قالت مصادر فلسطينية ل "الحياة" إن حركة "حماس" تلقت عرضاً مصرياً لاطلاق سراح 1429 أسيراً فلسطينياً من سجون الاحتلال الاسرائيلي على ثلاث دفعات في مقابل اخلاء سبيل الجندي الاسرائيلي الاسير لدى ثلاث منظمات فلسطينية غلعاد شاليت منذ 25 حزيران يونيو الماضي. وأضافت المصادر أن اسرائيل وافقت على الصفقة التي جاءت حصيلة مفاوضات طويلة ووساطات من قبل مصر على مدى الاشهر الستة الماضية، قبل أن تتراجع الحكومة الاسرائيلية متذرعة بأن الوقت الراهن غير مناسب لابرام هذه الصفقة. وأشارت المصادر المقربة من حركة"حماس"التي تأسر مع لجان المقاومة الشعبية وجيش الاسلام الجندي شاليت إلى أن الصفقة تتضمن اطلاق سراح 450 أسيراً من المحكومين بالسجن المؤبد أو أحكام عالية أو أمضوا سنوات طويلة في السجن في المرحلة الاولى من الصفقة التي تتزامن مع تسليم شاليت لمصر. وأوضحت أن المرحلة الثانية من الصفقة تشمل اطلاق اسرائيل سراح 500 أسير فلسطيني بمن فيهم النساء والأطفال في شكل متزامن مع تسليم مصر شاليت إلى السلطات الاسرائيلية. أما المرحلة الثالثة فتشمل قيام اسرائيل باطلاق 479 أسيراً، وسيتم تنفيذها بعد شهرين من بدء تنفيذ الصفقة. وأكدت المصادر أن"حماس"والحكومة الفلسطينية تلقتا العرض المصري أثناء وجود عدد من قيادة الحركة ورئيس الوزراء اسماعيل هنية ووزير الخارجية الدكتور محمود الزهار ووزير الداخلية سعيد صيام ورئيس المجلس التشريعي بالنيابة الدكتور أحمد بحر في الاراضي السعودية أثناء تأديتهم فريضة الحج قبل حوالي أسبوعين. وأوضحت أن حركة"حماس"وافقت على العرض المصري الذي وافقت عليه اسرائيل ايضاً قبل أن تسحب موافقتها بدعوى أن الوقت الراهن غير مناسب لتنفيذ هذه الصفقة. واتهمت المصادر شخصيات فلسطينية من فريق الرئاسة الفلسطينية بالعمل على عرقلة اتمام الصفقة خشية أن تشكل مكسباً سياسياً مهماً لحركة"حماس"والحكومة في وقت تشهد فيه الاراضي الفلسطينية صراعاً دموياً على السلطة بين الفريقين، خصوصاً أن الفلسطينيين يتلهفون على اطلاق أي فلسطيني من سجون الاحتلال. ولفتت إلى أن قيادات الفصائل والقوى الوطنية والاسلامية المعتقلين في سجون الاحتلال اجروا مشاورات في ما بينهم، ومع قيادة حركة"حماس"في الاراضي الفلسطينية بغية تحديد اسماء الاسرى المشمولين في المرحلة الاولى من الصفقة. وقالت إن بين هؤلاء الاسرى الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات، وامين سر حركة"فتح"في الضفة الغربية مروان البرغوثي، والقيادي في حركة"حماس"عبدالخالق النتشة. إلى ذلك، علمت الحياة من مصادر أخرى قريبة من احدى الجهات التي تأسر شاليت أن الصفقة ستشمل اطلاق 150 أسيراً يحددهم"جيش الاسلام"، ومئة من حركة"فتح"، ومثلهم من الجبهة الشعبية، ومثلهم من لجان المقاومة الشعبية.