ستحاول الولاياتالمتحدة مرة جديدة خلال محادثات حلف شمال الأطلسي في أوسلو اليوم، إقناع روسيا بالعدول عن رفضها مشروع الدرع الصاروخية في أوروبا الشرقية، في حين يبدي ديبلوماسيون شكوكاً في أن يلقى المسعى الأميركي تجاوباً قريباً. وتجتمع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف بعد ثلاثة أيام من فشل وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس خلال رحلة إلى موسكو في إقناع روسيا بأن الخطة لا تمثل تهديداً استراتيجياً لها. وقال ديبلوماسي من حلف الأطلسي:"الوقت ما زال مبكراً للغاية. الروس بحاجة إلى مزيد من الوقت لبحث العرض الأميركي". وأغضبت واشنطنموسكو وبعض حلفائها بخطتها الهادفة إلى نشر عشرة صواريخ اعتراضية في بولندا ونظام رادار في الجمهورية التشيخية اعتباراً من العام 2012، للمساعدة في حماية الولاياتالمتحدة من أي هجوم محتمل من دول مثل إيران وكوريا الشمالية. وقال لافروف إن موسكو لا تبدي اهتماماً في الانضمام إلى مشروع تشعر بأن كل شيء قد تقرر فعلاً في واشنطن. وقال ديبلوماسيون إن التقديم الأميركي لمشروع الدرع الصاروخية في مقر حلف شمال الأطلسي الخميس الماضي، لم يواجه اعتراضات من حلفائها مثل ألمانيا التي حضت واشنطن بقوة على إبلاغ الدول الأعضاء في الحلف وروسيا بشكل أفضل بخططها. ويجب أن تقرر الدول الأعضاء في الحلف الآن ما إذا كانت ترغب في تمويل أنظمة أصغر لسد الثغرات في المشروع الأميركي الذي لن يغطي تركيا واليونان ورومانيا وبلغاريا. وفي اجتماعهم المقرر اليوم وغداً، سيراجع وزراء الدول الأعضاء في الحلف أيضاً بعثات حفظ السلام في كوسوفو وأفغانستان، وسيلتقون وزير الخارجية الأوكراني آرسيني ياتسنيوك لإجراء محادثات من المرجح أن تركز على الصراع السياسي على السلطة في كييف. تشيخيا ويبدأ الرئيس التشيخي فاكلاف كلاوس اليوم زيارة إلى روسيا تستمر أربعة أيام، يبحث خلالها مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين ملف الدرع الصاروخية الأميركية. وقال كاريل سفوبودا رئيس المؤتمرات في جامعة تشارلز في براغ إن"قضية منظومة الدفاع المضادة للصواريخ تشكل راهناً المشكلة الرئيسية في العلاقات بين تشيخيا وروسيا، ولا أتوقع أن تحقق زيارة فاكلاف كلاوس خرقاً". وأضاف سفوبودا المتخصص في شؤون روسيا المعاصرة"المشكلة تكمن في أن لدى روسيا انطباعاً أن حلف شمال الأطلسي والولاياتالمتحدة يقتربان أكثر من حدودها". وبعدما كان مؤيداً للمشروع، دعا كلاوس في هذا المناخ إلى"نقاش عام جدي". وقال:"أعتقد بأن الجانب الأميركي يدرك أن مسألة الدرع جدية وتستدعي بالضرورة نقاشاً عاماً جدياً داخل أي مجتمع ديموقراطي". ويتوجه كلاوس إلى موسكو بعيد نشر نتائج استطلاع للرأي أجراه معهد"سي في في أم"الرسمي وأظهرت أن أكثر من ثلثي التشيخيين 68 في المئة يعارضون إقامة محطة الرادار على أراضيهم. كذلك، دعا 77 في المئة إلى إخضاع القضية لاستفتاء، بخلاف مشاريع حكومة رئيس الوزراء الليبرالي ميريك توبولانيك التي ينبغي أن يوافق عليها البرلمان. ونشرت نتائج استطلاع"سي في في أم"غداة زيارة لبراغ قام بها الجنرال هنري أوبرينغ رئيس وكالة الدفاع الأميركية المضادة للصواريخ الذي شدد على"التهديد المتصاعد الذي تشكله الصواريخ الإيرانية". وكان البيت الأبيض أعلن أن الرئيس جورج بوش سينطلق في جولة أوروبية في حزيران يونيو لمناقشة الدرع الصاروخية، تحمله إلى الجمهورية التشيخية وبولندا وإيطاليا وألبانيا وبلغاريا، على هامش قمة لمجموعة الثماني تجرى بين السادس والثامن من الشهر في ألمانيا.