وصفت مصادر رسمية في الرباط اختيار مدينة فاس لاستضافة القمة التي تجمع اليوم العاهل المغربي الملك محمد السادس وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بأنه"إشارة قوية إلى التزام الدول العربية مبادرة السلام التي أعادت إطلاقها قمة الرياض الأخيرة"، على اعتبار أن فاس احتضنت القمة العربية التي شهدت إطلاق العاهل السعودي الراحل الملك فهد بن عبدالعزيز مبادرة السلام. وأشارت المصادر إلى أن"تفعيل آليات تحريك المبادرة العربية في اتجاه عواصم القرار الدولي وبلورة مظاهر التضامن العربي سيكونان في مقدم القضايا التي سيبحثها قائدا البلدين، نظراً إلى أن خادم الحرمين يرأس القمة العربية، فيما يرأس العاهل المغربي لجنة القدس المنبثقة عن المؤتمر الإسلامي". وأكدت أن العلاقات بين المغرب والسعودية"تمتاز بتطابق وجهات النظر إزاء القضايا ذات الاهتمام المشترك"، لافتة إلى أن"الرياض كانت أول عاصمة عربية أوفد إليها الملك محمد السادس مبعوثين للتشاور في شأن خطة مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء. وكانت للمملكة العربية السعودية على الدوام مواقف داعمة للمغرب في ما يخص وحدته الترابية". وأوضحت أن"خادم الحرمين ما فتئ يؤكد اعتزازه بعلاقات الأخوة المتينة والتضامن الفاعل والتشاور الموصول والتطابق الكامل في وجهات النظر حول مختلف القضايا الثنائية والاقليمية والدولية". على صعيد آخر، توقعت أوساط ديبلوماسية إرجاء المشاورات التي كان مقرراً أن يجريها الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة لنزاع الصحراء بيتر فان فالسوم حول ترتيبات بدء المفاوضات بين الأطراف المعنية"لبعض الوقت"، بسبب انشغال الجزائر بالانتخابات التشريعية. ورجحت أن يكون هناك"اتفاق مبدئي على عقد الجولة الأولى من المفاوضات في نيويورك برعاية الأممالمتحدة". ومن غير المستبعد أن يضع العاهل المغربي نظيره السعودي في صورة التطورات الحاصلة في هذا النطاق، باعتباره رئيساً للقمة العربية يقود اتجاها داعماً لإقرار مزيد من المصالحات. غير أن ذلك لا يعني، حسب أكثر من مراقب، طرح ملف الصحراء على الصعيد العربي. وكانت الولاياتالمتحدة أبدت مزيداً من الاهتمام بأي مبادرة قد تساعد في تسهيل المفاوضات من طرف عربي أو أوروبي. على صعيد آخر، ذكرت مصادر أمنية أن السلطات فككت خلية كانت تسطو على السيارات والدراجات النارية في الدار البيضاء لتمويل عمليات ترحيل"جهاديين"متطوعين إلى العراق، في حين أرجأت محكمة في سلا قرب العاصمة الرباط، النظر في ملف معتقل مغربي مرحّل من غوانتانامو إلى 23 الجاري.