انعقد امس الاجتماع الثلاثي بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت ووزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في احد فنادق القدس، من دون تحقيق نتائج مهمة، لكن مع اتفاق على عقد لقاء بعد اسابيع بين عباس واولمرت تحضره رايس ايضاً. ورأت أوساط سياسية إسرائيلية ان البيان الذي أدلت به الوزيرة الاميركية في ختام"القمة الثلاثية"يعكس التوقعات الإسرائيلية المسبقة لقمة"رمادية"لن تحقق شيئاً جوهرياً في اتجاه كسر الجمود في العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين. وقالت رايس بعد محادثات استمرت أكثر من ساعتين مع أولمرت وعباس:"أكدنا نحن الثلاثة التزامنا بحل يقوم على قيام دولتين، واتفقنا على انه لا يمكن ان تولد دولة فلسطينية من العنف والارهاب". راجع ص 4 و5 وفي الرياض، أعرب مجلس الوزراء السعودي خلال جلسته الأسبوعية أمس برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عن أمله بأن تكون حكومة وطنية تنطق باسم الشعب الفلسطيني بجميع فئاته عند تشكيلها محل دعم من المجتمع الدولي، خصوصاً الدول الفاعلة في المنطقة والمؤثرة في القضية الفلسطينية. كما تطلّع المجلس لأن يضع المجتمع الدولي إسرائيل أمام مسؤولياتها تجاه تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، والتجاوب الإيجابي مع مبادرة السلام العربية. وأكد المجلس أنه تابع باهتمام التطورات التي جدّت على الساحة الفلسطينية منذ اتفاق مكةالمكرمة. وفي الجانب الفلسطيني، قال مسؤول رفيع المستوى شارك في القمة الثلاثية، ان رئيس الوزراء الاسرائيلي أبلغ رايس وعباس صراحة انه لا يستطيع الانخراط في مفاوضات الوضع النهائي في هذه المرحلة بسبب وضعه الداخلي"الحساس"، وان اولمرت كرر مطالب مثل ضرورة اطلاق سراح الجندي غلعاد شاليت ووقف اطلاق الصواريخ من غزة، ومحاربة"الارهاب". واضاف المسؤول ان الرئيس عباس طالب من جانبه بالشروع في مفاوضات نهائية ذات مغزى، والافراج عن الاموال الفلسطينية المحتجزة لدى اسرائيل، وفتح المعابر التي تصل قطاع غزة بالعالم الخارجي. اما في الجانب الاسرائيلي، فأكد اولمرت لاعضاء كتلة حزبه"كديما"البرلمانية بعد القمة انه كرر على مسامع عباس ورايس رفضه التعاطي مع حكومة الوحدة الفلسطينية المقرر تشكيلها ما لم تقبل صراحة بالشروط الثلاثة للاعتراف باسرائيل، وهي شروط اللجنة الرباعية الدولية، ووقف إطلاق قذائف"القسام"وتنفيذ مختلف الالتزامات بما في ذلك الإفراج فوراً عن شاليت. وكانت رايس قدمت، في محاولة لانقاذ القمة، مجموعة اقتراحات لتفاهمات عامة وافق عليها الطرفان تمثلت في: الالتزام بمبدأ الحل القائم على اساس الدولتين وفق رؤية الرئيس بوش، والعمل على تحويل هذه الرؤية الى مسار سياسي، واحترام الهدنة والعمل على توسيعها لتشمل الضفة، والعمل على تنفيذ خريطة الطريق، وضرورة التزام الحكومة الفلسطينية بشروط اللجنة الرباعية. وذكرت ان اولمرت بحث مع عباس موقف الرباعية بشأن ضرورة تعهد الحكومة الفلسطينية بعدم اللجوء الى العنف والاعتراف باسرائيل، وقالت ان عباس واولمرت بحثا"القضايا الضرورية للاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية". واعلنت رايس ان الزعيمين"اعادا تأكيد قبولهما لاتفاقات والتزامات سابقة"بما في ذلك خطة خريطة الطريق، واوضحت انهما سيجتمعان عما قريب، وانهما طلبا مساعدة الولاياتالمتحدة للتقدم في المفاوضات. وقالت:"كررا رغبتهما في مشاركة وقيادة اميركية بغية تسهيل الجهود الرامية الى تجاوز العقبات وحشد دعم اقليمي ودولي والتقدم نحو السلام. في هذا السياق اتوقع العودة قريبا الى المنطقة". واُتفق على ان تجتمع لجنة مشتركة فلسطينية - اسرائيلية في غضون عشرة ايام للتحضير للقاء بين عباس واولمرت.