اختتم العاهل الأردني الملك عبدالله بن الحسين أمس في موريتانيا جولة عربية بدأت الجمعة وقادته الى اليمن والسودان والمغرب. وقالت مصادر رسمية في نواكشوط ان العاهل الأردني وصل الى موريتانيا في زيارة عمل قصيرة يبحث خلالها مع الرئيس معاوية ولد سيد أحمد الطايع الوضع في المنطقة العربية وعملية السلام. ولم يدل الملك عبدالله بأي تصريح لدى وصوله الى مطار نواكشوط، حيث استقبله الرئيس ولد الطايع. وفي الرباط، قال العاهل الاردني في رسالة الى العاهل المغربي الملك الحسن الثاني، لدى مغادرته، انه لمس لديه حرصاً كبيراً على "اهمية جمع شمل الأمة، وطي صفحة الماضي، وبناء علاقات عربية يكون اهم سماتها تعزيز التضامن العربي وبناء التكامل الاقتصادي الوحدوي الذي يمكن الأمة من تجاوز حال الضعف والتشرذم". وعبّر العاهل الاردني عن تقديره للمبادرات التي قام بها الملك الحسن الثاني "من اجل تحقيق السلام في الشرق الاوسط وتقريب وجهات النظر بين الاطراف المعنية"، وسعيه الدؤوب لتحقيق "السلام الشامل والعادل والدائم الذي يعيد الحقوق لاصحابها ويوفر مناخ الامن والاستقرار لشعوب المنطقة". كما عبر عن تطلع بلاده الى توطيد العلاقات المغربية - الاردنية وتعميق التعاون بين البلدين وتوسيع مجالاته وآفاقه، في اشارة الى دعم علاقات الانفتاح الاقتصادي بين البلدين. ووجه الملك عبدالله دعوة الى العاهل المغربي لزيارة الاردن "في الوقت الذي يراه مناسباً". وكانت آخر زيارة قام بها الملك الحسن الثاني للاردن تمت في عام 1993 في نطاق جولة مصالحة شملت كذلك المملكة العربية السعودية وسورية والامارات العربية المتحدة ومصر. الى ذلك، اكدت مصادر مغربية وأردنية تطابق وجهات نظر البلدين ازاء القضايا التي عرضها العاهلان على انفراد، وفي مقدمها تحريك مفاوضات السلام والاعداد لعقد قمة عربية وتكريس المزيد من خطوات المصالحات. ووصف وزير الخارجية الاردني السيد عبدالإله الخطيب القمة المغربية - الاردنية بأنها "تساهم في تطوير العلاقات العربية". كما اعرب عن امله في تحريك عملية السلام وتعزيز خطوات التضامن العربي. ورأت مصادر في الرباط في التنسيق القائم بين مصر والاردن والمغرب والجزائر وعواصم عربية اخرى مؤشراً مهماً لجهة تحريك الدعوة الى عقد قمة عربية يحدد موعدها ومكانها لاحقاً.