يتفق عدد من شيوخ عشائر محافظة الانبار العراقية على ان دور تنظيم "القاعدة، الذي كان يبسط نفوذه على احياء الرمادي، انحسر بشكل لافت، ما سمح بتطوع نحو 20 الف مقاتل للعمل في صفوف الجيش والشرطة، فيما تفرض القوات الاميركية حصاراً شاملاً على بلدة الصقلاوية القريبة من مدينة الفلوجة لاجبار الاهالي على الابلاغ عن المسلحين. وقال الشيخ عبد الستار ابو ريشة، مؤسس مجلس انقاذ الانبار، ل"الحياة"ان"الرمادي باتت في قبضة القوات الامنية التابعة لوزارتي الداخلية والدفاع الى جانب دعم واسناد شيوخ عشائر المدينة"، موضحاً"بعدما اوفى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بغالبية تعهداته التي قطعها امام شيوخ عشائر الانبار في زيارته الاخيرة انخرط معظم ابناء المدينة في صفوف الشرطة والجيش العراقي للعب دور اكبر في تطهير المدينة من الارهابيين". وزاد"تجاوز عدد ابناء العشائر والاهالي الملتحقين بسلك الشرطة اكثر من 10 الاف شخص وبسلك الجيش العراقي 10 الاف عنصر". ولفت ابو ريشة الى ان"العدد الحالي من العناصر الامنية غير كاف لتطهير ضواحي مدينة الرمادي اذ ما زالت بعض الجماعات المسلحة تسيطر عليها"، مؤكداً ان"العشائر اثبتت قدرتها على مواجهة التنظيمات الارهابية وتحقيق الامن في مناطقها". واضاف"من المؤمل ان تتسع تجربة مؤتمر صحوة عشائر الانبار لتشمل جميع محافظات البلاد ما سيُساعدنا في تأسيس كيان سياسي جديد يعرف باسم صحوة شيوخ العراق"، مشيراً الى ان مجلس انقاذ الانبار جزء لا يتجزأ من حكومة البلاد. الى ذلك اكد فاضل عبد مخلف، مدير شؤون محافظة الانبار، ان"هناك تنسيقاً بين شيوخ عشائر الجنوب وعشائر الانبار للاتفاق على آلية محددة للقضاء على حاضنات الارهاب في كل مكان من العراق". وقال ل"الحياة""على رغم انحسار نشاط تنيظم القاعدة الا ان ذلك لا ينهي حوادث العنف بالكامل، فقد نفذت الجماعات المسلحة عدداً من عمليات الاغتيال التي طالت بعض شيوخ ووجهاء العشائر وابنائهم، فضلاً عن استهداف المدنيين وعناصر الشرطة والجيش". وزاد"بعد مشاركة ابناء المدينة في القطعات الامنية بات من السهل تحديد هوية اولئك الذين يعبثون بأمن المحافظة وبالتالي يمكن ملاحقة المتورطين والقضاء عليهم". وأكد ان"لدى مسؤولي شؤون الانبار وثائق ومستندات تدين بعض شيوخ ووجهاء المدينة وتثبت تورطهم مع امهات تنظيم القاعدة". واضاف:"المناطق التي ما زالت تهيمن عليها الجماعات المسلحة في الانبار هي مدينة حديثة، وراوة، وعانة، وحي زوبع، القريبة من بغداد الى جانب مدينة الفلوجة، وتلك تحتاج الى دعم اضافي من العناصر الامنية والمعدات اللوجستية للسيطرة على الوضع بشكل نهائي". وتفرض القوات الاميركية لليوم الثالث حصاراً وحظرا شاملا للتجول في ناحية الصقلاوية 10 كلم شمال غرب الفلوجة وتفتش القوات الاميركية المنازل في الناحية التي تتعرض فيها القوات الاميركية لعمليات قنص شبه يومية اودت بحياة عشرات الجنود الاميركيين. وقال جاسم محمد صاحب محل من أهالي الناحية ان الدوريات الاميركية تتجول في شوارع الناحية وتذيع عبر مكبرات الصوت مطالبة الاهالي بتسليم الارهابيين وتقديم المعلومات عنهم مهددة اياهم بأن الحصار سيطول اذا لم يقدموا معلومات عن القناصة. ما اثار مخاوف الناس الذين يشتكون من نقص في مخزونهم من المواد الغذائية اذا ما استمر الحصار اياماً اخرى.