اعتبر الرئيس محمود عباس امس "ان استمرار الحصار على الشعب الفلسطيني عقاب مقصود"، وذلك عقب لقائه المستشارة الالمانية انغيلا ميركل في رام الله في الضفة الغربية. وقال عباس رداً على سؤال: "الحصار يجب ان يتوقف عن الشعب الفلسطيني، فلا يوجد اي مبرر لإبقائه على الاطلاق". واضاف:"بعد تشكيل حكومة الوحدة الفلسطينية التي قدمت من وجهة نظرنا اجندة سياسية مقبولة، مفروض ان ينتهي الحصار، وإلا فمعنى ذلك انه عقاب مقصود للشعب الفلسطيني". وتابع:"تحدثنا مع ميركل بشكل جذري لوقف الحصار عن الشعب الفلسطيني، وهي تبذل جهدا جديا بهذا الموضوع". وقال مساعدون لميركل انها لن تجتمع خلال زيارتها مع أي من الوزراء في حكومة الوحدة الفلسطينية التي تضم حركتي"فتح"و"حماس". وتقوم المستشارة الالمانية بجولة شرق اوسطية لدعم الجهود الديبلوماسية الاخيرة الرامية الى ايجاد حل للنزاع الفلسطيني - الاسرائيلي. وكانت ميركل وصلت الى رام الله بعد غداء عمل في القدسالمحتلة مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الذي كان مقررا ان تلتقيه مساء امس. كما اجتمعت مع وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني صباح امس قبل القيام بجولة في متحف"ياد فاشيم"لضحايا المحرقة حيث دونت بالالمانية في سجل الشرف الخاص عبارة ان"البشرية تحقق تقدما من خلال تحمل مسؤولية اخطاء الماضي". وقال أولمرت عقب اللقاء:"اسرائيل على مفترق طرق خطير من القرارات المهمة... نحن أمام مواجهة تهديدات بالغة من ناحية، وفرص لاحراز تقدم على المسار الديبلوماسي مع الدول العربية من ناحية أخرى". ودعت ميركل في خطاب القته في الجامعة العبرية التي منحتها شهادة دكتوراه فخرية، الى اغتنام"الفرصة الحقيقية لتحقيق اختراق"في عملية السلام في الشرق الاوسط. واضافت ان"العالم العربي مستعد للبحث في النزاع وسبل حله. ثمة فرصة حقيقية لإحداث اختراق، وعلينا ان نغتنمها... اننا في فترة نشعر فيها بأن الامور تتحرك. هناك نافذة مفتوحة. لقد حاولت اجيال من رجال السياسة صنع السلام في الشرق الاوسط، لكنها فشلت، الا انه ينبغي عدم التوقف عن بذل الجهود". واعربت عن تأييدها قرارات قمة الرياض التي"كانت خطوة ثانية الى امام بعد اتفاق مكة الذي ابرم بفضل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله لتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية بين فتح وحماس". وكانت الدول العربية قررت خلال قمة الرياض في 28 اذار مارس تفعيل مبادرة السلام مع اسرائيل التي كانت صادقت عليها عام 2002 وتنص على تطبيع علاقاتها مع الدولة العبرية في مقابل انسحابها الى ما وراء حدود 1967. ورأت اسرائيل في المبادرة"عناصر ايجابية"، لكنها رفضت صيغتها الحالية بسبب مسألة عودة اللاجئين. وتوجهت ميركل الى الفلسطينيين بالقول:"ما زلنا ننتظر مبادرة حسن نية جدية، اي الافراج عن الجندي الاسرائيلي غلعاد شاليت"الذي اسرته ثلاثة فصائل فلسطينية في 25 حزيران يونيو عند حدود قطاع غزة. كما دعت الحكومة الفلسطينية الى الموافقة على شروط اللجنة الرباعية الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة وروسيا، وهي الاعتراف باسرائيل والاتفاقات المبرمة معها والتخلي عن العنف. وجددت المستشارة الالمانية مطالبتها ايران بالافراج عن الجنود البريطانيين المعتقلين لديها، واعربت عن دعمها لبريطانيا التي قالت انها"تحظى بدعمنا الكامل، ونحن الى جانبها للمطالبة بالافراج عن الجنود"المعتقلين في الخليج. وفي انفصال عن السياسة الاسرائيلية، وافق وزراء خارجية الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي خلال اجتماعاتهم في بريمن في المانيا اول من أمس على التعامل مع الاعضاء غير المنتمين ل"حماس"في الحكومة الفلسطينية. وانتقدت اسرائيل ضمنا هذا القرار، وقالت الناطقة باسم رئاسة الوزراء ميري ايسين امس ان هذه المسألة ستدرج على جدول اعمال ميركل. واعتبرت ان"اسرائيل ما زالت تقول بوضوح ان الحكومة الفلسطينية الجديدة يرأسها اسماعيل هنية الذي يدعم صراحة الارهاب ويموله". واضافت:"ينبغي عدم الاعتراف بجميع اعضاء هذه الحكومة"في حين تستعد باريس الاثنين لاستقبال الزيارة الاولى لوزير الخارجية الفلسطيني زياد ابو عمرو. واكد عباس ان البرنامج السياسي لحكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية يلبي شروط الاسرة الدولية، آملا في ان تتجاوب اسرائيل مع مبادرة السلام العربية. وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع ميركل:"شرحنا للمستشارة أن البرنامج السياسي للحكومة وخطواتها الأولى تعكس تجاوبها مع متطلبات المجتمع الدولي لإنهاء الحصار المفروض علينا". واكد"التزام السلطة الوطنية نبذ العنف والتزام الاتفاقات الموقعة مع منظمة التحرير الفلسطينية وتحقيق تهدئة متبادلة ومتزامنة"مع اسرائيل. واضاف ان السلطة"تبذل جهودا مع جميع الاطراف لإطلاق الجندي غلعاد شاليت وفي المقابل اطلاق الأسرى الفلسطينيين"المعتقلين في اسرائيل. وقال انه بحث مع ميركل في"افضل السبل الملائمة لإطلاق عملية سياسية ذات مغزى، خصوصا بعد النتائج الايجابية التي خرجت بها قمة الرياض"، واعرب عن امله بأن"تقوم الحكومة الاسرائيلية بخطوات بناءة وبالتجاوب مع رسالة السلام العربية المعروضة"، مشيرا الى انه لن يتم تعديل مبادرة السلام العربية طبقا لطلبات الدولة العبرية. من جهتها، كررت ميركل موقف اللجنة الرباعية الداعي الى الاعتراف صراحة بحق اسرائيل في الوجود من اجل استئناف التعاون بشكل تام مع الحكومة الفلسطينية الجديدة".