أمطرت قذائف المورتر والمدفعية الثقيلة مقديشو، أمس، مع تواصل القتال الضاري الذي تجدد الأسبوع الماضي بين القوات الإثيوبية وميليشيات إسلامية وعشائرية. وشن مسلحون هجومين أحدهما انتحاري، بسيارتين مفخختين على الجيش الإثيوبي في المدينة، ما أدى إلى مقتل 4 مدنيين. وقدرت مصادر محلية عدد القتلى منذ تجدد المعارك بأكثر من 350 شخص. وانفجرت أمس سيارة قرب فندق"إمباسادور"في جنوب مقديشو لدى مرور شاحنتين إثيوبيتين، ما أدى الى مقتل أربعة مدنيين وجرح أحد جنود القوات الحكومية. ويقع فندق"إمباسادور"قرب حي الكيلومتر 4 الاستراتيجي الذي يقطنه عادة وزراء الحكومة الانتقالية وقادة الجيش ونواب البرلمان الموقت. وفجر انتحاري سيارة مفخخة أخرى قرب قاعدة عسكرية إثيوبية غرب مقديشو، لكن لم يتضح حجم الخسائر. وقال شاهد كان في موقع الانفجار:"رأيت الجنود الإثيوبيين يأمرون قائد السيارة بالتوقف، ثم انفجرت". وتصاعد عمود من الدخان الأسود الكثيف من موقع الانفجار فوق بلدة افغويي الزراعية الصغيرة التي لجأ إليها عشرات الآلاف من سكان مقديشو هرباً من القتال. وأشار الشاهد إلى أنه رأى جنوداً إثيوبيين يركضون من موقع الانفجار، ولكنه يعتقد بأن عدد الضحايا قليل، لأن معظم الجنود كانوا داخل بناية في القاعدة العسكرية. غير أن شهوداً آخرين تضاربت أقوالهم، إذ أشار بعضهم إلى سقوط ثلاثة جرحى مدنيين، فيما أكد آخرون جرح جنديين صوماليين. وقصفت دبابات إثيوبية صباحاً مواقع للميليشيات في شمال العاصمة وجنوبها، قبل أن يتبادل الطرفان قصفاً مدفعياً. وسُمع إطلاق نار حول قصر الرئاسة"فيلا صوماليا"، حيث نصب الجيش الإثيوبي بطاريات مدفعية. وبعدها، انتشرت وحدة أوغندية من قوة حفظ السلام الأفريقية التي لا تشارك في المعارك، في محيط القصر الرئاسي. وأكد شاهد أنه رأى في جنوبالمدينة"دبابات إثيوبية وشاحنات تتخذ مواقع لها في منطقة علي كامين"قرب معقل الميليشيات، كما سقطت قذائف في حي آخر شمال المدينة احتفظ به الإسلاميون منذ هزيمة"المحاكم الإسلامية"إثر هجوم للقوات الحكومية والجيش الإثيوبي نهاية العام الماضي. وكانت الحكومة الصومالية أكدت أن الهجوم سيتواصل إلى أن تتمكن من سحق الميليشيات التي تعرقل محاولتها إعادة الحكم المركزي إلى البلاد. وقال سكان إن أياً من الطرفين لا يحرز تقدماً على ما يبدو في معركة تتركز في مساحة تبلغ نحو كيلومتر مربع واحد، وهي معقل للإسلاميين دمر القصف بناياته. وفي جنيف رويترز قالت الأممالمتحدة أمس أن ما لا يقل عن 18 من المهاجرين الصوماليين والإثيوبيين توفوا على متن قوارب تهريب الأشخاص التي تعبر خليج عدن الى اليمن، ليرتفع بذلك عدد القتلى في العام الجاري وحتى الآن إلى أكثر من 200. وقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن ثمانية أشخاص غرقوا عندما ألقاهم المهربون في الماء بينما قُتل 10 آخرون اختناقا أو نتيجة العطش فوق قاربين مزدحمين يحملان 80 اثيوبياً و70 صومالياً يوم 20 نيسان ابريل الجاري.