في وقت تجددت المعارك بعنف في العاصمة الصومالية بين المتمردين الإسلاميين وقوات الحكومة الموقتة المدعومة بجنود إثيوبيين، اتهم الرئيس الصومالي عبدالله يوسف، أمس، المتمردين في مقديشو برفض السلام وإجبار حكومته التي تدعمها أديس ابابا على معاودة القتال. وقال يوسف في مؤتمر صحافي في أديس أبابا:"اعتقدنا، عن سذاجة أو لا، أننا قادرون على اقناعهم بعدم استئناف الحرب ضدنا، حاولنا أن ندعهم يدركون ذلك". وأضاف:"لكن المؤسف أن هذا الأمر لم يحصل وقد بدأوا موجة عنف جديدة اضطررنا إلى مواجهتها، و تالياً مواجهتهم مجدداً". وتابع:"تبيّن أن فلول المحاكم الإسلامية السابقة تجمعوا في مقديشو وهم مسؤولون عن تصعيد الأعمال الحربية فيها". وأكد"اننا إذا لم نفعل شيئاً فلن تكون مقديشو آمنة للسكان ولا للحكومة، لذا نخوض القتال". وتجددت المعارك العنيفة أمس في مقديشو بين الجيش الاثيوبي والمتمردين، وسُجّل مقتل أكثر من ثلاثين مدنياً واصابة 200 آخرين بجروح خلال يومين. وقال الناطق باسم زعماء قبيلة"الهوية"النافذة في مقديشو، حسين عدن قرغاب، إن"المعارك مستمرة والخسائر الى ارتفاع يوماً بعد يوم. قُتل أكثر من ثلاثين شخصاً خلال يومين وهناك نحو 200 جريح". وأضاف:"تقصف القوات الإثيوبية مواقع مدنية، وهي أمكنة ليس فيها متمردون. وقصفت هذا الصباح أمس مواقع على بعد 15 كلم"من المدينة، مضيفاً انها"تستهدف الضواحي التي لجأ اليها الناس خلال الأيام الاخيرة ما سيدفع هؤلاء الناس الى الفرار من جديد". وأفاد سكان في العاصمة الصومالية أن قافلة تضم نحو اربعين آلية للجيش الاثيوبي وصلت الجمعة الى مقديشو. وقال أمين حسان ادو الذي يقيم في بلدة افغوي التي تبعد 30 كلم من العاصمة:"شاهدت وأحصيت نحو أربعين آلية اثيوبية هذا الصباح آتية من بيداوة ومتجهة الى مقديشو". ولاحقاً، اوضح محمد حسن معلم الذي يقطن في مقديشو قرب مستشفى بنادير، ان"الطريق مقطوعة وليس هناك شاحنة مدنية واحدة، ثمة فقط آليات عسكرية اثيوبية تدخل مقديشو". وأضاف:"شاهدت وحدات تدخل، كان هناك نحو 40 شاحنة". وكان فهد غوتال الذي يقطن في شمال مقديشو أفاد"فرانس برس"أن"المعارك تجددت ويمكننا سماع اصوات البنادق الرشاشة"، لافتاً إلى أن"الاثيوبيين يطلقون قذائف هاون والقذائف المدفعية تسقط في كل مكان". وقال مراسل ل"فرانس برس"ان القوات الاثيوبية المتمركزة قرب القصر الرئاسي جنوب العاصمة اطلقت قذائف هاون على مواقع المتمردين في شمال مقديشو، فرد هؤلاء بالمثل. كذلك، انفجرت الخميس سيارة داخل معسكر للجيش الاثيوبي في الضاحية الجنوبية لمقديشو. وأعلنت جماعة إسلامية غير معروفة على نطاق واسع تطلق على نفسها اسم"حركة الشباب المجاهدين"أمس مسؤوليتها عن التفجير. وقالت في بيان على شبكة الانترنت انها استخدمت مواد كيماوية في الهجوم. ولم يتسن التأكد من صحة البيان الذي تحدث عن"عملية استشهادية". وقالت الجماعة ان عبدالعزيز داود عبدالقادر، وهو واحد من أبرز اعضائها، نفذ الهجوم ضد معسكر"أسلوبتا"على بوابة العاصمة مقديشو من الناحية الغربية على الطريق الموصل الى أفغوي. وقالت الأممالمتحدة أمس أن أكثر من 321 ألف صومالي فروا من القتال في مقديشو منذ شباط فبراير الماضي. وتزيد هذه الأرقام بأكثر من 100 ألف عن التقديرات السابقة من الأممالمتحدة. وفي صنعاء، دعا الشيخ شريف شيخ أحمد الزعيم السابق في حركة"المحاكم الإسلامية"، السلطات اليمنية إلى عدم ترحيل إثيوبيين وصلوا الى اليمن لطلب اللجوء زاعمين أنهم جنود لا يريدون إرسالهم للقتال في الصومال. ونفت الحكومة اليمنية تقارير أوردتها صحف محلية عن لجوء عشرات الجنود الاثيوبيين الذين وصلوا الى الشواطئ اليمنية مع لاجئين صوماليين.