قتلت قوات الاحتلال الاسرائيلي أمس اربعة فلسطينيين وجرحت آخر، وقتل خامس في انفجار داخل منزله في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، فيما يبحث قياديون فلسطينيون سبل الرد على التصعيد الاسرائيلي والخطة الامنية الهادفة الى توفير الأمن والقضاء على الانفلات الأمني في الاراضي الفلسطينية. وقالت مصادر محلية وحقوقية ل"الحياة"ان قوات الاحتلال قتلت ثلاثة مقاومين وجرحت آخر بالقرب من معبر"ناحال عوز"شرق مدينة غزة فجر امس، عندما اطلقت عليهم النار بدعوى محاولتهم زرع عبوات ناسفة بالقرب من الجدار الالكتروني الفاصل بين القطاع واراضي 48. وأضافت ان الشهداء الثلاثة والجريح ينتمون الى"كتائب القسام"الذراع العسكرية لحركة المقاومة الاسلامية حماس. وكانت السلطات الاسرائيلية ابلغت الجانب الفلسطيني ان قواتها قتلت ثلاثة اشخاص هم عبدالحليم الغيومي 27 عاما ومحمد السقا 41 عاما وسائد حلس 21 عاما وجرحت آخر هو محمد زيدية 20 عاما بالقرب من الحدود الشرقية لمدينة غزة. واشارت مصادر اسرائيلية الى ان جنوداً من وحدة"غفعاتي"الاسرائيلية اكتشفوا وجود المسلحين الاربعة بالقرب من الجدار الالكتروني، فاجتازوا الحدود وتوغلوا في المنطقة وفاجأوا المقاومين واطلقوا النار عليهم فقتلوا الثلاثة واصابوا الرابع. وبعد ساعات قليلة من الحادث، قتلت قوات الاحتلال ناشطاً آخر بالقرب من معبر"كيسوفيم"جنوب شرقي مدينة دير البلح وسط القطاع. وقالت مصادر محلية ان الشاب شادي ابو ظاهر قتل قبل الظهر عندما اطلقت عليه قوات الاحتلال قذيفة مدفعية في منطقة قرية من الحدود مع اراضي 48. ولم تصدر أي جهة بياناً حول ظروف استشهاده او انتمائه. وفي القاهرة دان نبيل ابو ردينة، الناطق باسم الرئيس الفلسطيني، قيام اسرائيل بقتل الفلسطينيين الاربعة واعتبر ذلك"جريمة مدانة ومرفوضة". وقال:"نحذر الحكومة الاسرائيلية ونطالب المجتمع الدولي بالضغط على الحكومة الاسرائيلية حتى لا تدمر مناخ التهدئة وفرص فتح افق سياسي حقيقي". "خطأ تقني" وقبل هذين الحادثين، وقع حادث ثالث ادى الى استشهاد مقاوم من لجان المقاومة الشعبية، عندما انفجرت عبوة ناسفة في منزله. ورجحت مصادر ان يكون الشهيد محمد حمدان 23 عاما قتل جراء وقوع خطأ تقني في عبوة ناسفة كان يعدها في منزله في بلدة بيت حانون شمال القطاع ليل الجمعة السبت. واصيب حمدان بشظايا في جميع انحاء جسمه نقل على اثرها الى احد المستشفيات، لكنه استشهد بعد ساعات متأثرا بجروحه. وقالت الوية الناصر صلاح الدين الذراع العسكرية للجان المقاومة الشعبية ان حمدان استشهد"اثناء تأديته واجبه الجهادي ضمن تدريبات بالذخيرة الحية والاستعدادات لصد أي عدوان اسرائيلي محتمل"، في اشارة الى التهديدات الاسرائيلية بتنفيذ عملية عسكرية محدودة في القطاع ردا على اطلاق الصواريخ الفلسطينية محلية الصنع على اهداف اسرائيلية محاذية للقطاع. الى ذلك، نددت الرئاسة الفلسطينية بالجرائم البشعة التي ترتكبها قوات الاحتلال الاسرائيلي في حق الفلسطينيين. وقال ناطق باسم الرئاسة الفلسطينية في تصريح صحافي امس ان"هذه الجرائم تؤكد ان حكومة الاحتلال ماضية في سياسة القتل والاغتيالات، وتضرب عرض الحائط التزام الجانب الفلسطيني التهدئة والدعوة الى تثبيتها وتوسيعها لتشمل الضفة الغربية". واتهم الناطق الحكومة الاسرائيلية بالسعي الى نسف جهود التهدئة. بدورها، دعت حركة"حماس"فصائل المقاومة الى الرد على التصعيد الاسرائيلي. وقال الناطق باسم حركة"حماس"اسماعيل رضوان ان هذا التصعيد لا بد ان يواجه"برد قاس"من الفصائل، مضيفا ان"كل الخيارات متاحة للجم هذا العدوان". واشار رضوان في تصريح صحافي الى ان هذا العدوان يثبت ان اسرائيل ماضية في سياسة الارهاب وعدم الحفاظ على التهدئة، مشددا على ان"لا قيمة لأي تهدئة لا تحفظ دماء ابناء الشعب الفلسطيني وارواحهم". ويرى مراقبون ان التصعيد الاسرائيلي يهدد الجهود التي يبذلها الوفد الامني المصري المقيم في غزة والحكومة الفلسطينية لتثبيت التهدئة. ومن المتوقع ان ترفض فصائل المقاومة التي ستعقد اجتماعات التزام التهدئة مع اسرائيل في القطاع، وستطالب الدولة العبرية التزامها اولاً على ان تشمل الضفة الغربية ايضاً.