أقر نائب وزيرة الخارجية الأميركية جون نيغروينتي عقب عودته من دارفور إلى الخرطوم بتحسن الاوضاع الإنسانية والأمنية في الإقليم، لكنه اعتبر ذلك غير كاف وطالب الحكومة السودانية مجدداً بقبول نشر قوات مختلطة من الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور بأسرع وقت ممكن، وتسريع استكمال عملية السلام بضم الرافضين لاتفاق أبوجا إلى العملية وإبداء مرونة في هذا الشأن. وأجرى نيغروبنتي محادثات في الخرطوم أمس مع مساعدي الرئيس السوداني مني أركو مناوي والدكتور نافع علي نافع ومستشار الرئيس الدكتور غازي صلاح الدين ركزت على تطورات الأوضاع في دارفور، والقضايا العالقة التي تقف امام تطبيع العلاقات بين البلدين. وأقر الجانبان بأن علاقاتهما تمر بظروف استثنائية، واتفقا على السعي إلى إزالة الاسباب التى أدت الى تدهورها وضرورة مراعاة المصالح المشتركة والاحترام المتبادل. وقال مسؤول الشؤون الأميركية في الخارجية السودانية السفيرعبدالباسط السنوسي ل"الحياة"ان محادثات نيغروبنتي مع المسؤولين ناقشت الأوضاع الأمنية والإنسانية في دارفور وفرص ايجاد تسوية سلمية سريعة تنهي الأزمة في الإقليم، وتطبيق اتفاق السلام في جنوب البلاد، موضحا انه بعد اتفاق أديس أبابا الأخير بين الحكومة والاتحاد الافريقي والاممالمتحدة في شأن"عمليات هجين"في دارفور بنشر ثلاثة آلاف جندي افريقي أصبحت"الكرة في ملعب المجتمع الدولي"لإصدار قرار بتمويل القوة حتى تتمكن الدول التي تريد ارسال قوات الى الإقليم من توفيرها. وتوقع السنوسي ان تعمل الإدارة الأميركية على الدفع في اتجاه الحل السلمي بحمل رافضي اتفاق أبوجا للسلام في دارفور على الانضمام الى العملية السلمية، وقال ان الجانب الأميركي أقر بتحسن الاوضاع الانسانية والأمنية في الإقليم. وفي السياق ذاته، يعقد مجلس الأمن اليوم الاثنين جلسة مغلقة للاستماع الى تقارير في شأن دارفور من رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي الفا عمر كوناري ومبعوثي الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي الى الإقليم يان الياسون وسالم أحمد سالم. الى ذلك، أعلن الاتحاد الافريقي أمس أن مسلحين مجهولين قتلوا ضابطاً يعمل ضمن قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد في دارفور، ما يرفع خسائر قوة الاتحاد الأفريقي في الإقليم إلى 17 جندياً منذ نشر القوة الافريقية في الاقليم المضطرب. وقال الناطق باسم بعثة الاتحاد الافريقي في السودان نور الدين المازني، في بيان، إن المسلحين أطلقوا الرصاص مساء أول من أمس على الضابط وهو برتبة ميجر رائد واستولوا على سيارته قرب المدخل الخلفي لمجمع مقر الاتحاد الافريقي في الفاشر كبرى مدن الاقليم. وتابع:"إنه سابع جندي نفقده في نيسان، انها مأساة حقيقية بالنسبة لنا". وكان مسلحون مجهولون هاجموا دورية لقوة حفظ السلام الافريقية في دارفور في العاشر من الشهر الجاري مما اسفر عن مقتل جندي وإصابة اثنين. وقُتل أيضاً خمسة جنود سنغاليين من افراد القوة قرب الحدود مع تشاد إثر هجوم لمسلحين في وقت سابق من هذا الشهر.