في فلسطين، للارض يوم، وللثورة يوم، ولنكبة العام 48 يوم، ولنكسة العام 67 يوم ، وللشهيد يوم وللأسير يوم... وامس، السابع عشر من نيسان أبريل، كان يوم الاسير الذي احياه الفلسطينيون بالمسيرات والمهرجانات والمؤتمرات والانشطة الثقافية والفكرية. وغالبا ما يشهد هذا اليوم زخما احتفاليا نظرا للعدد الكبير من المواطنين الذين ذاقوا تجربة الاسر والاعتقال، والذين يشكلون حوالي نصف المجتمع 42 في المئة من الذكور البالغين لكن في هذا العام كان الزخم اكبر بسبب أمل اهالي الاسرى بإطلاق سراح عدد كبير من ابنائهم في صفقة التبادل الجاري التفاوض بشأنها مع اسرائيل. وتطالب ثلاث مجموعات عسكرية تحتجز الجندي الاسرائيلي غلعاد شاليت منذ حوالي عام باطلاق سراح 1500 اسير مقابل الافراج عن شاليت بينهم عدد كبير من الاسرى الذين يمضون احكاما بالسجن مدى الحياة. وفي مقدم هؤلاء مروان البرغوثي المرشح لقيادة حركة"فتح"في حال خروجه من الاسر. ومنهم احمد سعدات الامين العام ل"الجبهة الشعبية"الموقوف بتهمة اصدار اوامر باغتيال وزير السياحة الاسرائيلي السابق رحبعام زئيفي. ومنهم عدد من كبار قادة"كتائب عز الدين القسام"مثل ابراهيم حامد وحسن سلامة. وتشكل صفقة تبادل الاسرى الامل الوحيد لمئات الاسرى المحكومين بالسجن مدى الحياة لرؤية النور. وقال وليد ابو محسن الذي شارك في مظاهرة في وسط رام الله وهو يحمل صورة شقيقه جمال المحكوم بالسجن المؤبد:"اذا مرت هذه الصفقة من دون اطلاق سراح جمال وزملائه فإنهم لن يروا النور ثانية". واضاف:"اخي معتقل منذ ما قبل اتفاق اوسلو بتهمة قتل اسرائيلي، ومحكوم عليه بالسجن المؤبد، واسرائيل لن تطلق سراحه الا في صفقة من هذا النوع، وهذا هو املنا الوحيد برؤيته". وامتدت فعاليات يوم الاسير لتشمل مختلف المناطق والفئات والطبقات، من الاحياء الفقيرة في مخيمات اللاجئين وحتى المؤسسات العليا للسلطة السياسية. وبدأت هذه الفعاليات بجلسة خاصة عقدها المجلس التشريعي الذي يقبع 41 من اعضائه خلف قضبان الأسر، بينهم رئيس المجلس الدكتور عزيز الدويك وامين السر الدكتور محمود الرمحي. وكان المجلس التشريعي توقف عن عقد جلساته اخيرا بسبب حجم الغياب بين اعضائه، بين معتقل ومسافر، لكن نائب رئيس المجلس الدكتور حسن خريشة يقول ان جلسة امس عقدت بصرف النظر عن النصاب القانوني. وعقدت نساء عدد من ابرز نواب المجلس التشريعي المعتقلين مؤتمرا صحافيا تحدثن فيه عن ظروف اعتقال ازواجهن. وقالت زوجة الدكتور عزيز الدويك ان اعتقال زوجها، رئيس المجلس التشريعي، امر غير مألوف في العالم متسائلة عن سبب عدم ظهور ضغط دولي على اسرائيل لإطلاق سراحه وزملائه النواب. واضافت:"الدكتور عزيز خاض انتخابات حرة وديموقراطية وفاز فيها، وانتخبه زملاؤه رئيسا لهم ليكون بذلك رأسا للشرعية الفلسطينية، ومع ذلك تعتقله اسرائيل دون ان يقابل سلوكها هذا بأي احتجاج دولي". وقالت السيدة نهيلة دويك ان اسرائيل اعتقلت زوجها بعد أسر الجندي الاسرائيلي غلعاد شاليت وانها تواصل اعتقاله رغم تدهور حالته الصحية مشيرة الى انه يفقد وعيه من حين لآخر. وعرضت زوجة الاسير النائب احمد سعدات الامين العام ل"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"تجربة اقسى مر بها زوجها وهي اختطافه من سجن فلسطيني يخضع لحراسة دولية في اريحا قبل عام ونيف بعد دهم السجن وهدمه واعتقال حراسه. وتظهر تجارب النواب المعتقلين الظروف الاستثنائية التي يعيشها الفلسطينيون بمختلف فئاتهم من نواب وسياسيين الى طلبة ومهنيين شأنهم في ذلك شأن المقاتلين المطلوبين. وجاءت اكبر الفعاليات الاحتفالية في مدينة الخليل التي شارك فيها الآلاف من المواطنين في مسيرات ومظاهرات. ووفق احصاءات متطابقة يبلغ عدد الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال حوالي 11 الفا بينهم 611 اسيرا محكوم عليهم بالسجن اكثر من 50 سنة فما فوق، غالبيتهم مدى الحياة.