كان يعيش مع والدته وبقية أفراد أسرته على الكفاف. ليس حياة مثالية ولكنها مرضية، يختلط فيها الحلو والمر. فجأة عبست له الأيام وكشرت بأنيابها، فتحول إلى معاق عاجز عن أداء واجباته تجاه عائلته، التي بات مستقبل صغارها مهدداً بالضياع. في غمضة عين بات الشلل النصفي نقطة تحول سوداء في حياة «أبي محمد» ومعيقاً له عن ممارسة حياته اليومية للحصول على لقمة العيش لأسرته، وعن إيجاد علاج له، خصوصاً أن مساعدة الضمان الاجتماعي التي تصله لا تفي حتى بحاجاته الأساسية. ويقول أبو محمد ل«الحياة»: «بدأت مأساتي بعد أن تعرضت إلى حادث مروري أدى إلى كسر الفقرتين الظهريتين السادسة والسابعة، وخضعت للعلاج في البداية في وادي الدواسر، إذ تم وضع أنبوب في الصدر واستئصال الطحال نظراً لتمزقه، وبعد ذلك جرى تحويلي إلى مستشفى الشميسي، وهناك أجريت لي جراحة تثبيت خارجي للجزء الرابط بين الفقرة الظهرية الرابعة حتى الفقرة الظهرية التاسعة بالبراغي، واستغرق تواجدي في المستشفى أكثر من شهرين». ويضيف: «بعد ذلك انتقلت إلى مستشفى القوات المسلحة في الرياض، وبقيت أسير السرير الأبيض لمدة تسعه أشهر، ما أدى إلى إصابتي بقرحة عجزية ضاغطة كبيرة من الدرجة الرابعة مع وجود حواف سوداء اللون»، لافتاً إلى أن الأمر تطور حتى أصبت بالتهاب الكبد الوبائي. خرج أبو محمد من أروقة المستشفيات وهو مصاب بشلل نصفي، ولكن المأساة لم تنتهِ، فالأمر لا يتوقف على العلاج وحسب، بحسب أبو محمد، بل ما بعد العلاج، «المشكلة الحقيقية هي أنني بت عاجزاً عن إعالة أسرتي المكونة من ثمانية أفراد، فوالدي توفي وليس لأهلي بعد الله سواي»، موضحاً بأن الديون الموجودة أصلاً قبل تعرضه الحادث تضاعفت خلال فترة علاجه. ويكشف: «لا أبالغ إن قلت إننا في بعض الأيام لا نجد ما نأكله، فما بالكم بفواتير الكهرباء ومبلغ الإيجار وتكاليف الأدوية التي ستلازمني طيلة حياتي»، لافتاً إلى أنه يحصل من الضمان الاجتماعي على مساعدة قدرها 800 ريال، بينما تحصل والدته على 1400 ريال، وهذه المساعدات يذهب معظمها لسداد الديون المتراكمة في شكل شهري.