تخوّف مزارعو القمح السعوديون من إصابة محصولهم بفطريات خطرة، تعرف باسم "صدأ الساق" أو "الصدأ الأسود"، تصيب أصنافاً واسعة من محصول القمح، مع إعلان"منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة"فاو انتشار المرض في شرق القارة الأفريقية واليمن حالياً، وانتقاله إلى محاصيلهم عبر الحدود الجنوبية للسعودية، ما ينذر بوقوع خسائر جسيمة ينتج عنها تدمير حقول القمح بأكملها. وأبدى المزارع فيصل الناصر تخوفه من وصول"الصدأ الأسود"إلى حقله، ما سيدمّر محصوله الزراعي من القمح ويكلفه خسائر مادّية جمّة، ونفى علمه بكيفية مكافحة الآفة، إذ لم يصله أي تحذير أو بلاغ من وزارة الزراعة السعودية. ومن جانبه، بدد أستاذ قسم وقاية النبات في"كلية علوم الأغذية والزراعة"في جامعة الملك سعود ومستشار وزارة الزراعة، إبراهيم الشهوان، مخاوف المزارعين وقال ل"الحياة":"إن جراثيم الفطر تنتقل عبر الرياح وتغطي مساحات كبيرة خلال فترة قصيرة"، إلا أنه استبعد تأثيرها في القمح السعودي، وأضاف إنه"لن يتسبب في ضرر بالمحصول المحلي، نظراً إلى أن معظم المحصول وصل إلى مراحل متقدّمة في نموه، كما يستخدم معظم المزارعين أصنافاً مقاومة للمرض، مثل يوكوروراجو ومكسيباك المطورين". لكنه أشار إلى أن الأصناف المحلية ذات الاستخدام القليل، مثل"اللقيمي"، قد تصاب بالفطر، ما لن يكون له تأثير كبير في المحاصيل الأخرى. وكان المدير العام ل"الفاو"، جاك ضيوف، أفاد بأن غلال القمح العالمية ستكون مهددة بالدمار، في حال انتشار هذا الوباء، إذ إن لقاح فطر صدأ القمح ينتقل مع الرياح لمسافات بعيدة وحتى عبر القارات، مشيراً إلى أن هذا النوع من الفطريات في إمكانه أن ينتشر بسرعة، إذ إن لديه القدرة على نشر أوبئة عالمية في محاصيل القمح، ناهيك عن خسائر الحصاد التي تكلف بلايين الدولارات، مشيراً إلى أن البلدان النامية التي تعتمد على القمح ولا تتوافر لديها فرص الحصول على أصناف من القمح المُقاوم لهذا المرض، ستكون مستهدفة على وجه الخصوص. وأفادت"المنظمة"في وقت سابق بأن 80 في المئة من أصناف القمح المزروعة في آسيا وأفريقيا قد تكون عُرضة لهذه الآفة، ما يسبب كارثة اقتصادية للدول النامية المعتمدة على زراعة القمح، ويؤدي إلى ارتفاع أسعار القمح وحصول نقص في الإمدادات الغذائية، على الصعيدين المحلي والإقليمي. يذكر أن هذه الآفة ظهرت للمرة الأولى في أوغندا في عام 1999، وسمّيت"99 جي يو"وظهرت أيضاً في كل من كينيا وأثيوبيا، ووصلت أضرارها المخيفة إلى اليمن والسودان، وأُرسلت عينات من مُسبّبات المرض إلى الولاياتالمتحدة وكندا، لمزيد من التحاليل. وطالبت المنظمة اليمن بزيادة مراقبته للمرض، والتدخل مباشرة لمكافحة المرض في بؤره الساخنة، كما طالبته بإدخال أصناف قمح أكثر مُقاومة، وتحديد مواعيد الزراعة، لكسر دورة الآفة.