددا له أهدافاً متواضعة وحصراه بالوضع العراقي. وفيما قتل 8 جنود أميركيين وستة عراقيين وعثر في بغداد على 44 جثة وأفرج عن 42 عراقياً كان تنظيم"القاعدة"يحتجزهم، بدأ الزعيم الشيعي مقتدى الصدر سلسلة اجتماعات موسعة مع مديري مكاتب الشهيد الصدر وقيادات"جيش المهدي"لإبعاد المنشقين عنه، وللرد على دعوة البيت الأبيض له للعب دور إيجابي في العملية السياسية، وتحديد صلاحيات قادة التيار. ويلتقي السفير الاميركي في بغداد ريان كروكر صباح اليوم السفير الايراني حسن كاظمي قمي. ولم يكشف مكان اللقاء لأسباب أمنية. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية توم كايسي انه سيعقد في"مبنى حكومي عراقي". وأضاف ان المناقشات ستنحصر حول الوضع العراقي، مبدداً مخاوف الحكومة العراقية من تناول مواضيع شائكة أخرى. واكد رئيس الوزراء نوري المالكي ان"الاجتماع جاء بعد ان شجعت حكومته فتح حوار بين الطرفين". واضاف خلال اجتماعه مع بعض أعضاء القائمة"العراقية"التي تلوح بالانسحاب من العملية السياسية ان"جمع الاميركيين والايرانيين يجري في اطار خطة لإزالة النفوذ الخارجي أياً كان". وقال لبيد عباوي، وكيل وزارة الخارجية لشؤون التخطيط السياسي في تصريح الى"الحياة"، إن الاتفاق بين الطرفين يقضي بأن يطرح كل منهما القضايا التي يرغب بها، وأضاف أن دور الوفد العراقي الذي سيرأسه وزير الخارجية هوشيار زيباري"سيقتصر على الوساطة وتقريب وجهات النظر وتوضيح بعض الامور". وتابع عباوي ان هذا الاجتماع"لن يكون الأخير وسنشجع الطرفين على عقد اجتماعات دورية لإزالة بعض التصورات الخاطئة حول نيات كل منهما، خصوصاً ما يتعلق منها بالنيات الإيرانية تجاه العراق". أما السفير الايراني فقال ل"الحياة"ان الجانب الايراني"سيطرح مسألة استهداف المسؤولين الحكوميين الايرانيين داخل العراق"، لافتاً الى ان"القوات الاميركية تعمد الى خلق تصور عن تورط طهران في العمليات المسلحة من خلال حجج واهية". وأضاف ان الوفد سيطرح موضوع الايرانيين الخمسة الذين اعتقلوا في اربيل في شباط فبراير الماضي"وسيطالب الاميركيين بعدم تكرار ذلك". أمنياً، أعلن الجيش الاميركي أمس ان ثمانية من جنوده قتلوا في سلسلة هجمات، ما يجعل شهر أيار مايو أحد أسوأ الأشهر بالنسبة إليه منذ غزو العراق في آذار مارس 2003. وأوضح الجيش ان ثلاثة جنود قتلوا وجرح اثنان آخران بانفجار قنبلة قرب آليتهم في محافظة صلاح الدين السبت. كما قتل جندي وجرح اثنان آخران ومترجم عراقي بانفجار آخر. وكان هؤلاء يشاركون في عمليات بحث عن مخابئ لأسلحة وعن متمردين. وفي محافظة الانبار غرب بغداد، قتل أحد جنود مشاة البحرية الاميركية مارينز خلال عملية عسكرية. وأوضح الجيش ان جندياً قتل في هجوم استخدمت فيه متفجرات واسلحة خفيفة ليل الجمعة - السبت قرب التاجي وجرح في هذا الهجوم ثلاثة جنود. كما أعلن مقتل جنديين الأربعاء في انفجار قنبلة لدى مرور دوريتهما في منطقة شرق العاصمة. ومنذ الجمعة، أعلن الجيش الاميركي مقتل 17 من جنوده، ما يرفع حصيلة خسائره في ايار الى 103 جنود على الأقل ويجعل من هذا الشهر السادس على صعيد خسائره. من جهة أخرى، قال الشيخ ابو جعفر العبادي، أحد قياديي"جيش المهدي"ل"الحياة"ان اجتماعات قادة التيار الصدري"انطلقت في النجف امس، بمشاركة الصدر وعدد من قيادات جيشه ومديري مكاتب الشهيد الصدر في المحافظات"، مشيراً الى ان الاسبوع الجاري"سيشهد عدداً آخر من الاجتماعات بينها الاجتماع الذي سيعقده الصدر مع ممثلي الحكومات المحلية في المحافظات المحافظون". واكد العبادي ان الزعيم الشيعي"ناقش الخلافات بين اتباعه والحكومات المحلية في بغدادوالمحافظات"، وانه"منح مديري مكاتب الشهيد الصدر صلاحيات واسعة لاحتواء هذه الازمات ومعالجتها"، لافتاً الى ان"التفاوض مع السلطات المحلية والحكومة المركزية وعقد الصفقات جزء من الصلاحيات المشار اليها". وتشير مصادر"الحياة"الى ان الهدف من الاجتماعات هو تحجيم دور الجماعات المنشقة عن"جيش المهدي"وعزلها تدريجاً، واكدت المصادر ان"تسليم العناصر المسيئة الى السلطات الأمنية جزء من الصلاحيات التي منحها الصدر لمديري المكاتب للحد من سلوك هؤلاء المسيئين وانعكاس ذلك على مسيرة تياره".