أسقط مسلحون صوماشليون مروحية تابعة للجيش الإثيوبي في مقديشو، أمس، في اليوم الثاني من المعارك الضارية بين الميليشيات الإسلامية والعشائر من جهة والقوات الصومالية والإثيوبية من جهة اخرى. ووصف "الصليب الأحمر" الدولي القتال بأنه "الأسوأ منذ 15 عاماً". إذ قتل ما لا يقل عن 30 شخصاً، معظمهم مدنيون، فيما سقطت القذائف على العاصمة ودمرت نيران الدبابات المنازل ورد مئات المسلحين بإطلاق وابل من قذائف المورتر والصواريخ. وقالت اثيوبيا في بيان اذيع عبر التلفزيون الوطني ان قواتها "قتلت 200 من فلول مسلحي اتحاد المحاكم الاسلامية واصابت كثيرين اخرين". وصعّدت القوات الإثيوبية حملتها لطرد الميليشيات من العاصمة الصومالية أول من أمس حين استخدمت الطائرات في هجومها للمرة الأولى، في ظل مقاومة عنيفة. واختبأ السكان المذعورون في منازلهم أمس. وشاهد صحافيون مروحيتين إثيوبيتين تطلقان النار على معقل للمسلحين، قبل أن تصاب إحداهما بصاروخ وتسقط على أحد مدارج مطار مقديشو. وتصاعد دخان أسود في الهواء، قبل أن تدوي أصوات انفجارات متتالية من مكان سقوط المروحية. وأكد الناطق باسم قوة السلام الأفريقية بادي أنكوندا أن طياري المروحية قُتلا في الحادثة. وقال:"لم نتمكن من القيام بأي شيء. رأيناها تسقط والنيران تشتعل فيها، فتوجهنا إلى المكان وتمكن رجالنا من انتشال جثتين". وأكد أن"القوات الافريقية لم تشارك في المعارك، لأن مهمتنا لا تسمح بذلك". وبلغت حصيلة القتلى أكثر من 50 شخصاً منذ الخميس، فيما وصل عدد الجرحى إلى نحو 230. ويُتوقع أن يرتفع عدد الضحايا. وقال شاهد:"هناك كثير من الجرحى، لكن لا توجد وسيلة لنقلهم إلى المستشفيات بسبب القتال في الطرق". وشهد محيط استاد مقديشو لكرة القدم أسوأ المعارك، حيث حفر الجنود الاثيوبيون والمسلحون خنادق تفصل بينها أمتار قليلة. وفي غضون ذلك، قالت"اللجنة الدولية للصليب الأحمر"أمس إن سكان مقديشو عالقين في"أسوأ قتال منذ أكثر من 15 عاماً"، أي منذ سقوط نظام الرئيس محمد سياد بري العام 1991. وأكدت الأممالمتحدة إن 12 ألف شخص غادروا العاصمة الصومالية الأسبوع الماضي.