استعرض وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي والمرجع الديني الاعلى السيد علي السيستاني خلال اجتماعهما في النجف العلاقات السياسية والدينية بين بلديهما بعدما التقى عدداً من المراجع الشيعية وزعيم الكتلة السنية عدنان الدليمي. وحال وصوله الى النجف، بعد زيارة الى كربلاء زار متقي مرقد الإمام علي والروضة الحيدرية ثم توجه لملاقاة السيستاني واجتمع اليه قرابة الساعة، واكد متقي، في مؤتمر صحافي عقده مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري بعيد اللقاء، ان اجتماعه بالسيستاني تضمن نقل تحيات رئيس الجمهورية الإيراني أحمدي نجاد وتقديره للجهود التي بذلها السيستاني من اجل الشعب العراقي وانجاح العملية السياسية. وزاد"كان هدف زيارتي، التي بدأت الجمعة، الى العراق تهنئة الحكومة والشعب العراقي للنجاح في تشكيل الحكومة الدائمة". وتابع:"نتمنى التوفيق للعراق ولشعبه للتغلب على المشكلات وعلى رأسها التوترات الامنية، نحن نشجب العمليات الارهابية التي تسبب عدم استقرار العراق"مؤكداً ان ما يحدث في العراق من عدم الاستقرار سينعكس على دول الجوار. واكد"في زيارتنا المقبلة سنوقعّ اتفاقات اقتصادية عبر اللجنة المشتركة العليا بين العراقوايران تصل الى سبعة مشاريع تتعلق بالنفط والكهرباء وبناء المستشفيات وغيرها من القطاعات الخدمية في كربلاء والنجف والبصرة والسليمانية واربيل". واشار الى رصد جمهورية ايران الاسلامية نحو بليون دولار لدعم العراق لافتاً الى انه تم البحث في بعض هذه المشاريع في زيارة رئيس جمهورية العراق جلال طالباني خلال زيارته الى ايران مع الشركات الايرانية. واضاف بانه تم التباحث مع الجانب العراقي لفتح قنصليات عراقية في محافظة مشهد وخرم شهر وكرمنشاه لتوسيع النشاط الاقتصادي. لجنة لضبط الحدود كما تحدث عن تشكيل لجنة مشتركة بين العراقوايران لضبط الحدود المشتركة وعدم فسح المجال امام"المخربين"الذين يستهدفون زعزعة امن البلدين واستقرارهما ومراقبة الحدود بشكل دقيق. ولتبديد المخاوف السنية من التدخلات الايرانية في العراق التقى متقي زعيم الكتلة السنية عدنان الدليمي الذي طالب في مؤتمر مشترك الحكومة العراقية والقوات الاميركية بالتدخل لوقف دوامة العنف في محافظة البصرة. وقال الدليمي باسمي وباسم العرب السنة وجبهة التوافق وباسم كل عراقي شريف اوجه ندائي الى جميع العراقيين ومرجعياتهم الدينية والسياسية ان يسعوا بكل ما أوتوا من عقل وحكمة وشجاعة الى اطفاء نار الفتنة والعمل على التعاون الوثيق والى تهدئة الامور في مدينة البصرة، وأضاف الدليمي أن"ما يجري في البصرة لابناء السنة من قتل ومداهمات وخطف أمر تقشعر له الابدان". وحض الدليمي الحكومة على اطلاق جميع المعتقلين. وكان متقي اجرى محادثات مع الرئيس جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي والدكتور محمود المشهداني رئيس البرلمان وهوشيار زيباري وزير الخارجية تناول خلالها سبل تنمية العلاقات الثنائية والقضايا الاقليمية والدولية. وأكد طالباني في بيان رئاسي امس حرصه على تعزيز العلاقات الثنائية بين العراقوايران وأهمية الدور الإيراني فى استتباب الأمن في العراق. وحسب البيان فإن اللقاء، الذي حضره نائبا رئيس الجمهورية الدكتور عادل عبدالمهدي والدكتور طارق الهاشمي، بالإضافة الى وزير الخارجية هوشيار زيباري"ناقش الأوضاع الراهنة والسبل الكفيلة لتعزيز العلاقات بين البلدين". وقال طالباني"لدينا رغبة حقيقة لإقامة أحسن العلاقات مع ايران". وأعرب الجانبان في بيان مشترك صدر السبت في بغداد وطهران عن"الارتياح للجهود المبذولة والاتفاقات القائمة في شأن تقديم التسهيلات القنصلية لرعايا البلدين وتسهيل توافد الزوار من كل منهما الى الآخر وعزمهما على سرعة ودقة تنفيذها، وأكدا ضرورة تطوير التعاون ومتابعة الاتفاقات القائمة بينهما من اجل خفض التكاليف وازالة المعوقات". لائحة اتهام ضد صدام كما أكد الجانبان أهمية زيادة عدد القنصليات العامة في البلدين بهدف تطوير العلاقات الثقافية والدينية والعرقية للشعبين، وشددا على ضرورة محاكمة رموز النظام العراقي السابق، مشيرا الى أن ايران"سلمت وزارة خارجية العراق لائحة اتهام ضد صدام واعوانه لتقدم الى محكمة الجزاء العليا لغرض النظر فيها لاحقاً". واكد الجانبان على ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية ووحدة التراب العراقي، ورحبا بالمشاركة الشاملة لجميع القوميات والطوائف والفصائل في العراق ودورها الفاعل في بلورة العملية السياسية. وأدان الجانبان كل الممارسات الارهابية في العراق بما فيها قتل الابرياء، وانتهاك حرمة المساجد والتفجيرات الوحشية لا سيما التي وقعت في مرقد الامامين العسكريين في سامراء وأعلنا عن رفضهما للمؤامرات الخفية والمحاولات التي يبذلها اعداء الاسلام بهدف اشعال فتيل الحروب الطائفية والقومية وربط ظاهرة الارهاب بالاسلام في العراق. وثمن الجانبان الدور الهام للعلماء والمرجعيات الدينية في الحفاظ على الهدوء والاستقرار. وشدد الجانبان على ضرورة تقديم الدعم الى العراق حكومة وشعبا من اجل استتباب الامن والاستقرار فيه، وأعربا عن استعدادهما للتعاون في هذا المجال ولا سيما تنفيذ وتفعيل القرارات التي تمخضت عن اجتماعات وزراء الخارجية والداخلية لبلدان الجوار العراقي والرامية الى المساعدة في اعادة اعمار وتنمية اقتصاده واستقرار أمنه، وأكدا في هذا الاطار ضرورة عقد الاجتماع التاسع لوزراء خارجية الدول المجاورة للعراق على أن تستضيفه ايران نهاية الشهر المقبل. ووصف لبيد عباوي وكيل وزير الخارجية العراقي زيارة متقي بأنها"إيجايبة جداً". وقال إن"واحداً من أهدافها الزيارة إعطاء صورة بأن إيران قريبة من العراق ولا يمكن تجاوزها عند بحث القضية العراقية". وعن الجوانب الأمنية في الاتفاقات قال إن"الجانب العراقي طرح موضوع ضبط عبور الإيرانيين غير المشروع إلى العراق وتهريب الأسلحة والمخدرات في حين طرح الجانب الإيراني مسألة تسلل عناصر منظمة مجاهدي خلق الإيرانية إلى إيران عبر الحدود العراقية".