لم تكن الخلوة التي عقدها الرئيس اللبناني اميل لحود والبطريرك الماروني نصرالله صفير في قصر بعبدا أمس، جلسة مطالب ومطالب مضادة، كما لم تكن جلسة عتاب بل جلسة مصارحة ودية عرض فيها كل من لحود وصفير موقفه من الملفات المطروحة ابتداء من انتخابات رئاسة الجمهورية ومسألة النصاب مروراً بالوضع الاقتصادي المتردي، وصولاً الى هجرة الشباب وضرورة تهيئة أجواء ملائمة للمرحلة المقبلة بعيدة من التشنج لتمرير الانتخابات الرئاسية. وقالت مصادر مطلعة عن أجواء اللقاء بين لحود وصفير إن الأول شرح موقفه من موضوع الانتخابات الرئاسية وضرورة حصولها، مؤكداً استعداده لبذل كل ما في استطاعته كي يحصل توافق بين اللبنانيين على الأمر، ومكرراً موقفه من حكومة الرئيس فؤاد السنيورة. وشدد على أهمية وضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية، مشيراً الى انه لا يستطيع ان يسلّم الحكم الى حكومة غير شرعية، ولكنه لم يفصح للبطريرك صفير عن الخطوات التي ينوي اتخاذها في حال عدم التوصل الى توافق لبناني وقيام حكومة وحدة وطنية قبل الانتخابات الرئاسية. وكانت هناك رسالة واضحة من صفير بضرورة اجراء الانتخابات الرئاسية. كما كان نقاش حول موضوع النصاب، وتفاهم على وجوب حضور ثلثي أعضاء المجلس النيابي جلسة انتخاب الرئيس. وأفادت المصادر عينها بأن صفير وضع لحود في جو اللقاءات التي عقدها في الفاتيكان، وانهما تحدثا عن التهديدات المباشرة التي تواجه لبنان وعن التوطين وضرورة التقاء اللبنانيين وان لا يكون هناك طغيان لفئة على فئة مع ضرورة المحافظة على قوة لبنان وقدرته على المواجهة. وشرح لحود لصفير الأوضاع التي يواجهها لبنان وحالة الحرب القائمة بينه وبين اسرائيل والجو العام الذي يضغط على الناس والأزمة الاقتصادية. واتفقا على استمرار التواصل بينهما مع التركيز على تعميم المناخات الايجابية التي تساعد على إتمام الاستحقاق الرئاسي ومواصفات الرئيس الجديد من دون ان يسمي أي منهما مرشحاً معيناً للمنصب. وسبق لقاء لحود - صفير اتصال من الأول بالأخير الخميس ووجّه خلاله إليه دعوة لتناول طعام الغداء إلى مائدته. وأرسل لحود أمس الى صفير سيارته الخاصة وعناصر الجيش المكلفة الأمن الشخصي للرئيس، لاصطحابه الى بعبدا. وكان لحود انقطع عن زيارة بكركي في عيد الميلاد الماضي، على خلفية تسريب البطريركية خبر توجيه صفير رسالة الى لحود يطلب فيها منه التنحي عن رئاسة الجمهورية، وكشف عن الرسالة حينها النائب بطرس حرب. لكن العلاقة بين الاثنين سواء المباشرة او عبر الوسطاء لم تنقطع الى ان نجح الوسطاء في تأمين لقاء أمس.