أعرب وزير الدولة في وزارة الخارجية الألمانية غيرنوت إرلر أمس، عن قلقه من خطة الولاياتالمتحدة إقامة درع صاروخية في بولندا وتشيخيا، وتأثير ذلك سلباً في الجهود الدولية المبذولة لمنع انتشار السلاح النووي. وشدد على ان نشر تلك الدرع يتطلب موافقة اوروبية. وأضاف في حديث مع إذاعة"دويتشلاند فونك"الألمانية أن الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا قررت تحديث سلاحها النووي"ما يعني أن ثلاثاً من الدول النووية المهمة تمارس نهج زيادة التسلح". وبعدما لاحظ أن الاستثمارات الضخمة التي يتطلبها نظام دفاعي مثل الدرع الصاروخية هي عملياً استثمارات في مجال زيادة التسلح، رأى ان"هذا الأمر يصعّب على المرء استخدام الحجج مع دول غير مشاركة في إقامة الدرع لإقناعها بالتخلي عن نهج تطوير السلاح النووي". وفي حديث مع القناة التلفزيونية الأولى أي إر دي الألمانية نفى رئيس هيئة الدرع الصاروخية الجنرال الأميركي هنري أوبرينغ أن تكون خطة إنشاء الدرع في بولندا وتشيخيا ستؤدي إلى مواجهة مع روسيا. وقال إن النظام الصاروخي المضاد للصواريخ الذي من المقرر نشره في البلدين، معد للدفاع عن أوروبا في الدول التي"يمكن أن تهددها إيران"التي"تمارس حالياً تجارب مكثفة على الصواريخ الهجومية"، معتبراً في المقابل ان الصواريخ الأميركية المقترح نشرها في البلدين"دفاعية فقط ولا تحمل رؤوساً قتالية". وبعدما اشار إلى أن خطة جيشه تتضمن نشر عشر منصات صواريخ في بولندا ونظام رادار في تشيخيا، أعرب أوبرينغ عن قناعته بأن"المخاوف الروسية"ستزول كلما قدمنا معلومات أكثر. وذكر أنه تحدث شخصياً مع الحكومة الروسية وعرض الأمر مرتين على لجنة"الاطلسي - روسيا"للتأكيد ان الدرع لا تشكل تهديداً لموسكو. وأضاف أن اختيار بولندا وتشيخيا"كان بسبب التحديد المكاني إزاء إيران لا إزاء الصواريخ الروسية المنتشرة بكثافة". وتابع:"حتى لو حاولنا فلن يكون في استطاعتنا إصابة الصواريخ الروسية من بولندا". ونفى الجنرال أوبرينغ في الختام وجود نية لدى حكومته لتوسيع خطة الردع الصاروخي إلى ما أبعد من بولندا وتشيخيا. وشدد وزير الدولة الألماني إرلر على أن الرئاسة الألمانية للاتحاد الأوروبي تعمل على تأمين تعاون أمني أوروبي ودولي مستند إلى الاتفاقات والمفاوضات،"لكن المرء يجد نفسه حالياً في مواجهة مع تسلح استفزازي من جانب الدول النووية الكبرى الرسمية". القرار البريطاني وصوت البرلمان البريطاني مساء اول من امس، لمصلحة تحديث قوة الردع النووية البريطانية المستقلة المحمولة على غواصات والمعروفة باسم"ترايدنت". وبعد مناقشات مطولة شارك فيها 409 اعضاء في البرلمان، صوت بينهم 248 للخطة وعارضها 161. وقال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير قبل التصويت، إن تحديث النظام الصاروخي النووي من طراز"ترايدنت"أمر حيوي"لأمننا في عالم متقلب". ومع ذلك، أثار المنتقدون تساؤلات في شأن حاجة بريطانيا الى ان تستمر كقوة نووية عقب انتهاء الحرب الباردة فضلاً عن توقيت القرار. وكان مجلس الوزراء قرر تحديث صواريخ"ترايدنت"في كانون الاول ديسمبر الماضي.