تبدأ المستشارة الالمانية انغيلا ميركل اليوم جولة في الشرق الاوسط تستمر حتى الاثنين بهدف دعم مؤشرات السلام القادمة من اتجاهات عدة، وعلى امل استثمار اتصالات بلادها الجيدة مع عدد من ابرز الاطراف الاقليميين. في غضون ذلك، يستقبل رئيس الوزراء الفرنسي دومينيك دو فيلبان الثلثاء المقبل في باريس وزير الخارجية الفلسطيني زياد ابو عمرو الذي سيلتقي ايضا نظيره فيليب دوست بلازي الاثنين. وتلتقي ميركل التي ترأس بلادها حاليا الاتحاد الاوروبي، العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني، ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ثلاث مرات، والرئيس محمود عباس. وستجدد الاثنين دعمها لرئيس الحكومة اللبناني فؤاد السنيورة، كما ستزور الجنود في البحرية الالمانية العاملين في اطار قوات الطوارئ الدولية الموقتة في جنوبلبنان، على متن سفينة متوقفة في مرفأ بيروت. وقال الناطق باسم الحكومة الالمانية اولريخ فيلهلم في مؤتمر صحافي:"سنواصل العمل استنادا الى مبدأ ان ليس في امكاننا ان نحل محل الاطراف في المنطقة، الا اننا سنستخدم كل امكاناتنا من اجل مرافقتهم ودعم تحركاتهم". ومن المؤشرات الايجابية، عدد الرحلات التي قامت بها وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الى المنطقة والتي انتهت بموافقة اولمرت وعباس على اللقاء بانتظام، والى الجهود التي تقوم بها اللجنة الرباعية العربية مصر والسعودية والاردن والامارات العربية المتحدة. واكدت برلين انها ترى"سلسلة عناصر ايجابية"في قمة الرياض التي اقرت تفعيل مبادرة السلام العربية التي اطلقت عام 2002. واشار فيلهلم الى ان ميركل ووزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير درسا معا الاحتمالات التي بدأت تلوح في المنطقة، في اشارة الى وجود توافق بين الاثنين على طريقة ادارة الديبلوماسية الالمانية الناشطة جدا في الشرق الاوسط. وقال مصدر حكومي الماني ان هذه المرحلة تتسم"بالحركة في ظل وضع معقد جدا مع وجود فرص ومخاطر"، مشيرا الى ان حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية"لم تتجاوب تماما مع شروط"اللجنة الرباعية الدولية، ما يعيق التعاون معها. وتشترط الرباعية على الحكومة الفلسطينية نبذ العنف والاعتراف بإسرائيل وبالاتفاقات السابقة الموقعة معها لرفع الحصار. وقال المصدر الحكومي ان"الرئيس عباس يبقى المحاور"بالنسبة الى المانيا و"سنحكم بناء على الافعال"على الحكومة. كما ذكر بتعهد عباس في شباط فبراير في برلين ممارسة الضغوط من اجل الافراج عن الجندي الاسرائيلي غلعاد شاليت المحتجز لدى ثلاثة فصائل فلسطينية منذ حزيران يونيو الماضي. كما تنوي ميركل"تشجيع اولمرت على مواصلة الحوار مع عباس"، خصوصا عبر حضه على الموافقة على"تدابير ملموسة"تهدف الى تسهيل حياة الفلسطينيين. وفي ما يتعلق بمبادرة السلام العربية، تتوقف برلين عند"ردود الفعل المتنوعة"في اسرائيل، مشيرة الى ان مسألة عودة اللاجئين الفلسطينيين تبقى"الملف الحرج". كما ستتطرق المستشارة الالمانية خلال جولتها الى الملف النووي الايراني. ومن الخطوات الرمزية التي ستقوم بها خلال جولتها، زيارة الى"ياد فاشيم"، النصب المقام في اسرائيل في ذكرى اليهود الذين قضوا في المحرقة على ايدي النازيين، وزيارة في بيروت الى ضريح رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري الذي اغتيل عام 2005. الى ذلك، اعلن مساعد الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية دوني سيمونو ان زيارة وزير الخارجية الفلسطيني لباريس"ستكون فرصة لبحث الاوضاع غداة القمة العربية واجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي غير الرسمي". واضاف ان الزيارة ستتيح ايضا البحث في"طريقة استئناف مساعدتنا المالية المباشرة"الى الحكومة الفلسطينية. وقال:"نحن مستعدون لاستئناف المساعدة المالية المباشرة"، مضيفاً:"هذا يعني انه يجب النظر في اتخاذ بعض الاجراءات مع وزير المال الفلسطيني"سلام فياض. وشدد على ان مسألة استئناف المساعدة للحكومة الفلسطينية يجب ان تتم دراستها"بالتنسيق مع شركائنا"الاوروبيين. وذكر بأن وزراء خارجية الدول الاوروبية كانوا يعقدون اجتماعا غير رسمي الجمعة والسبت في بريمن المانيا. وستكون المرة الاولى التي يستقبل فيها وزير خارجية اوروبي نظيره الفلسطيني في عاصمة اوروبية منذ الازمة الناجمة عن تولي حركة"حماس"السلطة في اذار مارس عام 2006. ومنذ اعلان تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية، بادر دوست بلازي بدعوة"أبو عمرو"، وهو مستقل لا ينتمي الى"حماس"، الى باريس.