قومت غالبية الفرنسيين سلباً حصيلة ولايتي الرئيس الفرنسي جاك شيراك اللتين استمرتا 12 سنة، وتنتهيان في 16 أيار مايو الجاري، وهو موعد تسليمه الرئاسة الى خلفه نيكولا ساركوزي. وأشار استطلاع أجراه معهد"بي في أ"إلى أن 54 في المئة من الفرنسيين يعتبرون أن حصيلة عهد شيراك"سيئة"مقابل 44 في المئة يعتبرونها"جيدة". وترتفع نسبة من يقوّم أداء شيراك سلباً في الأوساط اليسارية إلى 71 في المئة، في حين أن من يقوّمه إيجاباً ترتفع نسبتهم إلى 59 في المئة في الصف اليميني. ويأخذ الفرنسيون على شيراك عدم اهتمامه بالقضايا المتصلة بحياتهم اليومية بقدر اهتمامه بالقضايا الدولية، كالحرب على العراق أو الحرب الاسرائيلية على لبنان في الصيف. وعلى رغم ذلك، فإن أكثر من 70 في المئة منهم يؤيدون التوجهات التي اعتمدها على صعيد السياسة الدولية وفقاً لما أظهرته استطلاعات سابقة. في المقابل، يبدو الرئيس المنتخب نيكولا ساركوزي أبعد ما يكون عن صفاء مماثل، في ظل مؤشرات عدة من شأنها إذا تفاقمت أن تحرمه من هدنة المئة يوم التي يحظى بها عادة أي رئيس جديد. فالجدل الذي أحاط بعطلته في مالطا على متن يخت فخم وضع رهن تصرفه الصناعي الفرنسي البليونير فنسان بولوريه، اقترن باستمرار التظاهرات المناهضة له والتي بدأت فور الإعلان عن فوزه بالرئاسة مساء الأحد الماضي. وعلى رغم النداءات والدعوات التي وجهتها قوى وشخصيات يسارية، طالبت بوقف هذه التحركات، شهدت ساحة لا باستبيه في فرنسا الليلة قبل الماضية مواجهات بين حوالى 300 متظاهر ورجال الشرطة. وأدت التظاهرات التي شملت على مدى الأيام الماضية مدناً فرنسية عدة، إلى إحراق ما لا يقل عن 1022 سيارة، واعتقال حوالى ألف شخص وإصابة 78 شرطياً بجروح. وأطلق سراح غالبية المعتقلين بعد التحقيق معهم، فيما صدرت أحكام متفاوتة بالسجن بحق عشرات منهم. وكان وزير الداخلية فرانسوا باروان وصف أعمال الشغب التي لم يسبق أن أدت أي انتخابات رئاسية إلى مثلها، بأنها غير مقبولة، محملاً اليسار المتطرف المسؤولية عنها. في غضون ذلك، أعلن طلاب جامعة تولياك في باريس الإضراب، احتجاجاً على توجهات ساركوزي في مجال التعليم الجامعي، وخوفاً من أن يؤدي تطبيقها على حد قولهم إلى رفع رسوم التسجيل في الجامعات. وهناك تخوف من امتداد الإضراب إلى جامعات أخرى، بعد أن دعي طلاب جامعات مثل السوربون ونانتير إلى جمعيات عمومية لبحث الموضوع. في هذه الأثناء، وجه رئيس اتحاد نقابات"سي جي تي"العمالية، برنار تيبو تحذيراً إلى ساركوزي بدعوته إلى عدم اعتبار انتخابه رئيساً يضفي عليه شرعية للقيام بكل ما يشاء. وقال تيبو لصحيفة"لوموند"، رداً على تصريح لمدير حملة ساركوزي الانتخابية خفف من شأن النقابات باعتبار أن 8 في المئة فقط من العاملين ينتمون إليها، بالقول إن شيراك انتخب سنة 1995 بنسبة 52 في المئة من الأصوات، لكن هذا لم يحل دون مواجهته لأزمة اجتماعية مدبرة في السنة نفسها. وكانت الأزمة التي شلت البلاد على مدى شهرين بسبب اصلاحات اقترحتها الحكومة في القطاع العام، أدت إلى حل البرلمان الفرنسي. ولفت تيبو إلى أن على ساركوزي وأعوانه أن يدركوا مدى استقلالية النقابات وألا يعتبروا أن دورها يقتصر على مباركة ما يقررونه، معرباً عن تمسكه"بحق الإضراب لكل العاملين"، ومعترضاً بالتالي على الحد الأدنى من الخدمة خلال الإضرابات التي سيعمل الرئيس المنتخب على حمل النقابات على اعتمادها. تحذير ساركوزي من مناهضة تركيا وفي بروكسيل أ ف ب حذّر مسؤولون أوروبيون الرئيس الفرنسي المنتخب نيكولا ساركوزي من عواقب معارضته انضمام تركيا الى الاتحاد الأوروبي، في ظل تراجع التأييد الشعبي التركي للعضوية. وكرّر ساركوزي طيلة حملته الانتخابية ان"لا مكان"لتركيا في الاتحاد الأوروبي، مشيراً الى ان هذا البلد ينتمي الى"آسيا الصغرى"وليس الى القارة الأوروبية. وكان رئيس المفوضية الأوروبية جوزي مانويل باروزو أعلن فور فوز ساركوزي بالانتخابات الرئاسية الأحد الماضي ان الاتحاد الأوروبي"يفاوض تركيا استناداً الى تفويض منحته الدول الأعضاء بالإجماع". وقال مفوض شؤون التوسيع اولي رين الاثنين الماضي انه إذا أرادت دولة"اعادة النظر في التفويض او تبديله"فعليها أن"تضطلع بالمبادرة وتتحمل النتائج". كذلك، حذّر رئيس الوزراء البريطاني توني بلير من تغييرالموقف الأوروبي حيال تركيا، وهو من كبار المؤيدين لانضمام الدولة الإسلامية الكبيرة. وقال قبل انتخاب ساركوزي"سنواجه مصيبة كبيرة وصعبة اذا تراجعنا عن وعودنا لتركيا".