تواصلت المواجهات العنيفة لليوم الثاني على التوالي في الديوانية بين قوات الأمن العراقية والأميركية من جهة وميليشيا "جيش المهدي" الموالية لمقتدى الصدر من جهة ثانية، وواجهت الأولى مقاومة عنيفة ما استدعى الاستعانة بالطيران للاغارة على مواقع المسلحين في صدامات أدت الى مقتل ثلاثة مسلحين وجرح تسعة أشخاص هم ستة مسلحين وجنديان عراقيان وجندي أميركي، وفقاً للجيش الأميركي. وتعرضت القوات الأميركية أمس لنيران كثيفة من عناصر"جيش المهدي"، فيما حاول الجنود العراقيون تصفية القناصة المنتشرين على أسقف المباني والمنازل في هذه المدينة الغنية بالنفط. جاء ذلك في وقت أعلنت الشرطة العثور على 11 جثة في أنحاء بغداد خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية، وأفادت أيضاً أنها انتشلت جثتي رجلين من نهر صغير قرب بلدة النعمانية جنوببغداد، كانا يرتديان ملابس مدنية وعلى جثتيهما آثار أعيرة نارية. وفي الديوانية، قال مصدر في قيادة الفرقة الثامنة للجيش العراقي إن"مواجهات عنيفة لا تزال مستمرة لليوم الثاني على التوالي، وخصوصاً في شارع سالم شمال وأحياء النهضة والوحدة جنوب". وكانت قوة من الفرقة الثامنة في الجيش العراقي تدعمها قوات أميركية، بدأت عملية"النسر الاسود"فجر أول من أمس"رداً على تهديدات الميليشيات"، وفقاً لبيان أميركي. وأضاف المصدر العسكري أن"عمليات الدهم مستمرة في سائر مناطق المدينة، في حين قصف الطيران الأميركي أماكن يشتبه بها في حي الجمهوري، ما أدى الى تدمير منزلين في شكل كامل"، وذلك من دون إعطاء أي تفاصيل اضافية عن الخسائر. وبدوره، أكد الجيش الأميركي شن"غارة على أماكن للمسلحين... بطلب من الجيش العراقي". وأفاد سكان أن حظر التجول لا يزال سارياً والتيار الكهربائي مقطوعاً في الديوانية كبرى مدن محافظة القادسية. وقال مراسل"فرانس برس"إن الطائرات والمروحيات تواصل تحليقها على ارتفاع منخفض في حين لا يزال دوي الانفجارات يسمع في وسط المدينة. كما تدور معارك ضارية في حي النهضة حيث تواجه القوات الاميركية نيران مكثفة منذ فجر أمس. وذكر شهود أن"مقر القوات المتعددة الجنسية الذي يبعد مسافة خمسة كلم جنوب الديوانية، تعرض إلى قصف بصواريخ"كاتيوشا"، وأكدوا"سماع دوي انفجارات قوية داخل المكان". وقال مصدر طبي إن"عدد الجرحى يتجاوز 25 شخصاً في حين تسلم المستشفى العام أربع جثث". وأوضح مصدر عسكري عراقي أن"حوالي 1400 جندي من محافظات واسط والنجف وكربلاء وبابل بدعم من قوة أميركية يشاركون في العملية بغرض دهم أوكار للمسلحين في أحياء المدينة". وكانت القوات الاميركية ألقت كميات كبيرة من المنشورات بواسطة طائرات تحذر"افراد الشرطة العراقية في الديوانية من مغادرة منازلهم حتى اشعار آخر". وأضافت هذه المنشورات أن"أي شرطي يحمل سلاحاً خارج منزله سيُتعامل معه كهدف. يجب على جميع عناصر الشرطة اتباع اوامر قوات التحالف، وإلا فإنهم سيعرضون أنفسهم للقتل". وعزا مصدر أمني عراقي"سبب القاء المنشورات الى الاختراق الكبير لصفوف الشرطة في المدينة على يد الميليشيات". وفي غضون ذلك، أعلن الجيش الأميركي مقتل اثنين من جنوده في انفجارين منفصلين بعبوات استهدفا دوريات أميركية في شرق بغداد وغربها أول من أمس ليرتفع بذلك عدد الجنود الذين قُتلوا الشهر الجاري الى 17. وأوضح بيان عسكري أن"جندياً قُتل وأُصيب أربعة آخرون اثر انفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم في شرق بغداد الجمعة". وفي حادث منفصل آخر، أكد الجيش أن"جندياً قُتل وأُصيب ثلاثة آخرون في انفجار عبوة استهدفت دوريتهم في غرب بغداد". ويرتفع بذلك عدد الجنود والعاملين مع الجيش الاميركي الذين قتلوا منذ غزو العراق في آذار مارس عام 2003، الى 3265، وفقاً لبيانات وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون. يذكر أن غالبية سكان مناطق شرق العاصمة العراقية هم من الشيعة، ما يعزز المزاعم الأميركية بأن ايران تزود مسلحين شيعة بعبوات متطورة. وأفادت وكالة"أسوشييتد برس"أن العبوة التي انفجرت من نوع"إي أف بي"المتطور، إذ أنها تنفجر في شكل عامودي، ما يُلحق أضراراً جسيمة بدوريات قوات"التحالف"بقيادة الولاياتالمتحدة. وفي منطقة حمرين مئة كلم جنوبكركوك، أعلنت الشرطة العراقية أن مسلحين خطفوا عشرة أفراد كانوا مسافرين في حافلة صغيرة. وفي بلدة الصويرةجنوببغداد، أعلنت الشرطة أن مسلحين قتلوا جندياً عراقياً وأصابوا ستة آخرين عندما هاجموا قاعدة تابعة للجيش العراقي. وفي جنوببغداد، أفادت الشرطة أن مسلحين قتلوا مهند ابراهيم وهو مهندس أشغال عامة أمام منزله أمس في حي السيدية. كما أشارت الى أن قذيفتي"مورتر"أصابتا أربعة مدنيين عندما سقطتا على حي أبو تدشير الشيعي. كما أصابت قذيفة"مورتر"أربعة أفراد بجروح عندما سقطت قرب مجمع وزارة الداخلية في غرب بغداد. وتابعت أن عبوة مزروعة على الطريق أصابت مدنيين اثنين عندما انفجرت في حي البياع الذي تقطنه غالبية شيعية في جنوببغداد.