خفت الاشتباكات التي دارت في قطاع غزة بين حركتي "فتح" و "حماس" بعد اتفاق التهدئة الذي أعلن مساء اول من امس، وان بقيت معظم مظاهر الاحتقان في الشوارع التي خلت من المواطنين وانتشر فيها المسلحون والحواجز العسكرية، فيما بقي القناصون في اماكنهم فوق البنايات العالية. رغم ذلك، وقعت بعض المواجهات المتفرقة التي ادت الى مقتل ثلاثة فلسطينيين ظهر امس، انضموا الى خمسة آخرين قتلوا مساء اول من امس بعد التوصل الى اتفاق التهدئة. في غضون ذلك، ألغى الرئيس محمود عباس زيارة كان مقررا ان يقوم بها امس الى غزة. واعلن مكتب الرئاسة ان لدى عباس اجتماعا الخميس في رام الله، من دون ان يحدد موعدا جديدا لزيارة غزة، في حين قال مصدر قريب من عباس ان الاخير لا يرغب في التوجه الى غزة قبل ان تلتزم"حماس"فعلا وقف اطلاق النار. ميدانياً، شهد قطاع غزة صباح امس اطلاق نار متقطعا بينما واصل المسلحون السيطرة على الطرق والشوارع واعتلى عشرات منهم المباني المرتفعة، رغم اتفاق وقف اطلاق النار الذي اعلن مساء اول من امس. وقال مصدر امني ان مسلحين"يختبئون في مبنى مرتفع اطلقوا النار باتجاه حاجز عسكري لقوات امن الرئاسة"على مفترق الطريق المؤدي الى منزل الرئيس في منطقة تل الهوا الساحلية جنوبغزة، من دون وقوع اصابات. واكد ان"الاشتباكات هدأت الى حد ما، لكنها لم تتوقف بالكامل والخطر ما زال موجودا في الشوارع"، موضحا ان"مسلحين يطلقون النار باتجاه مقرات او حواجز عسكرية بين وقت وآخر". وسمع فجرا دوي انفجارات عدة واطلاق نار متقطع في محيط مقر الامن الوقائي غرب مدينة غزة وفي محيط مقر وزارة الداخلية في تل الهوا. وافاد مراسل وكالة"فرانس برس"ان سيارات مصفحة تابعة لقوات امن الرئاسة تتمركز على مفترقات الطرق المؤدية الى"المربع الامني"الذي يضم مكتب الرئيس عباس ومقر اقامته وبعض المقرات الامنية في الحي. واوضح ان اثار الحريق والدمار تبدو واضحة في مبنيي"الصالح"و"النور"السكنيين والمرتفعين في الحي اثر اصابتهما بقذائف الاربعاء. وافاد مصدر طبي فلسطيني ان 3 فلسطينيين قتلوا واصيب 12 آخرون بعد ظهر امس خلال اشتباكات اندلعت اثناء تشييع محمد حسنين، احد عناصر"القوة التنفيذية"، الذي قتل مساء اول من امس في رفح جنوب قطاع غزة، مضيفا ان آخرين توفيا لاحقا متأثرين بجراحهما، وان بين الجرحى طفلاً في حال"خطيرة". وذكر شهود ان الاشتباك وقع عندما مرت الجنازة امام مقر تابع للامن الوقائي في رفح. الى ذلك، قالت"حماس"ان أحد أعضائها أصيب بالرصاص في غزة امس رغم اتفاق الهدنة، واتهمت مقاتلين ملثمين من"فتح"بتنفيذ الهجوم. وفي واقعة منفصلة، اتهمت"فتح"مسلحين من"حماس"بخطف خمسة من أعضائها في خرق للهدنة. وكان خمسة فلسطينيين من عناصر"حماس"و"فتح"قتلوا بعد وقت قليل من دخول اتفاق جديد لوقف اطلاق النار حيز التنفيذ مساء اول من امس. واوضحت مصادر طبية ان محمد فوزان ابو جاسر، وهو من عناصر الامن الوطني وعضو في"فتح"، قتل بالرصاص في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، كما قتل شاب من"القوة التنفيذية"عضو في"كتائب القسام"برصاص مسلحين في جباليا ايضا، واصيب ثلاثة آخرون من"القوة التنفيذية". واصيب سبعة من جهاز الامن الوطني الموالي للرئيس بجروح عندما اطلق الجناح العسكري ل"حماس"قذائف هاون قرب جباليا بعد اعلان وقف اطلاق النار. واكد مصدر طبي ان عضو"كتائب القسام"محمود البايض 25 عاما توفي متأثرا بجروحه التي اصيب بها بالرصاص مساء الاربعاء خلال اشتباك مع عناصر من الامن الفلسطيني في غزة. واتهم مسؤول في الامن الوطني عناصر من"حماس"بالوقوف وراء مقتله. وقتل احد عناصر"القوة التنفيذية"عضو"كتائب القسام"محمد حسنين 25 عاما برصاص مسلحين في رفح. وذكر مصدر في"فتح"ان عضو"كتائب شهداء جنين"المسلحة التابعة ل"فتح"رائد بشير قتل مساء الاربعاء ب"رصاص مسلحين من عناصر حماس"قرب مخيم المغازي وسط قطاع غزة. "الديموقراطية"تحذر من الصوملة من جهتها، حذرت الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين امس من ان الاقتتال الداخلي الفلسطيني في قطاع غزة يمكن ان يؤدي الى مستوى جديد من العنف يشبه ما يجري في الصومال. ودعت الجبهة التي يرأسها نايف حواتمة الى مشاركة اكبر للقوى الفلسطينية في الحكومة للمساعدة على انهاء الصراع بين الحركتين. وقال بيان للجبهة التي تتخذ من دمشق مقرا لها:"حرب الصوملة انتاج تقاسم الحكومة والاجهزة الادارية بين فتح وحماس. اقتتال المحاصصة بينهما يفتح على حرب اهلية منظمة وليس مجرد اقتتال بين عناصر فالتة". واضاف البيان الذي صدر بعد لقاء حواتمة رئيس المجلس الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية سليم الزعنون في عمان:"الحل الوطني وضمان خلاص الشعب والمقاومة يشترط وقف سياسة المحاصصة واقتسام مؤسسات السلطة. من دون الحل الوطني، دولاب الموت وصراع امراء الحرب متواصل".