طلبت الحكومة السودانية أمس من مبعوثي الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي إلى دارفور يان الياسون وسالم أحمد سالم التدخل لدى متمردي دارفور من أجل خفض سقف مطالبهم لاقتسام السلطة والثروة، قبل اجراء محادثات مباشرة معهم لتسوية الأزمة في الإقليم، فيما أعلنت الخرطوم ترتيبات لعقد قمة تجمع الرئيس عمر البشير والرئيس التشادي إدريس دبي ورئيس أفريقيا الوسطى فرانسوا بوزيزي نهاية الأسبوع الحالي في مدينة كان الفرنسية، برعاية الرئيس جاك شيراك لإنهاء الخلافات والتوتر على الحدود المشتركة بين الدول الثلاث. وأجرى الياسون وسالم محادثات في الخرطوم أمس مع مساعد الرئيس السوداني نافع علي نافع ومستشاره مجذوب الخليفة ووزير الخارجية لام اكول، ركزت على الأوضاع الأمنية والإنسانية في دارفور وفرص التوصل الى تسوية لإنهاء الأزمة في الإقليم. وقال الناطق باسم الخارجية السودانية السفير علي الصادق في تصريح صحافي ان حكومة بلاده أبلغت المسؤولين الدولي والأفريقي أن سقف مطالب متمردي دارفور في شأن اقتسام السلطة والثروة عالية، وطلبت منهما التدخل لاقناعهم بطرح"مطالب معقولة"، مؤكداً ان حكومته تملك إرادة سياسية من أجل التوصل الى تسوية سياسية تضع حداً لأزمة دارفور. وأبدى سالم تفاؤلاً حذراً باحتمال احراز تقدم على المستوى السياسي، مشيراً الى انه يتمنى التحاور مع أطراف لم توقع اتفاق السلام"إن في داخل السودان أو خارجه". وقال سالم للصحافيين إنه أبلغ المسؤولين في الحكومة بنتائج اتصالات ومشاورات أجراها مع قادة الحركات المتمردة التي رفضت من قبل توقيع اتفاق ابوجا الخاص بالسلام في دارفور، وكذلك المشاورات مع الجهات الإقليمية والدولية المعنية بقضية دارفور، معرباً عن أمله في التوصل الى اتفاق مع كل الاطراف لبدء التفاوض من أجل الوصول إلى حل ينهي معاناة سكان الإقليم ويعيد لهم الأمن والاستقرار. وقال الياسون، من جانبه، إن الأوضاع الأمنية والإنسانية في دارفور"بالغة السوء"، موضحاً انه سيسعى من خلال محادثاته مع المسؤولين في الخرطوم والمتمردين في دارفور إلى التوصل إلى اتفاق لإحداث تغيير سريع في الأوضاع عبر هدنة قبل جمع الطرفين إلى طاولة مفاوضات لتسوية الأزمة باتفاق على اقتسام السلطة والثروة. إلى ذلك، تحدثت أوساط حكومية في الخرطوم أمس عن ترتيبات لعقد قمة مصغرة تجمع الرئيس البشير والرئيس التشادي دبى ورئيس افريقيا الوسطى بوزيزيه نهاية الأسبوع برعاية الرئيس شيراك، على هامش القمة الافريقية - الفرنسية التي تعقد في مدينة كان الخميس المقبل تحت شعار"افريقيا والتوازن الدولي". وينتظر ان تناقش القمة المصغرة الاتفاق على خطوات عملية لتهدئة الأوضاع بين حدود الدول الثلاث في اعقاب التوترات في الفترة الماضية، وانهاء الخلافات في شأن الاتهامات المتبادلة بدعم كل طرف لمتمردي الطرف الآخر. وتتهم تشادوأفريقيا الوسطىالخرطوم بمساندة المتمردين. من جهة أخرى، قرر مجلس الصحافة أمس تعليق صدور صحيفة"الوطن"المستقلة يومين لنشرها حواراً مع رجل ملثم أكد انه ملاحق من السلطات الأمنية هدد باستهداف مصالح غربية في الخرطوم وحدد مقري السفارة الأميركية وبعثة الأممالمتحدة وموظفيهما، موضحاً انهم مجموعة جهادية تتدرب عسكرياً حالياً وتساند دعوة الحكومة السودانية إلى مقاومة أي قوات أجنبية ستقرر المنظمة الدولية نشرها في دارفور. واعتبر المجلس أن ما حدث"نشر ضار"يخالف واجبات الصحافي وميثاق الشرف الإعلامي و"دخيل على أعراف النشر المرعية والأداء الاعلامي الرشيد". وكانت السلطات الأمنية اعتقلت نائب رئيس تحرير الصحيفة الذي أجرى الحوار عادل سيد أحمد وزميله أحمد الشريف منذ الخميس الماضي قبل أن تفرج عنهما الأحد، ودوّنت ضدهما اتهامات. وذكرت الصحيفة أمس ان الملثّم الذي أجرت معه حواراً، اعتُقل كذلك.