تعطلت أطرافه وتحولت أحلامه إلى كوابيس، وسعادته إلى حزن وكآبة وخوف من المستقبل. لا هم له سوى البحث عن علاج من الشلل النصفي الذي جعل من جسده أسيراً للفراش منذ نحو عامين. هذا هو حال الشاب «علي» الذي لم يتجاوز عمره ال 38. بدأت المأساة عندما تعرض علي لحادثة مرورية على طريق صامطة منذ نحو سنتين، وبعد نقله إلى المستشفى، أكدت التقارير الطبية وجود كسر في الفقرات السادسة والسابعة والثامنة، إضافة إلى كسور في ستة أضلع من الجهة اليمنى للقفص الصدري وتهتك في الرئة وفقدان التحكم في البول والبراز. ويعود علي بذاكرته إلى الأيام الأولى لتنويمه: «بقيت في مستشفى الملك فهد مدة شهرين، وتحديداً منذ وقعت الحادثة في تاريخ 22/4/1429ه بعدها تم نقلي إلى المستشفى السعودي الألماني في عسير»، موضحاً بأن الأطباء في المستشفى السعودي الألماني قرروا إجراء جراحتين، الأولى في الصدر لمعالجة كسور الضلوع، والأخرى في الظهر وتم تثبيت فقرات العمود الفقري بمسامير بلاتينية. ويضيف: «بعد الجراحتين بدأ مشواري، الذي لم ينتهي بعد بالتردد على المستشفيات الحكومية من دون فائدة»، مستدركاً بأن ظروفه المالية حالت من دون إكمال علاجه وفق ما قرره الأطباء. ويتابع علي: «شدد الطبيب المعالج في المستشفى السعودي الألماني على ضرورة العلاج في أوكرانيا وتحديداً في مركز النبراس الطبي المتخصص بانفصالات العمود الفقري والفقرات والشلل الرباعي»، مؤكداً بأن لدية تقريراً يوضح تكاليف العلاج، «كلفة الجراحة لوحدها 28 ألف دولار إضافة إلى العلاج الطبيعي لمدة ثلاثة أشهر بتكلفة 6100 دولار عن كل شهر، وبذلك تكون التكلفة الإجمالية نحو 167 ألف ريال، هذا عدا مصاريف التذاكر والسكن وما إلى ذلك». علي هو العائل الوحيد لأسرته المكونة من زوجة وأربعة أبناء ووالدته وشقيقتيه، ولا يخفي الشاب البائس أن إصابته بالشلل أثرت سلباً في أوضاع أسرته، سواء من الناحية النفسية أم المادية، «لم تكن أوضاعنا قبل الحادثة جيدة، ولكنها على الأقل مستورة، وبعد إصابتي بالشلل زادت أمورنا سوءاً»، لافتاً إلى أن الجراحتين اللتين أجريتا له سابقاً قد كلفته أكثر من 110 آلاف ريال.