طرابلس، سرت، الجزائر - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - تزايدت أمس أعداد النازحين من مدينة سرت الليبية، وسط تحذيرات من أزمة إنسانية حادة بسبب نقص الموارد الغذائية وانقطاع الكهرباء عن المدينة التي تحاصرها قوات المجلس الوطني الانتقالي من ثلاث جهات منذ منتصف الشهر الماضي، وتتحصن فيها قوة كبيرة من أنصار الديكتاتور المخلوع معمر القذافي. وتدفقت السيارات من سرت منذ الساعات الأولى من صباح أمس. وتواصل القصف المدفعي وبالدبابات بين الجانبين على الجبهتين الشرقية والغربية فيما تصاعد الدخان الأسود من وسط المدينة التي حلقت فوقها طائرات حلف شمال الأطلسي. وقال أحد سكان المدينة: «ليست هناك متاجر لبيع الطعام. كل شيء أغلق... ليست هناك أدوية ونعاني نقصاً في كل شيء». وأشار أطباء في المستشفى الميداني قرب خط المواجهة على الجانب الشرقي للمدينة إلى أن عجوزاً لقيت حتفها صباح أمس بسبب سوء التغذية، وأكدوا أنهم شاهدوا حالات مشابهة. وقالت عائلات فرت من ناحية الغرب إنها لم تأكل شيئاً منذ يومين. وأكد رجل مصاب بشظية جرحت ذراعه أن الكهرباء مقطوعة عن مستشفى سرت وأنها تعاني نقصاً حاداً في الإمدادات. ولفت إلى أن طبيباً حاول تقطيب جرحه على ضوء هاتف محمول. وأثارت المعركة الطويلة للسيطرة على سرت مخاوف متزايدة في شأن المدنيين المحاصرين داخل المدينة التي يقطنها نحو 100 ألف شخص فيما يتبادل طرفا القتال الاتهامات بتعريض المدنيين للخطر. وقال النازح محمد عبدالله عند مستشفى ميداني خارج المدينة: «أصبت في حديقتي في الواحدة صباحاً، لكنني بقيت في المنزل حتى المساء بسبب إطلاق النار الكثيف». وتزيد المقاومة الشرسة لقوات القذافي، إضافة إلى المخاوف من خسائر مرتفعة بين المدنيين، من صعوبة الحسم في سرت. وقال قيادي ميداني إن «السيطرة على سرت لن تكون أمراً سهلاً. كنا نظن أننا سنفعل ذلك (أمس) الجمعة، لكن لا أعتقد ذلك. المعتصم (نجل القذافي) في المدينة وهو يقود رجاله، لديهم أسلحة ثقيلة وقناصة متربصون يجعلون مهمتنا صعبة». إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني في طرابلس أمس موافقة بلاده على الإفراج عن 2.5 بليون يورو من الأموال الليبية المجمدة. وأكد أن انبوب الغاز الليبي «غرين ستريم» الذي تديره شركة «ايني» الإيطالية سيعاود عمله نهاية الشهر الجاري. وقال فراتيني في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس المكتب التنفيذي في المجلس الانتقالي محمود جبريل إن وفداً مصرفياً إيطالياً سيتوجه إلى ليبيا للبحث في تفاصيل الإفراج عن الأموال. وقال جبريل إنه تمت مناقشة التعاون العسكري بين الجانبين «وإن كان هناك توقع بأن يكون هناك التقاء بين مختصين من وزارة الدفاع الليبية وعسكريين إيطاليين في الأيام المقبلة». وأضاف أن الزيارة «تعبر عن علاقة استراتيجية وتاريخية... زادت رسوخاً بفضل الدعم للثورة»، لكنه أوضح أنه «تم التأكيد للوفد الصديق على أن السياسة الخارجية والاقتصادية الليبية ستبنى على أساس المصالح الإستراتيجية».