قتل ما لا يقل عن 170 شخصاً واصيب المئات بجروح في يوم من التفجيرات الدامية التي استهدفت تجمعات للمدنيين في بغداد، على رغم الاجراءات المتخذة ضمن خطة "فرض القانون" لاعادة الامن والاستقرار، فيما ندد مواطنون بالخطة الأمنية ووجهوا كلاماً مسيئاً الى رئيس الوزراء نوري المالكي. واعلنت مصادر امنية عراقية هذه الحصيلة الناجمة عن خمس هجمات، بينها اربع بواسطة سيارات مفخخة استهدفت اماكن مزدحمة في مناطق معينة. وفي تفجير هو الثاني من نوعه في المنطقة ذاتها خلال اقل من ثلاثة اشهر، قتل اكثر من 118 شخصاً واصيب 137 اخرون بجروح بانفجار سيارة مفخخة متوقفة في شارع الكفاح حيث تقع سوق الصدرية في وسط بغداد. وقال مصور"فرانس برس"ان"الانفجار أحدث وسط شارع الكفاح حفرة بعمق مترين ودائرة قطرها متران ونصف المتر، واختفى كل اثر للسيارة المنفجرة". وأضاف ان"غالبية الاصابات كانت داخل محطة يستقل منها الركاب حافلات نقل صغيرة باتجاه مدينة الصدر فقد احترقوا داخل السيارات والحافلات". وأكد انه شاهد"جثثاً متفحمة متكومة تحت الحافلات والسيارات التي انقلبت بفعل قوة"الانفجار الذي ترددت اصداؤه في وسط بغداد بشكل عنيف، فيما غطت الاشلاء أنحاء المكان. ووصف شاهد مشاهد الفوضى بعد الانفجار قائلا:"رأيت عشرات الجثث. احترق بعض الناس أحياء داخل حافلات صغيرة. لم يتمكن أحد من الوصول اليهم عقب الانفجار". وعمت الفوضى في موقع الانفجار وسط صرخات الاستغاثة في حين كان آخرون يولولون لفقدان قريب لهم. واشار المصور الى وصول اكثر من ثماني سيارات اطفاء تحاول اخماد النيران التي اندلعت في السيارات وحافلات نقل الركاب في حين تولت اكثر من 20 سيارة اسعاف نقل الجرحى فقط بينما تولت شاحنات صغيرة من الشرطة والسكان نقل القتلى. وقال ان نقل الجثث المتفحمة من موقع التفجير تم بواسطة عربات نقل مخصصة للبضائع التجارية وذلك قبل رفعها الى الشاحنات. كما جلب سكان الحي شاحناتهم الصغيرة لنقل الجثث المتفحمة في المكان الذي يكتظ بالباعة المتجولين وقدموا المساعدة لرجال الاطفاء في اخراج الجثث من السيارات. وقال المصور ان"الناس في المكان كانوا يتحركون وهم يتساءلون"اين خطة رئيس الوزراء نوري المالكي؟ فليأت ليرى ما يحدث هنا". ووجهوا كلاما مسيئا له وللخطة الامنية. واضاف ان"رتلا للجيش العراقي وصل الى المكان فهاجمه المارة بالشتائم فسرعان ما انسحب فتبعه رتل اميركي رشقوه بالحجارة فانسحب من الموقع هو بدوره". ودمرت واجهات المباني المحيطة بمكان الانفجار كما لحقت اضرار كبيرة بالمنازل المجاورة. وكانت انفجرت شاحنة مفخخة بأكثر من طن من المتفجرات في اول سوق الصدرية، وغالبية سكانه من الاكراد الفيليين شيعة، في الثالث من شباط فبراير الماضي مودية بحياة ما لا يقل عن 130 شخصا واصابة اكثر من 300 آخرين. وفي حادث مماثل في مدينة الصدر شرق بغداد قتل أكثر من 28 عراقياً وأصيب حوالي 44 بجروح بانفجار سيارة مفخخة. وأوضح مصدر أمني ان"سيارة مفخخة انفجرت قرب نقطة تفتيش للجيش العراقي في مكان غير بعيد عن ساحة مظفر في مدينة الصدر ما ادى الى مقتل 28 شخصا على الاقل واصابة حوالي 44 آخرين بجروح". وقد تعرضت هذه الساحة الى تفجيرات مماثلة في السابق اوقعت اعدادا كبيرة من الاصابات. وكانت سيارة ثالثة مفخخة انفجرت أيضاً في منطقة كرادة قرب مستشفى عبدالمجيد أسفرت عن مقتل 11 شخصا واصابة 13 بجروح معظمهم من النساء والأطفال. وفي هجوم رابع فجر انتحاري نفسه بسيارة مفخخة بدورية للشرطة العراقية في منطقة عوريج غرب بغداد فقتل اربعة من عناصر الشرطة وأصيب ستة اشخاص. الى ذلك، اكد مصدر امني"مقتل ثلاثة اشخاص واصابة خمسة آخرين بجروح جراء انفجار عبوة ناسفة زرعت داخل سيارة في شارع الجمهورية"وسط العاصمة. من جهة اخرى، اعلن الملازم احمد عبدالله من شرطة بعقوبة 60 كلم شمال شرقي بغداد، كبرى مدن محافظة ديالى، العثور على 18 جثة بينها 15 مجهولة الهوية. وفي كركوك 255 كم شمال بغداد، اعلن النقيب فرهاد عبدالله العثور على اربع جثث في موقعين منفصلين جنوبالمدينة وغربها. الى ذلك، اعلن الجيش الاميركي في بيان ان قوة من جنوده تساندها المروحيات شنت الاربعاء حملة دهم استهدفت مباني في منطقة الكرمة شمال شرقي الفلوجة ما اسفر عن مقتل خمسة مسلحين واعتقال 30 آخرين، وعثر على متفجرات. واكد البيان ان"قوات التحالف اشتبكت مع مسلحين خلال العملية وتبادل الطرفان اطلاق النار ما اسفر عن مقتل خمسة مسلحين وجرح اربعة آخرين"مشيرا الى"اعتقال 26 ارهابياً".