دفع حادث خطف طائرة سودانية كانت في رحلة داخلية من الخرطوم إلى الفاشر، كبرى مدن دارفور، الأربعاء العلاقات السودانية - التشادية المتوترة إلى ازمة جديدة عقب اعلان نجامينا رسمياً رفضها تسليم الخاطف محمد عبداللطيف 26 عاماً الذي استسلم هناك. لكن الخرطوم اتهمت تشاد بالمشاركة في خطف الطائرة عبر حركة تمرد جديدة كانت تستهدف عسكريين سودانيين تخلفوا عن الرحلة في اللحظة الأخيرة، وطالبت الشرطة الدولية الانتربول باسترداد الخاطف. وقالت وزارة الدفاع التشادية ان تشاد ستحاكم المتهم السوداني أمام قضائها ولن تسلمه الى الخرطوم، مشيرة إلى أنه أبلغ السلطات"معاناته من الاضطهاد"في بلاده وانه كان يريد لفت نظر العالم الى أزمة دارفور. لكن وزارة الداخلية السودانية طالبت في بيان أمس السلطات التشادية بتسليم المتهم الى الخرطوم فوراً. وقالت انها شرعت في فتح ملف استرداد الخاطف وفق النظم والاجراءات المعمول بها دولياً عبر"الانتربول". وأعلن المدير العام لقوات الشرطة الفريق محجوب حسن سعد اكتمال اجراءات ملف استرداد الخاطف، مشيراً إلى اتهامه بالإرهاب وتهديد الأمن والسلامة العامة وحيازة سلاح بطريقة غير مشروعة، وهي اتهامات تتراوح عقوبتها بين الإعدام والسجن المؤبد. وأكد مسؤول حكومي أن تشاد وفصيلاً متمرداً جديداً أعلن عن نفسه أخيراً"متورطان في خطف الطائرة"، موضحاً ان عملية الخطف كانت تستهدف قيادات عسكرية حكومية أبرزها الفريق مصطفى الدابي مبعوث الرئيس عمر البشير إلى دارفور لكنها تخلّفت عن الرحلة قبل لحظات من اقلاع الطائرة. الى ذلك، كثّفت الأممالمتحدة من اتصالاتها بأطراف النزاع في دارفور من جهة وترتيباتها مع الاتحاد الأفريقي من جهة أخرى لبلورة رؤية محددة قبل بدء محادثات سياسية بين الحكومة السودانية ومتمردي دارفور في أديس أبابا في منتصف الشهر المقبل. وعُلم أن الخرطوم أنهت خلال اليومين الماضيين اجتماعات تقويمية لجهود الاتحاد الأفريقي والأممالمتحدة لانهاء النزاع في دارفور بتأكيد موقفها المعلن من التفاوض مع الحركات المتمردة التي ما تزال رافضة الانضمام الى اتفاق السلام في أبوجا. وينص الموقف المعلن على استعداد الحكومة للجلوس إلى طاولة المفاوضات متى ما طلب منها الوسطاء ذلك شرط أن يتم التفاوض في إطار اتفاق أبوجا الموقع مع خمس مجموعات من مسلحي دارفور أكبرها"حركة تحرير السودان"بزعامة مني أركو مناوي. وسيتوجه الرئيس عمر البشير اليوم إلى أديس أبابا للمشاركة في قمة دول الاتحاد الافريقي التي تعقد الاثنين والثلثاء ويتوقع أن تُحدد على هامشها الخطة التي سيجري اتباعها لاستكمال عملية السلام في دارفور. وسيجري البشير محادثات مع الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي الفا عمر كوناري لمناقشة تطورات دارفور وخطط دعم القوة الأفريقية في الإقليم عبر ثلاث مراحل تنتهي بنشر قوة مختلطة من الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي. واتهم كوناري في تقرير أمام المجلس الوزاري الأفريقي في أديس أبابا أمس أطراف النزاع في دارفور بعدم التزام الهدنة، وقال إن ميليشيا"الجنجاويد"وميليشيات أخرى مسؤولة عن تدهور الأوضاع الأمنية في الإقليم، ودعا الأممالمتحدة إلى أن تتولى في شكل كامل تمويل مهمة حفظ السلام التي يقوم بها الاتحاد الأفريقي في دارفور. وأضاف في التقرير الذي وزع في الخرطوم:"من المهم جداً متابعة وفي شكل فعال مسألة تمويل الاممالمتحدة مهمات الاتحاد الافريقي من خلال مساهمات محددة". وعزا فشل مهمات الاتحاد في دارفور الى ضعف الامداد والتموين ونقص الأموال.