وصفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مساء السبت وضع السكان في مدينة سرت بأنه "مزر" وذلك بعد قيام وفد تابع للجنة بزيارة المدينة التي تعد أحد آخر معاقل القوات الموالية للعقيد معمر القذافي. وقال هشام خضراوي المتحدث بإسم اللجنة إن وفدا منها زار المستشفى الرئيسي أمس (السبت) لنقل إمدادات طبية وأكياس للجثث. ونقل خضراوي عن موظفين في مستشفى - إبن سينا - قولهم إن الناس يموتون بسبب نقص الأوكسجين والوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء. وأضاف أن المستشفى تعرض للقصف بالصواريخ خلال زيارة وفد الصليب الاحمر. وقال هشام خضراوي ممثل لجنة الصليب الأحمر قوله " إن السكان المحاصرين في هذه المدينة يموتون بسبب نقص الحاجات الطبية الاساسية". وقال الاطباء في المستشفى -- الذي انقطعت عنه الكهرباء -- لعمال الاغاثة ان هناك 200 مصاب في المستشفى. وقالت اللجنة الدولية إن فريقها شاهد برج المياه الخاص بالمستشفى وقد اصابه التلف خلال القتال. وكان مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي قد أمهلوا المدنيين في سرت يومين لمغادرة المدينة.وقال رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل السبت " أعطى المجلس المدنيين في سرت فرصة يومين للخروج من المدينة" مشيرا إلى أن هذه المهلة "بدأت الجمعة". وتواصل العائلات نزوحها من سرت ويؤكد الخارجون منها أن الاوضاع الانسانية تشهد تدهورا كبيرا وأن هناك نقصا كبيرا في الكهرباء ومياه الشرب. وكان عبد الحميد المدني امين عام الهلال الاحمر الليبي قد أكد وجود أكثر من خمسين الف نازح ليبي بسبب الاوضاع التي شهدتها البلاد منذ اندلاع الثورة ضد نظام القذافي وخصوصا بسبب المعارك في مدينتي سرت وبني وليد. وأوضح المدني أن عدد النازحين من سرت التي يسكنها حوالى 100 ألف نسمة بلغ نحو 18 الف نازح ومن بني وليد 25 ألف نازح مؤكدا أن هذا العدد في ارتفاع مستمر. معارك وبالرغم من تصريحات عبد الجليل فقد تواصلت نيران الصواريخ وقذائف الهاون من الجانبين وسمعت اصوات الانفجارات العالية من وسط المدينة بينما تصاعد الدخان الابيض الى السماء حيث تحلق طائرات حلف شمال الاطلسي. وتواجه قوات المجلس الانتقالي مقاومة شرسة من قبل القوات الموالية للقذافي، وتواصل القتال العنيف عند ساحة في الجانب الشرقي للمدينة. وقالت مصادر صحفية في ليبيا إن مقاتلي المجلس الانتقالي يواجهون نخبة من جيش القذافي الفار من باب العزيزية وأبو سليم ومن المناطق المحيطة بالعاصمة الليبية طرابلس. وقال قادة قوات المجلس الوطني الانتقالي ان القناصة هم العنصر الرئيسي في احباط تقدمهم. وأشارت بعض المصادر إلى أن المعتصم القذافي داخل سرت ويقود نخبة من المسحلين والقناصة بحوزتهم أسلحة حديثة وثقيلة. وتحدثر مراسلون عن مشاهدة عدد من مقاتلي المجلس وهم يفرون من على خط المواجهة تحت وطأة القصف. وسيطرت قوات المجلس الوطني الانتقالي على ميناء سرت ومطارها بعد معارك عنيفة لكنها لم تتمكن من السيطرة بصورة دائمة على بقية انحاء المدينة. وبحسب العاملين في المشفى الميداني القريب من الجبهة فإن قوات المجلس خسرت في المعارك الأخيرة نحو 40 مقاتلا من بينهم بينما لم يعرف كم سقط من قوات القذافي نتيجة لتواجدهم في سفح الجبل وفي محيط الاشتباكات.