في سياق محاولات بغداد اقناع طهران بحضور المؤتمر الدولي في شرم الشيخ، أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس، إمكان عقد اجتماع مباشر بين الايرانيين والأميركيين على هامش هذا المؤتمر الذي يهدف الى دعم استقرار العراق، معرباً في الوقت ذاته عن استعداده للذهاب الى إيران لاقناع قادتها بالحضور. وقال المالكي في مقابلة مع وكالة"أسوشييتد برس"، خلال زيارة رسمية الى عُمان، إن حضور ايران هذا المؤتمر مهم، ولذا"سنعمل على عقد اجتماع بين ممثلي طهران وواشنطن"خلاله. وأضاف:"نريد علاقات جيدة مع دول الجوار والدول العربية، وسيكون هناك اجتماع مباشر مع الأميركيين في حال حضر الايرانيون المؤتمر. سيكون غياب ايران انتكاسة، وأرسلنا وزير الخارجية هوشيار زيباري لاقناعهم، واذا تطلب الامر، سأسافر أنا الى هناك لاقناعهم بالحضور". وكان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري زار طهران أول من أمس في محاولة لاقناع القادة الايرانيين بحضور المؤتمر. والتقى زيباري نظيره الايراني منوشهر متقي الذي قال إن ايران لم تقرر بعد ما اذا كانت ستحضر المؤتمر المقرر عقده في شرم الشيخ في الثالث والرابع من الشهر المقبل. وعلى رغم أن متقي لم يفصح عن شروط ايران لحضور المؤتمر، إلا أن طهران سبق أن أعلنت نيتها مقاطعته في حال لم تفرج القوات الأميركية عن خمسة ديبلوماسيين ايرانيين اعتقلتهم في مدينة أربيل شمال العراق في 11 كانون الثاني يناير الماضي. وتتهم الولاياتالمتحدةالايرانيين الخمسة بالانتماء الى لواء القدس التابع للحرس الثوري الايراني. وقال وكيل وزارة الخارجية العراقية لبيد عباوي ل"الحياة"إن مشاورات مكثفة جرت بين الحكومة العراقية والدول المشاركة في المؤتمر المقرر في الثالث من أيار مايو المقبل في شرم الشيخ، حُددت خلالها المحاور التي سيخوض فيها. وأضاف عباوي أن"مؤتمر العهد الدولي والمؤتمر الموسع لوزراء خارجية الدول التي تبحث في الوضع العراقي سيقدمان دعماً دولياً وسياسياً واقتصادياً في مقابل تعهدات يجب أن تقدمها الحكومة العراقية، وتتمثل بإجراء بعض الاصلاحات السياسية". وتابع عباوي أن"مؤتمر وزراء الخارجية سيتناول ثلاثة ملفات رئيسية أولها دعم العملية السياسية والنظر في مسألة الديون التي في ذمة العراق، ودعم العراق أمنياً"، لافتاً الى أن الخارجية لم تُبلغ رسمياً بمقاطعة أي من الدول المشاركة وهي كل من دول الجوار الست، علاوة على مصر والبحرين والجامعة العربية والامم المتحدة ومنظمة المؤتمر الاسلامي. وشدد عباوي على أن"المؤتمر سيعمل على تفعيل اللجان المنبثقة عن اجتماع بغداد، وإدخالها حيز تنفيذ توصياتها بعد لقاءات مكثفة عُقدت مع الدول المعنية لتقديم ورقة العمل للحصول على تأييدها". وأعرب عباوي عن رغبة العراق في أن يفضي المؤتمر الى دعم الحكومة الحالية وسياستها"من اجل تحقيق اهدافها في ارساء المصالحة الوطنية وانجاح عملية تعديل الدستور وعودة الضباط السابقين". وفيما يخص مؤتمر العهد الدولي، كشف عباوي أن"حوالي 80 دولة ومنظمة دولية ستشارك في المؤتمر الذي سيبحث في اعادة الاعمار والنظر في مسألة الديون ووضع خطة تنمية سياسية واقتصادية واجتماعية للعراق تطبق على مدى خمس سنوات". كما لفت عباوي إلى أن"على عاتق الحكومة التزامات كبيرة أهمها إجراء تعديلات على الدستور وقانون اجتثاث البعث ومعالجة تصاعد العنف الطائفي وتمرير قانون توزيع الثروة النفطية التي تشكل تحدياً للحكومة".