وصفت مصادر وزارية مقربة من رئيس الجمهورية اميل لحود ان اللقاء بينه وبين البطريرك الماروني نصرالله صفير في بكركي كان ايجابياً، مشيرة الى ان المحادثات تطرقت الى معظم الملفات ابتداء من تشكيل الحكومة المقبلة وقانون الانتخابات وقضية الدكتور سمير جعجع قائد "القوات اللبنانية" الذي يقضي عقوبة السجن المؤبد واعادة انتشار الجيش السوري في لبنان. وأضافت المصادر ان الذين يراهنون على تدهور العلاقات بين بكركي وبعبدا بسبب معارضة البطريرك تعديل الدستور والتمديد للرئيس لحود، والذين شككوا في نجاح اللقاء وأشاروا الى تباعد في وجهات النظر حول الملفات المطروحة فعلوا ذلك انطلاقاً من تمنيات لا تستند الى ما جرى بين الرجلين. وقالت ان الحوار تطرق الى اسماء الوزراء الموارنة في الحكومة الجديدة لكن البطريرك رفض الدخول في الاسماء وابدى ارتياحه لأسماء بعض المحتمل توزيرهم قائلاً: "فيهم ناس مناح". اما بالنسبة الى قانون الانتخابات فقد اعرب لحود لصفير عن رغبته في التجاوب مع أطروحات الصرح البطريركي في هذا المجال والتي تؤمن تمثيلاً صحيحاً للبنانيين عموماً وللمسيحيين خصوصاً في الانتخابات النيابية المقبلة، وجرى البحث في تفاصيل السيناريوات المطروحة ابتداء من القضاء كدائرة انتخابية وانتهاء بالمحافظة. وشدد لحود ايضاً على تصميم الحكم في السنوات الثلاث المقبلة على محاربة الفساد وتأمين حرية القضاء ونزاهته وصون الحريات، مؤكداً ان يده ستظل ممدودة الى الجميع والتعامل بذهنية جديدة. وأضافت المصادر ان قضية جعجع، وبسبب ارتباطها باسقاط الحق الشخصي في قضية اغتيال الرئيس رشيد كرامي فإن حلها واصدار عفو خاص او عام عنه يبدو ان في الظروف الراهنة امراً صعباً، ولكن اذا تبلورت خطوات لاقناع اصحاب الحق الشخصي باسقاط حقهم فإن الكلام للافراج عنه يصبح اكثر واقعية. وقالت المصادر ان انسحاب القوات السورية ووقف تدخلها في لبنان يشكلان موقفاً شبه موحد لمعظم القوى السياسية المسيحية بما فيها المحسوبة على العهد ولكل رأيه في طريقة معالجة الامر. وأكدت المصادر ان صفير لم يكن في يوم من الايام مع رئاسة الجمهورية او ضدها، وان البطريركية لا يمكن، ولسبب موقعها التمثيلي لجميع الموارنة، ان تكون مع "لقاء قرنة شهوان" ضد المقربين من رئيس الجمهورية او تتخذ مواقف سياسية لمصلحة فريق ضد آخر من المسيحيين. وفي هذا الاطار نقل زوار لحود عنه ارتياحه الى نتائج لقائه والبطريرك الذي "اسس لمرحلة جديدة من التعامل بينهما، ستلقى ترجمة عملية في الفترة المقبلة". وقال زوار لحود "ان حواراً هادئاً ورصيناً جرى بينه وبين البطريرك حرصاً من الطرفين على مصلحة البلد وعلى التحاور والدليل جدية الاسئلة التي طرحها صفير". وتعتقد المصادر الوزارية بأن الفاتيكان ليست في اجواء المواجهة نفسها التي تنتهجها العواصم الغربية ضد سورية وتنصح الجميع وبكركي بالتروي والابتعاد عن التشنج حفاظاً على مصالح المسيحيين.