أعلنت الحكومة السودانية أمس استعدادها للمشاركة في لقاء لتوحيد متمردي دارفور تستضيفه حكومة إقليم الجنوب الشهر الجاري قبل إجراء محادثات بين الخرطوم والمتمردين أوصى بها مؤتمر دولي عُقد في طرابلس أول من أمس. وقال وزير الخارجية الدكتور لام أكول إنه يأمل في أن يحضر المتمردون المحادثات التي ستعقد في جوبا. وكان مؤتمر طرابلس الدولي حول دارفور الذي اختتم الأحد أوصى بالتنسيق بين المبادرات الهادفة إلى إنهاء أزمة دارفور، ووضعها تحت إشراف الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي، مطالبا في الوقت ذاته بإعطاء أولوية قصوى للعملية السياسية. واسند إلى ليبيا ومصر واريتريا وتشاد مهمة ترتيب اجتماع عاجل للأفرقاء السودانيين لوضع"خريطة طريق"وجدول زمني للتفاوض. ويُنتظر أن يصل الخرطوم الجمعة المقبل مسؤول الشؤون الافريقية في الخارجية الليبية عبدالسلام التريكي حاملاً رسالة من الزعيم الليبي معمر القذافي إلى نظيره السوداني عمر البشير، لإطلاعه على نتائج اجتماع طرابلس والاتفاق على خطوات عملية سياسية لإنهاء الأزمة في دارفور، وطرح رؤية ليبيا لتوحيد الفصائل المتمردة ودفعها للجلوس إلى طاولة المفاوضات مع الحكومة. وقال رئيس"حركة تحرير السودان"المكلف أحمد عبدالشافي إن على جماعات المعارضة أن تتفق أولاً على موقف مشترك قبل أن تشارك في مثل هذه المحادثات. وأضاف أن قادة المعارضة كانوا يعقدون اجتماعاً في شمال دارفور، ولكنهم اضطروا إلى تعليقه في أعقاب غارة جوية شنتها طائرات تابعة للحكومة السودانية الأحد. واعترفت القيادة العامة للجيش السوداني أمس بأنها فقدت مروحية عسكرية عند الحدود الغربية لولاية شمال دارفور المتاخمة لتشاد أول من أمس. وقال الناطق باسم الجيش العميد عثمان محمد الأغبش في بيان إن"مروحية عسكرية على متنها ضابطان كلفت بمهمة استطلاعية قرب الحدود الغربية لولاية شمال دارفور، وفي طريق عودتها - وعلى مسافة ستين كيلومترا شمال شرقي مدينة كتم - أبلغ قائد الطائرة عن عطل فني فيها، وقال إنه سيضطر إلى الهبوط، ثم انقطع الاتصال بالطائرة". وأكد أن"الجيش يبذل جهوداً حثيثة من أجل الوصول إلى مكان الطائرة المفقودة". وكانت"حركة تحرير السودان"المتمردة أعلنت إسقاط طائرة عسكرية في مناطق تسيطر عليها شمال دارفور عندما كانت فصائل متمردة تعتزم عقد مؤتمر لتوحيد نفسها قبل إجراء مفاوضات مع الحكومة السودانية، وقالت إنها أسرت ضابطا طياراً برتبة ملازم اسمه معاوية حسين محمود. إلى ذلك، قالت الولاياتالمتحدة إن الحكومة السودانية تتجه إلى الموافقة على نشر قوة كبيرة تابعة للأمم المتحدة لحفظ السلام في دارفور. ورحبت بالتقدم خلال اجتماع طرابلس نحو تسوية سياسية للصراع، وقال المبعوث الرئاسي الاميركي الخاص إلى دارفور أندرو ناتسيوس:"يوجد ضغط دولي ودعم كافيان من حلفاء السودان لنشر مثل هذه القوة"، في اشارة إلى مصر والصين. وأضاف أن هناك"حركة دولية واسعة النطاق"تدعم نشر قوة مختلطة قوامها أكثر من 20 ألفاً من جنود حفظ السلام وأفراد الشرطة التابعين للأمم المتحدة والاتحاد الافريقي في الاقليم. وتابع أن"السودانيين كانوا يقاومونها، لكنهم يتجهون تدريجيا إلى الموافقة في هذا الصدد".