جال وفد مشترك من منظمة التحرير الفلسطينية وتحالف القوى الفلسطينية في لبنان على رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ورئيس كتلة"المستقبل"النيابية سعد الحريري، مقدماً التعازي بشهداء الجيش اللبناني ومكرراً إدانة ظاهرة"فتح الإسلام"والتعاون مع السلطات اللبنانية لمعالجة هذه الظاهرة. وكان الرئيس السنيورة تلقى اتصالات هاتفية ليل اول من امس، من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ابو مازن ومن ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز، والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، الذين أكدوا دعم الدولة اللبنانية في سعيها الى بسط سلطتها على كامل أراضيها. وضم الوفد الذي زار السنيورة أمس، ممثلين عن كل من: اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عباس زكي،"حركة حماس"أسامة حمدان،"الجبهة الديموقراطية"علي فيصل،"الصاعقة"أبو حسن،"جبهة النضال"أبو خالد الشمال،"الجهاد الإسلامي"علي أبو شاهين،"فتح - الانتفاضة"نمر قدورة و"جبهة التحرير الفلسطينية"أبو وائل". وأكد زكي بعد اللقاء ان"الجيش اللبناني يمثل وحدة لبنان وأيضاً حارس هذا الوطن وحاميه، وحامي كل قاطنيه، من فلسطينيين ولبنانيين"، لافتاً الى ان الوفد كرر"ما صدر بالأمس عن اجتماع الفصائل الفلسطينية من إدانة لظاهرة"فتح الإسلام"التي لا تمت بأي صلة الى الشعب الفلسطيني ولا الى النضال الفلسطيني، وأكدنا التعاون المشترك مع الجيش اللبناني والدولة اللبنانية في معالجة هذه الظاهرة بما يخفف من معاناة شعبنا الفلسطيني، خصوصاً في مخيم نهر البارد الذي يتعرض الى قصف، وفيه مجموعة من الجرحى والشهداء التي تحتاج الى إخلاء. وطلبنا من الرئيس السنيورة جملة من المطالب تخفف من معاناة مخيم نهر البارد، وأيضاً معاناة الفلسطينيين، إذ ان هناك عمليات توقيف لفلسطينيين في وقت ان الفلسطيني، الكل يدرك، انه غير معني بهذه الظاهرة التي هبطت اضطرارياً لا نعرف شكلها ولا لونها ولا انتماءها، وبالتالي يجب الا يدفع الشعب الفلسطيني ضريبة هذا العمل المرتجل بما يسمى بظاهرة"فتح الإسلام". واعتبر دخول الجيش الى مخيم نهر البارد"قراراً لبنانياً"، وقال:"لمسنا من الرئيس السنيورة حرصه على ألا يذهب أبرياء، والدخول الى المخيم لا يعني أن هناك أمراً سهلاً في التخلص من هذه الظاهرة". وأكد ان أحداً لا يحمي هذه الظاهرة داخل المخيم و"لا يوجد لها لا ملجأ ولا حماية ولا علاقة لها بأبناء المخيم لكونها أكدت بالأمس السطو على مصرف، والدلالة على ذلك أنها تستخف بالبلد والمخيم، وعندما توجه السلاح الى الجيش اللبناني هذا الجيش العظيم الذي قائده ميشال سليمان، والذي وقف جنباً الى جنب المقاومة في جنوبلبنان، أعتقد أنه غير وارد لا في القاموس ولا في الوعي الفلسطيني". وإذ كرر إقرار الجانب الفلسطيني"بسيادة القانون اللبناني"، اعتبر"أن كل ما يجري نتيجة تجاذبات وسوء الفهم بين القيادات اللبنانية - اللبنانية، ولا نريد ان يكون الفلسطيني عنوان تفجير ولا أن يكون مخيمنا الشرارة التي تنطلق منها الحرب الأهلية في البلد". حماس وتحدث حمدان باسم"حماس"مؤكداً"اننا لسنا بصدد الحديث عن خطوات سنقوم بها ولسنا بصدد الحديث عما اتفقنا مع الرئيس السنيورة، هناك الآن مسألتان واضحتان: المسألة الأولى ان الفلسطينيين غير مسؤولين عما جرى وتداعيات الحدث وتطوراته أثبتت ذلك عملياً. والمسألة الثانية هناك معاناة إنسانية الآن في مخيم نهر البارد، والكل معني بتجاوزها وبحلها في شكل سريع، والرئيس السنيورة عبّر عن الاستعداد في هذين الجانبين للتعامل ونحن كذلك. ونعتقد ان هذا من شأنه ان يؤدي الى تسوية". اتصال مشعل وتلقى السنيورة ظهراً اتصالاً هاتفياً من رئيس المكتب السياسي ل"حركة حماس"خالد مشعل الموجود في دمشق، وبحث خلال الاتصال في ظروف الاعتداء الذي تعرض له الجيش اللبناني وسبل معالجة هذا الموضوع. وأبلغ السنيورة مشعل ان"الدولة اللبنانية لن تسكت إطلاقاً على الاعتداء الذي تعرض له الجيش من قبل منظمة"فتح الإسلام"، وأعطت التعليمات للجيش للتصرف بحزم وقوة لا تلين مع هذه المنظمة الإرهابية، فهيبة الجيش وسمعة مؤسساته واستقرار الأمن اللبناني مسألة لن يتم التهاون فيها". كما ابلغ الرئيس السنيورة مشعل بنقاط البحث التي تمت مع الفصائل الفلسطينية في الاجتماع الصباحي، وأوضح الرئيس السنيورة ان مطلب الحكومة اللبنانية من الفصائل الفلسطينية تجاه منظمة"فتح الإسلام"واضح وهو التبرؤ والإدانة ومعاونة السلطة الشرعية والقوى الأمنية اللبنانية لمعالجة ظاهرة هذه المنظمة. وكان اتفاق على التعاون واستمرار التشاور في هذا الإطار". وكان مشعل بحسب بيان وزعته"حماس"طلب من السنيورة"اتخاذ الإجراءات اللازمة من اجل عدم المس بأبناء الشعب الفلسطيني في مخيم نهر البارد". واتصل مشعل بحسب البيان بعمرو موسى ووزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل وطلب اليهما بذل مساعيهما لضمان عدم المساس بأبناء الشعب الفلسطيني في المخيم خلال معالجة الأزمة. الوفد الفلسطيني عند الحريري وزار زكي وحمدان النائب الحريري، ولفت زكي الى ان البحث"ركز على المأساة التي تتمدد منذ الأمس على حساب نهر البارد والجيش اللبناني. وبحثنا أيضاً بما يمكن القيام به لئلا يتحمل الشعب الفلسطيني مسؤولية هذه الظاهرة الغريبة، وان يصحح الخطاب بعدم الخلط بين"فتح الإسلام"التي لا أجندة فلسطينية لها وبين الفلسطينيين الذين يكنون للبنان كل الاحترام".