ارتفعت وتيرة التعبئة والمعارضة لعقد الوظيفة الاولى للشباب غداة مصادقة الرئيس الفرنسي جاك شيراك عليه ودعوته البرلمان لتعديله وإزالة الخوف من نتائج تطبيقه عند الطلاب والنقابيين الذين أصروا على سحب العقد. وأثارت المداخلة التي أبدى شيراك في اطارها حرصه على سيادة القانون والمؤسسات وأيضاً على مراعاة المواقف التي عبّر عنها المعارضون، تصريحات غاضبة من جانب المسؤولين عن الاتحادات الطالبية والنقابية الذين اتهموه بالصمم حيال المخاوف التي عبروا عنها في الشارع. في المقابل، حصل الرئيس شيراك على دعم وزير الداخلية نيكولا ساركوزي زعيم الحزب الحاكم"الاتحاد من أجل حركة شعبية". وقال ساركوزي:"أحيي هذا القرار الحكيم المنسجم مع رغبة غالبية البرلمانيين في الحزب". وكان انتقد ادارة رئيس الوزراء دومينيك دو فيلبان هذا الملف واقترح تعليق العمل بهذا العقد. وأعلنت الحكومة ان مشروع قانون حول تعديل العقد الوظيفي سيطرح على البرلمان في أسرع وقت، في حين اعتبرت النقابات العمالية ومنها الاتحاد العمالي العام CGT والقوة العاملة ان كلام شيراك يدعو الى تصعيد الضغط وتوسيع التعبئة وصولاً الى سحب العقد. واعتبر الأمين العام للاتحاد العمالي برنار تيبو ان"الرئيس لم يبد بأي حال بداية تجاوب"، مضيفاً ان"الدعوة الى التعبئة باقية". وأكد اتحاد الطلبة الفرنسيين UNEF انه عازم على خوض التحدّي ضد الحكومة ومواصلة التعبئة داعياً الى تنويع أساليب التحرّك عبر احتلال محطات القطارات والمطارات وسواها من مرافق عامة. وعبرت أحزاب المعارضة اليسارية عن رفض مماثل، فقال الأمين العام للحزب الاشتراكي فرنسوا هولاند انه كان أمام شيراك خيار بسيط وواضح لتهدئة الوضع لم يُقدم عليه، وهو سحب العقد. وكانت باريس ومدن فرنسية عدة شهدت ليل الجمعة - السبت وبعد مداخلة شيراك، تجمعات ومسيرات طالبية عفوية تخللتها مواجهات وأعمال عنف. واحتشد مئات، معظمهم من الشبان في ساحة الباستيل في باريس، وعندما أعلن شيراك اصدار القانون راحوا يهتفون"شيراك الى السجن... دوفيلبان استقل". ثم انطلقوا في موكبين منفصلين باتجاه قصر الاليزيه. وشكّل الموكبان موكباً واحداً بعدما فشلا في الوصول الى مقر الرئاسة بسبب الطوق الامني، ومن ثم اجتازوا نهر السين للوصول الى مقر الجمعية الوطنية البرلمان. لكن عناصر الدرك حالت دون ذلك، فواصلوا سيرهم نحو الحي اللاتيني. وأوقفت الشرطة مئة شخص، وأصيب عنصران منها بجروح طفيفة. وحطمت واجهات مطعمين تابعين لسلسلة مطاعم"ماكدونالدز"للوجبات السريعة وألحقت اضرار ببعض السيارات وخرّب مكتب بيار لولوش النائب في الحزب الحاكم، في وسط العاصمة. ويتوقع ان يستمر التصعيد في ظل الاستعداد لخامس يوم من التحركات الوطنية والاضرابات بعد غد الثلثاء.