كشفت مصادر عراقية مطلعة استمرار الاتصالات بين قياديين في التيار الصدري بقيادة الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر ومسؤولين أميركيين في بغداد على رغم نفي التيار الصدري لها، فيما نقلت صحيفة"ذي اندبندنت"البريطانية عن مستشار الأمن الوطني موفق الربيعي ان الجيش الأميركي كان دبر مؤامرة لاغتيال الصدر أو أسره في مدينة النجف قبل نحو عامين ونصف العام. وأوضحت المصادر ان الاتصالات بين قياديين في التيار الصدري، خصوصاً النائب بهاء الأعرجي، والاميركيين بقيادة المستشار السياسي السابق في السفارة الأميركية في بغداد روبرت فورد، بدأت منذ نيسان ابريل 2006 في منزل سياسي عراقي رفيع. وأضافت ان السفير الأميركي الجديد رايان كروكر استدعى مسؤولين أميركيين سابقين ذات خبرة بالشأن العراقي، وبينهم فورد، للاستفادة من خبرتهم، والتقوا سياسيين عراقيين، بينهم الأعرجي، بغية تعريفهم بالسفير الأميركي الجديد. ولفتت المصادر الى ان أحد أهداف هذه اللقاءات كان معرفة مواقف التيار الصدري من مسائل عدة، كالعملية السياسية والميليشيات وعلاقة مقتدى بتياره ومدى قدرته على السيطرة على المجموعات المختلفة فيه. وكانت خلافات ظهرت الشهر الماضي داخل الكتلة الصدرية تسببت باستبعاد نائبي الكتلة سلام المالكي وقصي عبد الوهاب للقائهم مسؤولين اميركيين وطلب تجميد صلاحيات وزير الصحة علي الشمري ووزير الزراعة يعرب العبودي لتصويتهم لصالح قرارات لجنة تطبيق المادة 140 من الدستور الخاص بمحافظة كركوك. لكن أمراً من مقتدى صدر بعد أسبوعين أعاد النائبين المالكي وعبد الوهاب الى الكتلة، علماً بأن التيار سحب وزراءه الستة من الحكومة. وما زالت العلاقات متأرجحة بين التيار الصدري من جهة وقوى سياسية عراقية والأميركيين من جهة أخرى. في غضون ذلك كشف صحيفة"ذي اندبندنت"البريطانية ان الجيش الأميركي كان دبر مؤامرة لاغتيال الصدر أو أسره من خلال استدراجه لإجراء مفاوضات معه في منزل في مدينة النجف قبل نحو عامين ونصف العام. وأوضح مستشار الأمن الوطني موفق الربيعي ان"تلك المؤامرة كانت تتضمن تدمير هذه العملية التفاوض أثناء الهجوم الذي شنته القوات الأميركية على المدينة منذ عامين ونصف العام"عندما كان الصدر وقواته"جيش المهدي"التي يتزعمها محاصرة هناك. ورأى الربيعي ان"هذه الحادثة جعلت الصدر يفقد كل ثقته بقوات التحالف بقيادة أميركا، كما أصبحت تصرفاته تتسم بالجموح بعدما اكتشف تفاصيل المؤامرة ضده". وتشير الصحيفة الى أنه ليس من الواضح من هو المسؤول الذي كان قد أعطى الأوامر لتنفيذ هذه العملية ضد الصدر، الا أنها ترى أنها تعد جزءاً من التصرفات والقرارات الأميركية الخاطئة وغير المدروسة والمتفجرة التي نفذت منذ غزو العراق. ويقول الربيعي إن جهود الوساطة التي كان بذلها تم استغلالها كوسيلة لاستمالة الصدر الى مكان ما حيث كان سيتم القبض عليه. ويوضح انه قدم تفاصيل كاملة عن هذه الوساطة الى السفارة الأميركية في بغداد وقيادة القوات الأميركية والحكومة العراقية نفسها في ذلك الوقت. ويضيف"لقد تعمقت شكوك الصدر وعدم ثقته بقوات التحالف وأي أجنبي وأصبحت لها جذور عميقة"، على خلفية ما جرى في النجف ومحاولة خطفه أو قتله. وكان الصدر لجأ الى مرقد الإمام علي في النجف بعد ذلك كملاذ له. ويقول الربيعي إن"الصدر كان وقّع اتفاقاً بخط يده من أجل إنهاء الأزمة عندئذ، وكان يريد أن يصبح الجزء القديم من مدينة النجف مثل مدينة الفاتيكان وأن يحظى بالتالي بمكانة خاصة". وأضاف"كما تم الاتفاق على عقد آخر اجتماع في اطار جهود الوساطة التي يبذلها الربيعي مع الصدر في منزل والد مقتدى، محمد صادق الصدر"الذي كان أعوان صدام اغتالوه رمياً بالرصاص مع اثنين من أنجاله قبل تلك الفترة بخمسة أعوام. وعندما توجه الربيعي الى هذا المنزل شاهد رجال المارينز يطلقون النار بكثافة على هذا المنزل فيما كانت قوات خاصة اميركية تتجه اليه. ولكن هذا الهجوم كان سابقاً لأوانه بدقائق عدة حيث ان الصدر لم يكن قد وصل الى هناك ولاذ بالتالي بالفرار.