لم تمر سوى خمسة ايام على تسلم الادارة المدنية في محافظة النجف الملف الامني بشكل كامل من القوات المتعددة الجنسية، حتى عاد التوتر الأمني وسادت مظاهر القلق في اعقاب اغتيال الأمين العام ل"مؤسسة شهيد الله"القيادي في التيار الصدري صاحب العامري فجر امس. واتهم التيار الصدري القوات الاميركية بقتل العامري، وأكد حرصه على عدم الانجرار الى مواجهة مع القوات الاميركية التي اعترفت ضمناً بمسؤوليتها بعدما كانت نفت بشكل قاطع هذه الاتهامات. ووسط اجراءات امنية مشددة، وفي ظل توتر خيم على المدينة، شارك آلاف من ابناء النجف 180 كلم جنوببغداد بعد ظهر أمس في موكب تشييع العامري الذي انطلق من امام منزل مقتدى الصدر في منطقة الحنانة وسط. وردد المشيعون هتافات منها"اللي رح لاميركا خائن والشعب ما يريده"، كما رفعوا لافتة كتب عليها"الحكومة التي لا تحمي شعبها لا يردها شعبها". وقال بيان للجيش الاميركي ان"قوات عراقية قتلت اليوم أمس بمشاركة مستشارين من قوات التحالف شخصاً يشتبه في انه شارك في تصنيع عبوات ناسفة وقائد خلية في قضاء ابو سخير قرب النجف". واضاف ان"المشتبه به اعطى أخيراً عبوات ناسفة عدة لخليته للقيام بعملية ضد القوات العراقية وقوات التحالف في منطقة النجف". وتابع انه"اثناء العمليات دخلت قوات اميركية ومستشارون من قوات التحالف منزل المشتبه به لاعتقاله ... فشاهدوا رجلاً ... وقد امسك بمدفع رشاش وصوبه تجاه الجنود الذين اطلقوا النار عليه". وكان الناطق باسم الجيش الاميركي اللفتنانت كولونيل كريس غارفر نفى في وقت سابق قيام القوات الاميركية بأي عملية في النجف. واضاف"ان المسؤوليات الامنية في النجف سلمت الى العراقيين ولكي نذهب الى هناك لا بد ان نحصل على موافقة رئيس الوزراء". ولكن عبدالرزاق النداوي، المسؤول في مكتب الصدر في النجف، اكد ان صاحب العامري"ليس من الكوادر العسكرية وليس له علاقة بجيش المهدي وهو يترأس مؤسسة شهيد الله الثقافية التي تصدر جريدة لتثقيف الناس". واعتبر هذه العملية بأنها"استفزازية من جانب قوات الاحتلال يراد منها جر التيار الصدري إلى حرب مسلحة، إلا إننا مصممون على عدم الانجرار وراء مخططاتهم". واضاف"كان بالإمكان اعتقاله أو قتله خارج المنزل لا قتله بالصورة البشعة أمام زوجته وأطفاله". ولفت الى ان"مدينة النجف آمنة وتنعم باستقرار أمني كبير لكنهم الاميركيون يحاولون استفزازنا، ونحن لن ننجر، ليس لأننا غير قادرين على مواجهتهم ولكن لا نريد أن يكون التوقيت بيدهم". واتهم رئيس الكتلة البرلمانية للتيار الصدري نصار الربيعي الحكومة العراقية بأنها اصبحت"واجهة للأميركيين". وتساءل"هل ان مسؤولي الدولة العراقية مجرد دمى يمثلون واجهة كاذبة لتحسين صورة اميركا امام العالم". وتابع"انهم يوهمون ابناء شعبنا عندما يتسلمون الملف الأمني انهم اصحاب القرار السياسي والامني. وهذا وهم"، في اشارة الى تسلم السلطات العراقية الملف الامني في النجف الاسبوع الماضي. واضاف"كنا نؤكد دائما ان سيادة العراق منقوصة ولكننا الآن نقول ان سيادة العراق معدومة". كما اتهم"قوات الاحتلال بمحاولة خلق فتنة داخل الطائفة الواحدة او الكتلة الواحدة"، وانها تحاول"خلق عملية توازن بين منتصر مطلق وهو ارادة الشعب العراقي وخاسر مطلق وهو ارادة الارهابيين". واكد ان التيار الصدري"لن ينجر الى مواجهات مع قوات الاحتلال". وندد النائب بهاء الاعرجي عن التيار الصدري بقتل القوات الاميركية العامري"امام زوجته واطفاله". واتهم"قوات الاحتلال بمحاولتها جر الخط الصدري الى مواجهة معها ولكننا نوصي اخوتنا بالتزام الهدوء دائما". وطالب الحكومة العراقية"بتحقيق سريع وشامل". كما دعا"القوى السياسية الى اتخاذ موقف واضح لأن ما حدث يمكن ان يطال الجميع مستقبلا". وأوضح قائد شرطة النجف العميد عبدالكريم العامري"ان قوة اميركية داهمت منزل صاحب العامري في منطقة الحيرة 18 جنوب النجف وقتلته داخل منزله"ونفى تدخل اي قوة من أجهزة الشرطة في العملية، كما أكد عدم علمه المسبق بأي تحرك اميركي داخل المدينة. وتجمهر انصار الصدر امام مكاتب التيار المنتشرة في المحافظة، فيما بدا اشبه باستعداد لخوض نزاع مسلح، لكن الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، الذي دان قتل العامري، دعا انصاره في بيان الى"الحفاظ على الامن والتزام الهدوء وعدم الانجرار الى مواجهات مباشرة مع القوات الاميركية في هذه المرحلة"، مندداً ب"العجز الحكومي"وداعياً الى"انسحاب فوري لقوات الاحتلال". وكانت مدينة النجف تسلمت الملف الامني بشكل كامل من القوات الاميركية يوم الاربعاء الفائت بحضور مستشار الامن الوطني موفق الربيعي ممثلا لرئيس الوزراء نوري المالكي، حيث تسلم محافظ النجف اسعد ابو كلل الملف الامني من قائد عمليات المنطقة الوسطى معلناً ان النجف اصبحت تمتلك الملف الامني بشكل كامل.